23 ديسمبر، 2024 1:14 م

أمريكا .. تاجر رابح وليسَت بالشريك الصالِح

أمريكا .. تاجر رابح وليسَت بالشريك الصالِح

الى الآن ومذ أعلن الرئيس ولسن قائمته لحقوق الإنسان ، بقيت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تنظر الى هذه الحقوق مجرد لائحة لاغير كي تُقرأ من قبل الآخرين ولاتطبق ضمن مفاهيم العلاقات الدولية ،وتجارب العديد من الدول في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية حول مفهوم الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية تكشف زيف تلك الشراكة والتي في البدء تقوم على أساس التعاون التنموي أو الصحي أو الشراكة ضد الإرهاب لكن هذه الشراكة سرعان ماتكون مخرجاتها المزيد من الفوائد الإقتصادية والسياسية لصالح الشريك الرئيسي ، ولسنا هنا بصدد الوقوف على طبيعة بنية النظام السياسي والعسكري لأمريكا أو معاييرها الأخلاقية والمواقف المزدوجة التي تمارسها ضد دول العالم بمجرد الإختلاف في وجهات النظر وخلقها للعشرات من الأنظمة

الدكتاتورية وأعتداءاتها المتكررة على العديد من الدول المستقلة ،

لسنا هنا بقراءة الأنماط الفلسفية للتفكير الأمريكي سواء على مستوى الحكام أو على مستوى المنظرين السياسيين الأمريكان الذين يدعمون هذه السياسية بقدر مانشير الى ماطرأ من تطورات على العديد من المفاهيم وفي كافة الحقول المعرفية والإقتصادية والسياسية والحريات الشمولية والشخصية لكن المنظرين والساسةالأمريكين وكذا الأغلبية من المجتمع الأمريكي ومنذ الثمانينيات والى الآن لم يواكب تطور هذه المفاهيم ولم يضع له الأذان الصاغية لماتعبر عنه شعوب العالم عن حاجتها الى الإستقلال والحرية والتنمية والتعاون المشترك القائم على مصلحة الطرفين المتعاونين وليس طرفا على حساب آخر ،

العالم الآن ملئ بالشواهد التي تفند المزاعم الأمريكية في دفاعها عن البلدان الأخرى تحت ذريعة الإرهاب أو مسمى الإضطهاد أو تسويق الحريات والديمقراطيات ،فما الذي جناه العراق من نتائج تدخله الآن في مسمى القضاء على داعش غير الفرقة بين الجيش والحشد الشعبي ومشاكل عميقة ستعصف

بالشعب العراقي لاحقا وكذا ينطبق ذلك على مايجري في اليمن وما جرى في أفغانستان ناهيك عن الأيادي الخفية الأمريكية التي تحرك سياسيو الدمى في هذا البلد أو ذاك لإشعال الفتنة وتأجيج سعير الحروب ، فنتائج كل التدخلات الأمريكية في أي بلد من بلدان العالم نتائجها الموت والفقر والجهل وتحطيم كل المرتكزات الإنسانية ،

أمريكا ليست بنظام ،ليست بنظام يستند لمعطيات طبيعة الحياة وديمومتها وتفهم التوازن في المصالح المشروعة ، فأشكاليات السياسة الأمريكية تكمن في طبيعة القوى المؤثرة في صنع القرار السياسي الذي وضع أمام عينيه هدف واحد لاغير هو تفتيت العالم والتحكم بمصيره ،،

في العراق ، الأمريكان لايمكن أن يدفعوا بالعراق نحو لم شمل العراقيين وهم ليسوا إطلاقا مع الشيعة وإطلاقا ليسوا مع السُنة وليسوا مع الكورد بل مع المتاجرة بدماء العراقيين وثرواتهم ومستقبلهم ، وما أن تطرد داعش من العراق ستبدأ لعبة أخرى ، وهكذا هي طبيعة الشراكة التي تخطط لها الإدارة الأمريكية في سوق السياسة العراقية ،

[email protected]