18 ديسمبر، 2024 8:04 م

أمريكا تستثني العراقيين من حضر السفر ولكنها مستمرة في قتلهم

أمريكا تستثني العراقيين من حضر السفر ولكنها مستمرة في قتلهم

صرح مصدر من البيت الأبيض اليوم الإثنين ان الرئيس ترامب استثنى العراق من امر حضر السفر الجديد الى الولايات المتحدة وابقى الدول الست الأخرى، سوريا وإيران وليبيا والسودان واليمن والصومال، كذلك استثنى الأمر الجديد حاملي البطاقة الخضراء والحاصلين على تأشيرات مسبقة والمتمتعين بإجراءات الإقامة الأصولية من الدول الست المذكورة، ورغم ان مصادر البيت الأبيض تبرر استثناء العراقيين بالإجراءات الجديدة التي اتبعها العراق لمنع تسرب الإرهابيين، وهو ادعاء يقول المتابعون ان الفوضى الإدارية المعروفة في العراق لا تعطي مصداقية مقبولة لمثل هذه الإجراءات المزعومة، أما حقيقة الأمر فهي كما سمعناه من بعض معلقي نشرات الإخبار الدولية ان مستشاري ترامب أقنعوه بأن العراق حليف استراتيجي وميدان الحرب المستعرة على الإرهاب، وان أية إجراءات معادية للعراقيين قد تضر بشكل أو اخر بجهود الحرب فعلاً، وهو تحليل يتّسم بمعقولية اكبر من إجراءات منع التسرّب.

بالمقابل، اعترف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بقتل العراقيين والسوريين، فقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية التي تقود عملية العزم الصلب ضد داعش في العراق وسوريا قبل بضعة ايّام أن الرقم الرسمي لقتلى المدنيين جرّاء الضربات الجوية للتحالف الدولي في سوريا والعراق ارتفع الى 220 ضحية وسط مخاوف من وقوع حوالي 750000 إنسان في المصيدة خلال الهجوم المتواصل على الموصل، ما يعني ان الحصيلة مرشحة للإرتفاع بشكل دراماتيكي مع الإعلان عن تنفيذ اكثر من ٢٣٠٠ غارة على معقل داعش الأخير في العراق، علما ان عدد الضحايا المذكور مستخلص من تقارير تحقيقات رسمية للقيادة المركزية، وان هناك عشرة تقارير أخرى حول حوادث مماثلة لم يفصح عن نتائجها الى الآن، إضافة إلى 15 حادث آخر لازالت في طور التحقيقات.

قال ناطق بإسم القيادة المركزية بهذا الخصوص:”نحن نأسف للخسائر غير المقصودة بين المدنيين نتيجة جهود التحالف لهزيمة داعش في العراق وسوريا وأعرب عن تعاطف التحالف العميق مع العوائل وكل المتضررين من هذه الضربات”.

المنظمات الإنسانية تحذر على الدوام من أن الرقم الحقيقي ربما كان يفوق الأرقام الرسمية بكثير. على سبيل المثال تقول مجموعة مراقبة الحروب الجوية أن 2400 رجل وامرأة وطفل على الأقل، قتلوا خلال حملات القصف الجوي على داعش.

وحسب افادة مسؤولي عملية العزم الصلب هناك 21 مدنياً قتلوا في حوادث جديدة حققت فيها مؤخراً، أما أكثر الضربات المنفردة فتكا بالمدنيين فقد كانت في الموصل يوم 13 ك2 2017. حيث تقول الإفادة أن المحققين العسكريين الأمريكيين وجدوا أن ثمانية مدنيين قتلوا دون تعمد في ضربة استهدفت مسكنا لمقاتلي داعش، إلا أنه لم يتضح فيما إذا كان التقرير يتحدث عن نفس الحادث الذي تحدث عنه الأهالي في نفس اليوم وقالوا إن الضربة قتلت 30 فردا من عائلة أحد قياديي داعش الذي لم يكن موجودا أثناء القصف.

يذكر ان العديد من الحوادث المميتة رافقت استهداف تجارة النفط كجزء من عملية حيوية للحد من مصادر تمويل التنظيم. من الأمثلة الواردة في التقرير بهذا الشأن ما ذكر انه بالقرب من دير الزور، قُتل ثلاثة من سواق صهاريج النفط يوم 27 ت2 2016، بينما تمكن زملائهم من الهرب قبل تدمير صهاريجهم لأنهم استجابوا للطلقات التحذيرية وتركوا السيارات حسب ما ورد في التقرير، وقُتل خمسة آخرون يوم 11 ك1 2016، لأنهم حسب مزاعم التقرير، رجعوا إلى صهاريجهم بعدما تركوها اول الأمر استجابة للطلقات التحذيرية. وثلاثة آخرون يوم 7 ك2 2017.

يقول التقرير أن استهداف تجارة داعش النفطية كانت ناجحة، غير ان التنظيم مستمر في اجبار المدنيين عليها مما يؤدي إلى زيادة عدد الضحايا، وهو في الواقع استنتاج صلف ومشمئز، فهل اجبار داعش للناس على شيء مهما كان، مبرر لقتلهم؟.

يقول التقرير أن كل تلك الحوادث كانت بتخويل من إدارة أوباما ويعرب عن الإعتقاد أن التخويل سيستمر مع إدارة ترامب. مع النهم المشهود لإدارة ترامب الجديدة نحو الحرب، من المتوقع ان يرتفع العدد، اللهم الا اذا تمكن العراقيون من السفر الى أمريكا بعد امر الإستثناء العتيد!.