22 ديسمبر، 2024 10:47 م

أمجد توفيق : الكاتب في الغرب يمكن أن يجني ملايين الدولارات من كتبه ورواياته.. لكن الكتابة في العراق ليست مصدرا للعيش

أمجد توفيق : الكاتب في الغرب يمكن أن يجني ملايين الدولارات من كتبه ورواياته.. لكن الكتابة في العراق ليست مصدرا للعيش

أكد الكاتب والروائي أمجد توفيق أن كتاب الروايات وعموم الكتابة الأدبية في العراق ليست لأغراض تجارية أو ربحية ، كما يجري في دول الغرب، وأن الإقبال في الغرب على القراءة للأعمال الأدبية والإبداعية ومنها الروايات في دول الغرب ، هي أكثر بكثير مما هو عليه الحال في العراق وفي الدول العربية بشكل عام.

وأشار الكاتب والروائي والاعلامي أمجد توفيق في حوار مع برنامج ” الجمهورية الثقافية ” من قناة الفارابي أن الكاتب في الغرب يمكن أن يجني الملايين من الدولارات عن إنتاجه الإبداعي من الكتب والروايات التي يصدرها، لكون الكتاب في الغرب لديهم جمهور بالملايين وقراء ومكاتب ودور نشر ومكاتب ترجمة تطبع الاعمال الأدبية بالاف لكثير من اللغات العالمية، وتقدمها للقراء ، وهي تقدم النتاجات الثقافية الإبداعية ، فيمن تجد أنه يدر عليها ربحا وفيرا، في حين ليس بمقدور أي مثقف أو كاتب عراقي أو عربي أن يحصل على مصدر عيشه من إنتاجه الأدبي أو الثقافي، ولهذا فإنه يبحث عن أية مهنة أو عمل آخر ليكون يكون بمقدوره توفير مستوى عيش يليق به.

وأوضح أن الساحة الاعلامية والثقافية تعج بعشرات الالاف من الصحفيين والاعلاميين والأدباء ، لكن من مجموع خمس وعشرين الف اعلامي من وجهة نظري لايستحق أكثر من عشرة آلاف هذا الرقم أن يبقى في نقابة الصحفيين العراقيين، أو أقل من هذا الرقم في إتحاد الأدباء، الذي يضم هو الآخر آلاف الأسماء، دون ان يكون لهم حضور إبداعي، ضمن ساحتهم الأدبية.

وبشأن الرواية واتساع نطاق كتابها هذه الأيام، اشار الكاتب والروائي أمجد توفيق الى أن البعض يلجأ الى الكتابة ، أما حبا بالظهور ، أو بحثا عن مجد ما ، لكن ما هو متعارف عليه هو أن الكاتب يجب ان يجيد مهنة اللغة، ويلم بأساليبها وفنونها وأسرار صنعتها ، مثلما ينبغي على النجار أو الحداد الإلمام بمهنتيهما، وهكذا بالنسبة للصحفي والأديب والكاتب، فمن لم يكن له تجارب فنية ناجحة وقادرة على الإرتفاع بالوعي وبالمجتمع فأنه يبقى محصورا في زوايا خاصة، ليس بمقدوره ان يسبح في عالمها، لانه لايجيد السباحة في الانهار العميقة ، التي تتطلب مرانا وخبرات لمن يعوم ضمن مياهها.

وأشار الى أن أغلب الاعمال الروائية والأدبية الكبرى التي ظهرت في الخمسينات والستينات والسبعينات كانت تصدر من مصر، من أمثال نتاجات الأدباء الكبار نجيب محفوظ، طه حسين، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس. ومن روائيين مصريين معاصرين معاصرين مثل يوسف القعيد، نوال السعداوي وآخرين كثيرين، وبرغم أن الساحة الادبية العراقية كان فيها أسماء لامعة، لكنها لم تكن بمستوى ما ظهر عليه كتاب مصر ومبدعيها في الخمسينات والستينات والسبعينات، ومع هذا تطور الادب العراقي ، ونما الإبدع، وصدرت كثير من الاعمال الروائية، التي يمكن ان توصف بالأعمال الإبداعية والمتميزة ، لكنه ليس كل نتاجاتها هي هكذا ، فالبعض منها ، أو الغالب منها، لم يجد حضورا يكفي ، ربما لأن إسلوب كتابتها لم يرتق الى مستوى اللغة ولا الى المفهوم السردي الذي ينبغي أن يلم الكاتب بأسسه ومبادئه ومضامينه الأدبية.

وتحدث الأديب أمجد توفيق عن تجربته الشخصية في بداية الحوار، مشيرا الى انه ولد في عائلة كلها تعشق الكتاب والقراءة ، وأن جده هو صاحب أكبر مكتبة في نينوى تم أهدائها لإحدى دور الكتب، كما أن شقيقه أرشد هو شاعر وكاتب روائي وأديب معروف ، ولبعض أشقائه الاخرين مثل تلك الرغبة في القراءة والابداع الثقافي، ومن خلال تلك البيئة ولدت تجربته الشخصية الغنية بأسرار اللغة العربية وبلاغتها ومضامينها الإبداعية، فاطلع على كثير من الاعمال الأدبية التي نهل منها ما يشجعه على ان يكون كاتبا له شأن في عالم الكتابة ، بعد إن قدم قصصا وروايات كثيرة حظيت بتقدير الكثير من الكتاب والمثقفين ومن لديهم إلمام واسع بالنقد الادبي ، وكتب عنها الكثير من المقالات واقيمت عنها ندوات فكرية ، أغنت التجربة ووضعتها في المكان الذي يليق بها، وهو ، كما قال، وهي تشكل مصدر فخري وإعتزازي ، أن أنال تلك المراتب من التقييم المميز من  كتاب ومحترفين على مستوى عال من الحرفية والإتقان ، وكنت أعد تلك التقييمات وسام شرف يرفع من مقامي في عالم الأدب، وهم من تحدثوا عن تلك المكانة من خلال كتاباتهم وكتبهم التي أصدروها عن أعمالي الروائية والأدبية وحضوري الإعلامي على أكثر من صعيد.