لم تعد حروب الكبار على الصغار موضعا لبحث الموضوع من زاوية الحق أو الباطل ، مدى تعارضها مع القانون الدولي أو ميثاق الأمم المتحدة ، بل يبحث من زاوية مصالح الدول الكبرى بغض النظر عن عن النتائج أو المخرجات الإنسانية المؤلمة ، اليوم تقف أمريكا التي قادت العالم في حربها على العراق واحتلاله ، دون مسوغ مقبول ، تقف اليوم لتقود العالم لمحاربة روسيا في احتلالها لاوكرانيا ، وهي تعلم جيدا إن العراق يبعد عنها بعشرات الآلاف من الاخبار ، في حين أن اوكرانيا تقبع مترا واحدا عن حدود روسيا ، العراق لم يدخل في تحالف مع الصين ، ولم يكن إلى جانب روسيا في عداء الكبار الولايات المتحدة ، العراق لم يهدد امن امريكا للبعد الجغرافي في حين أن اوكرانيا تهدد روسيا بنواياها للدخول الى الناتو . الناتو هو حلف غربي يعادي روسيا رغم أنها لم تعد الاتحاد السوفيتي الاشتراكي عدو الرأسمالية ،
ان الولايات المتحدة تحرض اليوم العالم التابع لها والمتردد عن الحق في حق روسيا في أمنها القومي ، لا حبا بأوكرانيا لكن كرها لكل دولة تريد أن تتساوى معها في مجال العلاقات الدولية ، أن الولايات المتحدة حاربت الخط الشمالي الناقل للغاز الروسي إلى ألمانيا رغم انف ألمانيا وافتعلت الحجة بتحريض اوكرانيا لطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوربي والناتو لتخريب هذا الخط وعائداته الضخمة للاقتصاد الروسي .
ان الدول المنصفة تعرف جيدا أن اوكرانيا ستكون بانضمامها الى الناتو سكين تدمي كل لحظة الجسد الروسي بذلك الانضمام المخطط له ، جييدا ، وان الولايات المتحدة تعلم أن روسيا ستعمل كما عملت هي بداية الستينات عندما وضع السوفيت صواريخهم في كوبا ، لأن تلك الصواريخ صارت عند الخاصرة الأمريكية ، وروسيا اليوم غير مرغمة على أن تجعل اوكرانيا تسير بخط الغرب المعادي لها ، ا ولأ أن تكون تلك السكين التي ستظل تنهش في الجسد الروسي كل يوم….