18 ديسمبر، 2024 7:21 م

أمريكا تعلنُ الحربَ من العراق..!!!

أمريكا تعلنُ الحربَ من العراق..!!!

نفد صبر الولايات المتحدة الأمريكية الإستراتيجي في العراق،بعد فشل السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء، في إيقاف فصائل المقاومة العراقية، عن ضرب القواعد الأمريكية في سوريا والعراق ،وسفارتها في بغداد والمدن الإسرائيلية،وأقدمتْ على قصف مواقع الفصائل الولائية في العراق ،في جرف الصخر وبابل والتنف والبوكمال وغيرها، واليوم في قلب بغداد بإغتيال نائب قيادة عمليات الحشد الشعبي في بغداد،ومجموعة من مرافقيه،هذا التطوّر والتصّعيد الخطير،قد أنهى العلاقة مع حكومة بغداد،في وقت يطلب قادة الإطار التنسيقي،ومنهم نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي، بإنهاء التواجد العسكري والدبلوماسي الأمريكي في العراق،وغلق جميع قواعده العسكرية، وحتى السفارة،في حين يرفض الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقادة سنّة العراق( الخنجر والحلبوسي والنجيفي وغيرهم)،إنهاء التواجد الأمريكي في العراق، بحجّة هناك خطر إرهابي لداعش ،يتربّص على الحدود وفي المدن الغربية،في وقت تشهد العلاقات بين بغداد واقليم كردستان العراق، توتراً شديداً، بسبب قصف فصائل عراقية لقاعدة حرير الامريكية ،ومقرات للبيشمركة في منتجع صلاح الدين الرئاسي،بشكل يومي،يأتي القصف الامريكي، بعد إغتيالات قامت بها إسرائيل، لقادة من حماس وحزب الله، وقائد الحرس الثوري الايراني في سوريا،وقيام الحوثيين بغلق مضيق باب المندب امام السفن المتجهة الى اسرائيل، مما أجبر إدارة الرئيس بايدن، من جمع تحالف دولي ،من عشرين دولة كبرى، لمواجهة التهديدات الحوثية ، وتهديدها الملاحة البحرية الدولية في المضيق،ومن ثم وتصعيداً، في مقابل هذا التحالف الدولي، قامت إيران بإرسال  مدمّرة وسفينة حربية (ألبرز)،الى البحر الأحمروتعبر باب المندب، لمواجهة التحالف الأمريكي الدولي،بعد مهاجمة أمريكا للزوارق الحوثية ،وتدميرها في البحر الأحمر،إذن تواجد المدمرة الإيرانية في مضيق باب المندب، بحجة حماية الملاحة، ينذر بمواجهة أكيدة مع التحالف الدولي الأمريكي والاوروبي،خاصة وإن أحداث يوم أمس، ونقصد التفجيرات التي حدثت في محافظة كرمان بمناسبة الذكرى الرابعة، لإغتيال قاسم سليماني،والتي أعلن تنظيم داااعش الإرهابي مسؤوليته عنه،إلاّ أنّ إيران إتهمتْ إسرائيل وأمريكا ،بهذا الحادث الكبيرالمروّع، والذي ذهب ضحيته مئات القتلى والجرحى ،هذه الأحداث المتسارعة ،من الإغتيالات والتفجيرات ،وقصف الفصائل والحشد الشعبي، هي  ناقوس خطر حقيقي، لتوسعة رقعة الحرب ،وإخراجها من ساحتها في غزة ، الى بغداد وباب المندب ودمشق ، بعد أن فشل الجيش الصهيوني، من إحراز نصر وقتي على فصائل فلسطين، التي تقاتل منذ شهرين تقريباً، رغم الدمار الهائل في البنى التحتية لغزة ومدنها، وعشرات الآلآف من الشهداء ،من النساء والأطفال والشيوخ،لهذا تتّجه الأنظار الى بغداد هذه المرة، بإستهداف فصائلها، وقادة الفصائل، ومقرات للحشد الشعبي في بغداد وضواحيها،ومدن أخرى تتواجد فيها فصائل تقصف القواعد الامريكية ،في أربيل وعين الأسد،إذن هناك عمل سياسي يقوده الاطار التنسيقي، لأنهاء تواجد امريكي في العراق،وهناك عمل عسكري موازٍ له، تقوم به جهات مسلحة لا تعلن عن إسمها ،وتدعي أنها بإسم فصائل المقاومة العراقية،إذن العراق، يدخل حرب غزة من بوابة قصف قواعد وسفارة امريكا في العراق، وقصف مدن إسرائيل من العراق،وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل، لتوسيع رقعة الحرب، وإشغال الفصائل الفلسطينية، وحدها لمواجهة الجيش الصهيوني، لتسهيل القضاء عليها،فتشكيل إدارة بايدن تحالف دولي لمواجهة الحوثيين في باب المندب،وقصف الفصائل المسلحة العراقية والحشد الشعبي، هو لإشغالها عن الضغط  ،وإقلاق إسرائيل بحربها في غزة،نعتقد أن إتساع رقعة الحرب في المنطقة، أصبح ضرورة أمريكية – إسرائيلية،وهي فرصة لتحجيم دور حزب الله ،والفصائل العراقية والحوثية في المنطقة، وقصقصة أجنحتها التي تهدد بشكل مباشر المصالح الإستراتيجية الأمريكية ،في عموم الشرق الأوسط، وهذا مايقلق إدارة باين بشكل كبير جداً، مما يضّطرها لمواجهة مسلحة مع الفصائل، بعد أن قامت السفيرة الأمريكية ألينا رومانيسيكي، بجولات ولقاءات مكوكية ،مع قادة الإطار التنسيقي وقسم من زعماء الفصائل، لإقناعهم  بعدم قصف القواعد العسكرية، وإعلان(هدنة مؤقتة)، بينهم، ولكن دون جدوى، بالرغم من تدخل السوداني، بتوجيه وتهديد من ادارة بايدن ،وفشل في إقناع الفصائل ،إيقاف قصفها لأربيل وعين الأسد،ممّا إضطر البنتاغون ،لتوجيه ضربات صاروخية وقصف طائرات ،للفصائل في سوريا والعراق واليمن،واليوم ولأول مرة وبخطوة غير مسبوقة ،تقصف أمريكا الفصائل داخل بغداد ، وتقتل أحد أهم قادة فصيل النجباء العسكري، وهذا تطوّر لافت جداً، ستلحقه بكل تأكيد عمليات نوعية أخرى، تستهدف قادة الفصائل ومقراتهم ، كما حصل في جرف الصخر مؤخراً،عندما إستهدف مقرات حزب الله العراقي،هذا التصعيد الأخطر منذ رحيل القوات الامريكية، التي غزت العراق،لتبدأ أمريكا مواجهة مفتوحة، مع جميع الفصائل الولائية في المنطقة، وبضمنها حزب الله اللبناني، الذي يحاول بكل قوته وتهديداته ،أن لايدخل في حرب غزة، وتداعياتها المدمّرة للبنان، وهذا أخطر مايخشاه حزب الله ،وأكده زعيم الحزب حسن نصرالله في خطابه يوم أمس الاوّل ،لأنه يدرك أنه، إذا دخل الحرب مع الجيش الإسرائيلي ، ستكون نهايته،لسبب بسيط جداً، لأن الشعب اللبناني ،غالبيته ضد الحرب، وضد حزب الله،إذن توسعة الحرب قادمة لامحالة ، ونتائجها كارثية على عموم المنطقة، وربما تتفاعل لتكون حرب عالمية ثالثة، تطلُّ برأسها من باب المندب الى بغداد ودمشق،يكون الخاسر الأكبر فيها ،العراق وسوريا،فإيران لاتقاتل بجيشها، بل بفصائلها،وحرسها الثوري ،المتواجد في سوريا والعراق ولبنان واليمن،فهي تعمل جاهدة ،أن تكون الأراضي الايرانية ،بمنأى عن الحرب،ولكن اذا إشتعلت الحرب ،فلن تقف عند حدود بعينها ،ستعبر كل الحدود، وأراضي إيران على مرمىً منها ،فلن تسمح لها أمريكا ،بالوقوف على الحياد موقف المتفرّج، أو مَن يشعل الحرب ويقف على تلتها،فإذا إندلعتْ الحرب ستكتوي بها ،جميع شعوب المنطقة ،لهذا نرى أن المنطقة كلها تقف على كف عفريت، وفي عين عاصفة صفراء ،وشرارة هذه الحرب تنتظر مَن يشعلها، وربما تشتعل بأية دقيقة ، وبأصابع أمريكية….!!!!!