9 أكتوبر، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

أمراض الكتابة من شباط الحرس القومي الى حزيران داعش

أمراض الكتابة من شباط الحرس القومي الى حزيران داعش

لقد تم أعتقالي صبيحة يوم 8 شباط  وأنا شاب في مقتبل العمر أمنت بما أمن به فتية الكهف الذين يقول عنهم القرأن الكريم ” أذ أوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ” – 10- الكهف – ولذلك فأنا لازلت أردد في قنوتي في الصلاة اليومية ” ربنا أتنا من لدنك رحمة من  وهيئ لنا من أمرنا رشدا ” لذلك فأنا أرثي لحال أصحاب التعليقات الذين ينطلقون من حقد شخصي وأنا لاأعرفهم ومن عقد طائفية أصبحت تستبيح عقول البعض ممن أشفق عليهم وأدعو لهم بنور البصر والبصيرة , وأنا من شهود تلك المرحلة       ومن ضحاياها , حيث قال لي رئيس مايسمى بمحكمة الحرس القومي : أثقل وضع حجرا في جيبك , فقلت له : أنا وضعت القرأن في جيبي أثقل من السماوات وألارض ؟ , وعندما أذكر بحزيران داعش الذي خرج من رحم أحداث شباط عام 1963 التي جعلت العراق مستباحا للمحور الصهيوني التوراتي بشكل نهائي ومن علامات تلك ألآستباحة مقتل جميع الضباط العراقيين الذين حضروا أكتشاف غرفة أتصالات مفخخة في بادية الرمادي أنفجرت بهم جميعا وهي من أعمال التجسس ألآسرائيلي على العراق في التسعينات المسبوقة بضرب مفاعل تموز النووي عام 1981 واليوم عندما يعلن ” يعالون ” وزير الحرب ألآسرائيلي بأن داعش ليست عدوة لآسرائيل  ويقول بأن جبهة النصرة تعمل لصالح أسرائيل , وأما تصريحات بعض أفراد العصابات ألآرهابية التكفيرية التي تتلقى العلاج في المستشفيات ألآسرائيلية فهي لم تبق حجة لمن يريد أن يكتب عن قضايا العراق والمنطقة وألآمتين العربية وألآسلامية ولايركز على مثل هذه التوجهات والمواقف التي تعتبر هي السبب الحقيقي لكل مانعانيه من حرب مصيرية مع الصهيونية وحرب وجودية مع داعش وعصابات ألآرهاب التكفيري , والذي يريد أن يكتب للوطن ويرضي السماء وهو أمر غير ملزم لمن لايعتقد بخطاب السماء , فالعقل يقول والمنطق يقول عليه أن يركز على هاتين المواجهتين دون غيرهما , وأي أبتعاد عن هذين من خطوط النار أنما هو أبتعاد عن بوصلة المواجهة التي حددها مشروع ” الخندق النظيف ” الذي طرحه نتنياهو الصهيوني عام 1998 بألآتفاق مع قيادي المحور التوراتي في أمريكا والذي ينص على تفتيت كل من العراق وسورية ومصر , وهو الثلاثي الذي يشكل الخطر على أسرائيل , واليوم بعد أن باتت تتوضح معالم هذا المشروع ويتم تطبيقه بمنهجية مخطط لها بعناية ,
أليس ألآجدر وألآنسب وألآصح بحث عن سبل لمواجهة هذا المشروع التوراتي الذي يتضمن عدوانية المصير وعدوانية الوجود , وأن كل مايقال عن ثغرات هنا وأخطاء هناك أنما هي تضييع لبوصلة المواجهة والتشخيص الحقيقي الصائب للآمور , وليعلم الجميع أن ألآنشغال بالجزيئيات دون الكليات ألآستراتيجية هي من أمراض الكتابة التي تقود الى سبات العقول وعوق ألآفكار واليكم طريقة التفكير المترفعة عن الحقد الشخصي  والعقد الطائفية , والمصالح الحزبية , وفي أستشراف أفاق هذه الطريقة نجد أن الذين يحاربون داعش اليوم عبر مايسمى بالتحالف الدولي الذي يضم ثمانين دولة كما يقولون , كلهم يعلنون رغبتهم في محاربة داعش وأستباقها في مناطق ظهورها في سورية والعراق قبل وصولها الى بلادهم , والى ذلك أعلن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مخاطبا أمريكا وألاوربيين قائلا لهم : أذا لم تقوموا بمحاربة داعش فأنها ستصل الى أوربا بعد شهر والى أمريكا بعد شهرين ؟ فلما لاتؤخذ هذه التصريحات بريبة , بينما تؤخذ تصريحات بعض المسؤولين ألايرانيين مثل علي شمخاني وقائد الحرس الثوري عندما يقولون أنهم يريدون مشاركة العراقيين في حرب داعش حتى لاتصل الى حدودهم , أليس المشاركة في حرب داعش أصبح مشروعا عالميا رغم تحفظنا على بعض مضامين ذلك المشروع , فلماذا نستثني أيران من حقها في الدفاع عن نفسها تجاه الخطر ألآرهابي الذي أعتبرته ألآمم المتحدة وكل بلدان العالم خطرا عالميا , أن طريقة التفكير هذه تعتمد منطق موضوعي ومنهج علمي في دراسة حركة الميدان , وبلدنا العراق يعلن دائما حاجته لمساعدة ومؤازرة ألآخرين في حربه ضد ألآرهاب الذي أصبح حربا بالنيابة عن العالم وأن لم يختر العراق ذلك وأنما فرض عليه , فمقتضى الفكر الوطني أن يكون جميع من يكتب ومن يحلل مع وطنه , وحب الوطن يستوجب معرفة حاجات الوطن في المواجهة , وحاجات الوطن في معرفة من هم ألآصدقاء ومن هم ألآعداء , والحديث عن أنصاف أصدقاء العراق هو أنصاف للوطن وأهله , وهو أنتصار للقيم وألآمانة والشرف القتالي السليم , وهو ليس دفاعا عن أيران , ولا تبريرا لبعض ألآخطاء التي يمكن حدوثها , وقد حدثت أخطاء من بعض المسلمين المجاهدين أيام رسول الله “ص” فكان تصحيح القيادة النبوية هو الحرص على تماسك وحدة المسلمين مع تشخيص الشوائب وأبعادها بهدوء , أن تصريحات ” يعالون ” وزير الحرب ألآسرائيلي تجاه داعش وجبهة النصرة لاتبقي مجالا لمن يريدون أن يحجبوا قرص الشمس بغربال ؟ فالحرب عالمية ألآبعاد وجودية المنطلق وألآهداف , ومن لايكتب عن داعش والصهيونية بهذا المستوى لايكون من صفوف هذه ألآمة التي تعودت على خسران من يضعف وينهار في وسط الطريق , وأبو رغال ودليل فيلة أبرهة الحبشي في الزمان القديم , ومنير روفة الطيار العراقي الذي هرب الى أسرائيل وسعد حداد في لبنان من نماذج المتساقطين في العصر الحديث وغيرهم كثير , ولكن ألآمة تجاوزت كل تلك الهنات والعثرات , ومن يحلو له أن يستشهد بكلمات مريم رجوي يعبر عن محدودية ثقافية مشوبة بلوثة طائفية لايستطيع أنكارها كما فعل ويفعل البعض في تكبير وتضخيم أخطاء بعض أفراد الحشد الشعبي لغرض طائفي باتت ملامحه واضحة , أما من أمراض الكتابة الجديدة القديمة فهو ما يحلو للبعض محاولة نفي قضية ألآمام المهدي المنتظر وهو وعد السماء المنتظر لتصحيح وأصلاح مسيرة البشرية التي أتعبتها أنظمة الوضعية البعيدة عن خطاب السماء وتلك التي تدعي التدين زورا وهي تشوه التدين الذي يرتد على أصحابه فضائحا كما يحدث اليوم للفاشلين السراق المزورين الجهلة , ولكن هؤلاء نسوا أنهم لن يستطيعوا تشويه الدين المحفوظ في كتاب الله الخالد ” القرأن الكريم ” ومن يحاول أنكار قضية المهدي المنتظر من محدودي الثقافة أنما مثلهم كمثل الذي يظل يلهث سواء حملت عليه أم لم تحمل , ودونية هؤلاء تدفعهم ليكشفوا عن عجزهم وضحالة تصورهم عندما ينتصرون لآعراض مرضية تصيب بعض الشباب في نفوسهم وعقولهم وهو مرض قديم عانت منه قوم عاد وثمود ومثالهم الفاضح قوم لوط الذي كان عقابهم أنقلاب عاليها سافلها ويبدو أن من يدعو لما يسمى بحرية الشباب وهي ليست حرية وأنما هي أسر عقلي وتخلف روحي ومرض نفسي يجعل سفاد الحيوانات بديلا عن تنظيم شرع الله بين الرجل والمرأة , وبحجة كراهية العنف تطرح بدعة محاربة ذبح الذبائح وهؤلاء يحاولون التعلق بأطراف مبررات فشل أتباعها وخابوا لآن رفض الضرورة وأنكار الصيرورة هي خدع شيطانية ووسوسة لايفلح صاحبها كما لايفلح الساحر حيث أتى , ويبقى من يريد أن يعرف العراقيين بالحوثي كمن يستجير من الرمضاء بالنار , حيث ظهرصاحب دعوة التعريف أنه لايعرف معنى تكلموا تعرفوا , ولا يعرف معنى : المرء مخبوء تحت لسانه , ولم يكن صاحب الدعوة أمينا في ماعنده , فلم يقدم سوى أدعاءات وتشهير مدفوع بعقلية من يسمح لنفسه أن ينكر قضية كبرى مثل قضية المهدي المنتظر , والمنكر لهذه القضية كالمنكر لقضية الرجل الطواف في الزمن ألآول وهو ” ذو القرنين ” وكالمنكر لقضية المخلص من النار النمرودية ذلك هو النبي أبراهيم “ع” وكالمنكر لينبوع زمزم , وفداء أسماعيل بذبح عظيم , وكالمنكر لفتية أصحاب الكهف , وكالمنكر لعش الحمامة وبيت العنكبوت على مدخل غار حراء لآيهام أعداء النبي محمد “ص” من أن يعثروا عليه , فمثل مامكن الله تعالى لذي القرنين في ألآرض كذلك يمكن للآمام المهدي المنتظر “عج ” ومن لايعرف أسرار السماء في ألآصطفاء وألآجتباء والذرية الصالحة يخبط خبط عشواء وقد سبقه الكثيرون فسقطوا ولم يعرفوا معنى الحداثة والقدم , لآنهم لم يعرفوا معنى ” كل في فلك يسبحون ” وهؤلاء لم يعرفوا ثوابت السماء في الخلق وألآيجاد , فرفضهم لبعض المظاهر وألآعتقادات نابع من عدم فهمهم للتفريق بين القديم الكوني كالشمس والقمر والنجوم والهواء والماء , وبين الحديث المستجد أنحرافا وخطأ , وبين الحديث المستجد طبقا لقوانين فيزياء الكم التي أسقطت فيزياء ميكانيك نيوتن .

أن أنبياء الله وأوصيائهم وأتباعهم من العلماء والصالحين هم من أرسوا دعائم التفكير السليم رغم بقاء فئة تتعثر بجهالتها فلم تصل الى مشارف رحلة الحق من الخالق الى الخلق , ومن الخلق الى الخلق بالحق , ومن الخلق الى الخالق بالحق , ومن يحلو له أنكار قضية المهدي المنتظر أنما هو منكر لرحلة العقل المستنيرة بمعلمي البشرية من ألآنبياء ومن تبعهم بعلم وأحسان , ومنكر المعلم المرسل بالنبوة منكر لحقائق الكون , وحقائق الكون ليست ألعوبة ولا ملهاة لمن تسول له نفسه العبث بشرف المسيرة الموعودة بحساب لاترد حقائقه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات