تتحدث كتب التاريخ، عن صدام يحدث بين دول عظمى، يزيح ثلثي من العالم، وتشير تلك الكتب إلى حروب طاحنة، تمحى على إثرها دول كبرى، كانت تتحكم في العالم.
يوم الجمعة المصادف 7 أبريل 2017 فجرا، أطلق 59 صاروخ “توماهوك” الأمريكية، من بارجتين في البحر المتوسط على قاعدة جوية عسكرية في دولة سوريا العربية، تصاعدت أعمدة دخانها منذ الصباح الباكر، لتعلن عن عدوان جديد؛ يخطط لأدوار جديدة وتوازن قوى في المنطقة.
رحبت السعودية و إسرائيل أبدت إعجابها قرار ترامب، وعدته شجاعا، وأبدت تركيا تأييدها الكامل للضربات، في حين جاء تعليق روسيا رافضا و وصفته باعتداء على دولة ذات سيادة، وطالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لمناقشة الضربات الأمريكية، ادانه شديد اللهجة رفعتها طهران، ضد العدوان الأمريكي على سوريا، معطيات تشير إلى الصراع الدولي الإقليمي في سوريا، قد وصل إلى مرحلة خطيرة ولغة الصواريخ “الترامبية” ستعطي تصورا جديد لمستقبل الصراع.
الذريعة الأمريكية لإطلاق الصواريخ، هي قصف الكيمياوي مجهول الهوية، لمنطقة خان شيخون، دون انتظار نتائج التحقيق، وهذا ما أكده وزير الخارجية لافروف، في تصريحه الأخير، وقال أيضا ً: أن الضربة الأميركية تذكرنا بحرب العراق دون قرار في مجلس الأمن .. وأضاف لافروف: الضربة الأميركية بلا شك عدوان بذرائع واهية ويذكر بما حدث في العراق في 2003.
التوقعات تنذر بخلاف كبير قد يصل إلى المواجهة العسكرية، بين الدول المتصارعة، حيث شكلت فريقين قسمت المنطقة إلى ساحة صراع بأدوات أقوى من قبل، فلغة الصورايخ قد غطت على باقي أدوات الحوار، والتسويات التي أبرمت، واللجان التي شكلت، احرقها ترامب بضربته الصاروخية.
القادم يحمل خطر المواجهة ما بين روسيا (إيران) وأمريكا (السعودية) في المنطقة, واقرب ارض خصبة لهكذا صراع هو العراق, وسيكون صراعا وجوديا قاسياً, العراق ورقة مهمة جدا بالنسبة لأمريكا وإسرائيل والسعودية, من أجل قص مخالب إيران وروسيا في المنطقة.
لذا سيكون العراق أمام خيارين, إما القبول بالتقارب مع أمريكا والإبتعاد عن محور إيران روسيا, وهذا سيشعل العراق بمشاكل داخلية, وإما العكس, وهذا يعني احتمال تدخل أمريكي قوي من أجل تغيير المعادلة السياسية في العراق؛ القول بالوقوف في الوسط إنما يعني التقليل من التقارب مع إيران, وهو يصب في مصلحة المحور الأمريكي.