أمريكا خرجت من الباب عام 2011 للتمويه فقط , لكنها عادت من شباك داعش ولم ولن تخرج هذه المرة أبداً من العراق حتى خروج آخر برميل نفط وآخر قنينة غاز .
ولهذا وجب التنويه إلى أصحاب المظلومية الجدد ( السنة ) .. أيها الأخوة ها هي أمريكا عادت إلى العراق بحجة القضاء على داعش لتخلصكم من شره ؟, وقبلها دمرت العراق بحجة تحرير الكويت .. ومن ثم دخلت للبحث عن أسلحة الدمار الشامل والقضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي …؟؟؟, لا لسواد عيون الشيعة ولا لسواد عيون السنة ولا لسواد عيون الأكراد … أمريكا ليست مؤسسة خيرية , وأن كل ما فعلته في العراق والمنطقة بشكل مباشر وغير مباشر , وما شيدته من قواعد عسكرية منتشرة في طول العراق وعرضه وعلى رأسها القاعدة الأمريكية العظمى في الأنبار ما هي إلا لحماية أكبر وأضخم حقول غاز في العالم ستنتشر قريباً في صحراء الأنبار كما هو ” الكمأ ” أو بلهجتنا ( الجّمة )) … بالضبط كما شيدت أكبر سفارة لها في العالم وسط بغداد .. لحماية المصالح الأمريكية والغربية لمئة عام قادمة …
فدعوكم من السجالات والمناطحات والمماحكات والمؤتمرات والمبادرات والتسويات السياسية والانتخابات وغيرها … فإنها والله ..ما هي إلا عبارة عن ضحك على الذقون وذر الرماد في العيون ومضيعة للوقت وملهاة للشعوب والنواطير السابقون والجدد واللاحقون في العراق , كونه مستعمرة جديدة وكافة المستعمرات السابقة (( الخليجية )) .. حتى يتم بناء وترتيب هذه القواعد والمستعمرات والمحميات العملاقة وبسط النفوذ بشكل 100% على كافة أرجاء العراق من زاخو وحتى الفاو .
كما أننا في هذه المناسبة ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يمّن بالشفاء العاجل على البعض ممن أصيبوا بمرض العنصرية والشوفينية والطائفية العضال … لأن أمريكا بعد ترويض هذا الشعب بواسطة الطائفية والإرهاب وتسلط اللصوص والحرامية والشيلايتية لفترة محدودة دامت أربعة عشر عاماً … الآن حان الوقت لتجعل من العراق في السنوات القادمة في حال تحقق لها هذا الحلم المنشود الذي يراود مخيلتها منذ عام 1945 … ألا وهو حلم بسط النفوذ الكامل والهيمنة المطلقة على مقدرات وثروات العراق بكافة أشكالها وألوانها … فإنها قريباً ستلجأ إلى تكتيك من نوع آخر .. ألا وهو حقبة ما بعد الإرهاب والترهيب والتخريب والقصف والتدمير المنظم .. الآن .. أي ما بعد داعش .. جاء دور الترغيب والترتيب والبناء والاعمار , وأنها ستجعل من هذا البلد المدمر والمخرب والشعب المحبط الحائر الخائر المنهك … ستجعل من بلدهم بحبوحة للأمن والأمان والاستقرار السياسيي والاقتصادي , وستجعل من الشعب العراقي بشيعتهم وسنتهم عربهم وكردهم يتعلقون بأذيالها كما يتعلق المؤمنون بأستار الكعبة في حال أرادوا الخروج من العراق ؟, لأن أمريكا ستثبت لهم بالدليل القاطع والملموس بأنها ستعوضهم كل ما فقدوه من أمل بمستقبل أفضل , و أمن وأمان وأستقرار ورفاهية ونمو اقتصادي وتمتع واستمتاع بخيرات وثروات أغنى بلد عاش فيه أفقر شعب منذ مئة عام على أقل تقدير !, وستقوم بتأمين كافة أشكال وأنواع الخدمات التي تليق بشعوب القرن الواحد والعشرين المنعمة والمرفهة في أي دولة متقدمة كما هي ألمانيا واليابان وغيرها ودول الخليج العربي المجاور .
عند ذلك صدقونا … يا موالين وغير موالين نواصب وروافض عرب وكرد مسلمين ومسيحيين بأن الغالبية العظمى من الطبقة المثقفة خاصة قبل الناس البسطاء سيلعنون الساعة السودة التي ولدوا فيها على هذه البقعة من الأرض التي لم تنعم بسنة واحدة بدون حروب داخلية أو خارجية ناهيك عن الأمن والاستقرار وتوفير أبسط الخدمات و كل ما فقدوه من سني عمرهم التعيس وأعمار آبائهم وأجدادهم الذين سلقهم حر تموز وآب وزمهرير الشتاء القارس , بعد أن صدقوا بشعارات السياسيين وأحزابهم ونظرياتهم الخرقاء .. وبعد أن ضلوا يلهثون على مدى 1400 عام خلف رجال الدين ويقرأون كتب التاريخ والأساطير والأكاذيب والمذاهب والحلال والحرام ويستمعون لفتاوى الجهل والتخلف وجز الرؤوس ونحرها والتكبير عليها قبل ذبحها , والسير الأعمى خلف هؤلاء الأفاقين والدجالين بشيعتهم وسنتهم , وسيضلون يندبون حظهم التعيس وسيندمون على السنوات العجاف التي خسروها من شبابهم …!؟, قطعاً سيندمون وسيسئلون أنفسهم لماذا لم نضع أيدينا بيد أمريكا كما وضعوا أيديهم أشقائنا العرب الخليجيين منذ أكثر من سبعة عقود كما هي المملكة العربية السعودية , أو بقية دول الخليج منذ الستينات والسبعينات كالكويت والإمارات وقطر وحتى الكيان الصهيوني عندما اعتمد على أمريكا منذ قيامه ونشأته …. وصار قوة ضاربة يخشاها ويخاف منها أكثر من مليار ونصف مسلم وعربي … !؟.
هذا ما أرادت أمريكا أن تثبته لشعوب المنطقة وعلى رأسها الشعب العراقي عندما قاومها وكبدها حسائر جسيمة .. لكنها بكل خبث ودهاء سلمته لإيران لكي تعبث وتنتقم من أبناء شعبه بسنتهم وشيعتهم عربهم وكردهم على مدى أربعة عشر عاماً , ومن ثم مع سبق الاصرار والترصد أدخلت عليهم داعش لينتقموا من السنة العرب قبل الشيعة ويجعلون أبناء هذه المناطق يتوسلون بأمريكا كي تنجدهم من سطوة مليشيات إيران ومن ظلم وطغيان وذبح واعدمات ما يسمى ” بدولة الخرافة الإسلامية “, … ومن يدعي أو يعتقد غير ذلك ليرينا ماذا تريد أو ما هي أهداف أمريكا الحقيقية والغرب من جهة .. وروسيا وحلفائها الجدد من جهة أخرى … وأجندتهم في المنطقة بعد الخلاص من فرية وإكذوبة داعش … !!!, وفي حال لم يتحقق لهم ما خططوا و يخططون له .. هل هنالك داعش جديد أو تنظيم قاعدة جديد يلوح في الأفق …!؟؟؟
نعتقد إن لم نجزم … بأن النموذج الخليجي في العراق قادم لا محالة ومرحب به من جميع العراقيين الذين أنهكتهم ودمرت عقولهم الحروب والاقتتال الطائفي البغيض .. ولا مكانة لا لإيران ولا لتركيا ولا لروسيا في العراق … وسيكون المشروع مناصفة .. حقول الغاز والنفط السورية لروسيا … والعراقية .. نفط وغاز وكبريت وذهب وزئبق وفوسفات للولايات المتحدة الأمريكية وهي وحدها لا شريك لها من ستحدد مستقبل ونوع الحكم في العراق والدول العربية التي ستبقى تدور في فلكها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا … ربما لمئة عام قادمة حتى يتم أمركة العرب ومسخ هويتهم العربية الإسلامية تماماً … وكذلك هي من ستحدد في الأسواق العالمية سعر صرف عملتها العالمية ” الدولار ” وسعر النفط والغاز … إذا ما تحقق لها هذا الحلم المنشود … والسنوات القادمة بيننا …