الشرق الأوسط يعيش هذه الفترة في أسوأ حالاته من ضعف وهوان وتطبيع مع العدو الأزلي الإسرائيلي الهالك لا محالة، والضغط على الدول العربية لتطبيق صفقة القرن وما رافقها من شوائب لا حصر لها، جاءت أمريكا بقرارات فردية وغير مدروسة ولا ترضي الشارع الأمريكي بأي شكل من الأشكال، وكثيراً من السياسيين الأمريكيين تركوا مناصبهم كما يُعلَن بين الحين والحين في الصحف الأمريكية والعالمية.
إعلان بومبيو الجيش الثوري الإيراني منظمة إرهابية، جاء في الوقت الذي تريد أمريكا فرض وتطبيق صفقة القرن بكل الطرق والوسائل، جاء الرد الإيراني بأن الجيش الأمريكي إرهابي وداعم للإرهاب، وكان الرد سريعاً.
هذا الأمر من شأنه أن يغير قواعد اللعبة بالكامل، فالقوانين الدولية لا تمانع في ضرب أي منظمة إرهابية، وتحُث على حربها والقضاء عليها، والرد الإيراني السريع يحمل دلالات كبيرة ومتعددة، باعتبار أن الجيش الأمريكي إرهابي، وهو منتشر في العراق وأفغانستان وسوريا وفي دول قريبة من إيران، ويكون في مرمى أهدافها، وهذا الأمر خطير جداً.
وفي هذه الحالة إيران لن تكون لوحدها في مثل هكذا وضع، فمعها التحالف العراقي والسوري الذي تكوَّن بعد الحرب الكونية على سوريا، والخاصرة الضعيفة لأمريكا هي إسرائيل ستكون في مرمى صواريخ حُلفاء إيران مثل حزب الله وحماس وإيران نفسها، وفي هذه الحالة تُقرع طبول الحرب في المنطقة العربية وتبدأ المَعْمَعَة التي تسعى إليها أمريكا؛ طبَّعاً روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في مثل هذا الوضع، فهي تحاول الآن إعادة نُفوذها على العالم والسيطرة، لإنهاء قُطب واحد متحكم، وتدعم هذا التحالف العراقي الإيراني السوري، كما فعلت سابقاً بدعم سوريا في حربها على الإرهاب، ناهيك عن بيعها الأسلحة المتطورة جداً لتركيا، وهذه الصفقة أمريكا تعارضها، لكن الروس والأتراك اعتبروها صفقة سيادية، لا يمكن التراجع عنها.
لا احد يسعى إلى حرب في المنطقة سوى أمريكا لتطبيق صفقة القرن المشؤومة، لإرضاء إسرائيل كما هو واضح، والتي يعارضها العرب والفلسطينيون، وروسيا ترفض تطبيقها وتعمل على إلغائها بكل الطرق الممكنة.
ملاحظة: (مَعْمَعَةِ): في اللغة العربية تعني: “الْحَرْبِ: خِضَمّهَا وهَيَجَانهَا”.