23 ديسمبر، 2024 1:07 م

أمريكا : تقبّلي كراهيتي وقصفَ حروفي

أمريكا : تقبّلي كراهيتي وقصفَ حروفي

لعنة ألله وملائكته وكلّ من له حوبة ، على أمريكا الوغدة ، ومن والاها وظاهرها وعاونها ، على تدمير وتفكيك وسرقة بلاد ما بين النهرين الخالدين . أليوم اكتملتْ عشر يابسات كاسرات متلفات ملعونات ، منذ جاء الأمريكان ، يجرّون وراءهم وحوشاً بوجوه آدمية ، من كلّ ماخورٍ لمّة ابنة لملوم ، حتى كادت أرض الله ، تخلو من سَقَطتِها وشواذّها ودونيّتها وحراميّتها المجاهيل المقطّمين ، الذي إنْ سألتَ واحدهم عن الظهر الذي أنزلهُ وسقاهُ وربّاهُ ، لصاح بك : إنَّ لي أباً في كلِّ مصرٍ ومنزلٍ . عشرٌ مهلكات لم نذقْ فيها طعم الراحة . أللعنة اللعنة عليهم وعلى الذين خلّفوهم حتى قطع النفَسْ . سمٌّ وزقنبوت مرٌّ ، ونارٌ وصديدٌ وصدأ ، ببطن كلّ من روّجَ وعبّدَ وهلهلَ وكذّبَ وسمسرَ وزوّرَ وخانَ ووصوصَ وراهنَ وداهنَ وباع واشترى ، وسكتَ وغلّسَ وأفتى وضلّلَ ، وبصمَ بمؤخرته ، فوق منضدة رمل الغزاة . أمريكا التي لن أذرفَ عليها عشر دمعة ، إذا ما صار أكلها ، يشبه أكل العراقيين ، سنوات الرمادة والخنق والقحط والجدب ، هي التي صنعتْ في بلادي ، واحداً اسمه عمر ، يذبح أخاه الذي اسمه عباس ، وخلقتْ مثلهما عبد الأمير ، ليذبح أبي بكر . إنْ صحتَ آخٍ يا بلدي ، وآهٍ يا ولدي ، قامت القابلة الأمريكية المأذونة من قعدتها ، ووضعتْ بطل الحليب بفمك وقالت لك : إهدأ أيها المشاكس البطران ، لأننا اليوم قد أتممنا نعمتنا عليك ، وخلّصناك من صدام حسين . إسكتْ وإرضَ بقسمتك المقسومة ، من شيشة وحشيشة الفوضى الخلّاقة . أمريكا خلقتْ واحداً من أفسد وأشرس وأفشل النماذج على الأرض ، لكنها ظلت تدلّعه وتهدهدهُ ، ولم تقلْ له يوماً ، إنَّ على عينك ربع حاجب . أمريكا فقط ، هي التي شوّفتنا جنودها الشواذ ، وجندياتها بنات المواخير ، ومخلوقات الحيامن الفائضة ، وهم يلتقطون صوراً تذكارية ملونة ، صحبة جثث الضحايا . أمريكا ، وليس غيرها ، هي من باع برميل الديمقراطية العزيز ، ببرميل نفطٍ رخيص . أمريكا هي من أنجبَ خرافة دولة شيعية مستعادة ، ودولة سنّية غاربة . ألوغدة الشريرة الكريهة ، هي من أوجد لنا ، مائة تلفزيون فضائي ، ومائة جريدة ، ومائة إذاعة ، ومائة دكّان ، فصرنا نكتب ونشتم ونسبّ من نشاء ، ونمدح ونردح ، ونغضب وننفّسْ ، ونمطر على الكون ، حرية وديمقراطية وتعددية ، لكن من دون القفز فوق حواجز الخطوط الحمر المقدسات التي منها ، بلد فاسد بلا هوية ، وإنسان مختل ومريض ومحبط ومهزوم ، إنْ منّتْ عليه الحكومة ، بنصف يوم كهرباء ، وأسبوع كرامة ، قام وصلّى وصامَ وشكرَ ، ورضي بما ترضى به ، أهون الكائنات . هي التي قتلتْ وهجّرتْ ورمّلتْ وعذّبتْ وأهانتْ وسرقتْ ونهبت وأمرضتْ وصحّرتْ وفسفرتْ ويرنمتْ وسمسرتْ . برقبة أمريكا أُمّ البلاوي ، موت ضمائر وكرامات وإنسانية حشد محتشد ، من أصحابي الشعراء والقصاصين والروائيين والنقدة ، والرسامين والنحاتين والممثلين والمغنين والملحنين والموسيقيين والمسرحيين والصحفيين والمخرجين . لقد قتلتْهم الوغدة الساقطة ، بدمٍ بارد ، بعد أنْ فطمتْهم بطعم الدولار القويّ ، الذي لا رادَّ لتلويحته الراقصة ، ولا منجى من خضرة عينيه .
أمريكا :
أنت وغدة وظالمة وغير عادلة ومتوحشة وحرامية وكذابة ، فتقبّلي كراهيتي المقدسة ، حتى يأتي عليكِ يومٌ ، لا ينفعكِ فيه ، إلّا أن تأتي الناس بقلبٍ رحيم ، نادمٍ على ما جنى واقترفْ ، ساعتها ، سأُسامحكِ وأعفو عنكِ ، فأنا المسامح ، والمسامح كريم .
[email protected]