7 أبريل، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

أمتعة جندي

Facebook
Twitter
LinkedIn

تخضب صديقي بدمائه أمام عيني
فهو جندي حمل روحه عـلى راحـته
وألقى بها في متاهات الردى
ليحمي أرض وطني
مسك بيدي وطلب مني
اعلام أحبته
وحزم أمتعته
فتطايرت رسائل حبه لزوجته
وصور أطفاله
وطعام من يد والدته
ركبت القطار
وأنا أفكر كيف أساعدهم
كيف أعطهم الأمل
كيف أخبرهم الحقيقة
وهم لأول مرة يروني بدونه
لماذا لم افعل شيئًا
لماذا لم أحذره
لماذا لم اخبره أن يهرب إلى حضن عائلته
يا ترى هل كان خطأي أم خطأه هو؟
لا,هذا ليس خطأي ولا خطئه
لم نختر ماذا ستكون خطيئتنا
نزلت من القطار
الجميع بالانتظار
العائلات,الأطفال,الزوجات,الحبيبات
كما لو أن حياتهم غنية هادئة
وأنا أشق طريقي لرؤية عائلته
واتصنع ابتسامة
مغبَّر الجبين
مع علمي بعدم وجد الأمل لهم برؤيته مرة أخرى
هل عليّ أن أخفي عنهم ومنحهم الأمل؟ وكيف ذلك؟
ومع ذلك، قالت زوجته المفجوعه
سيأتي الوقت الذي يطرق فيه بابنا!
وسيكون يوم جديد، يوم رائع! وكأنها تحلم بالمستحيل!
ولذلك أطلقوا عليّ لقب “المحظوظ” لنجاتي من الحرب سليماً
وكيف بي بهذا اللقب وأنا أعاصر الأحداث ذاتها كل وقت وحين!!
وكأن حياتي شاهد على مصرع شجعان بلدي!
حين تناوشه جارحات الفلا!
كيف نجوت؟
لم أطرح على نفسي هذا السؤال
منذ ذلك الحين، ولو للحظة، ولو لثانية حتى!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب