17 نوفمبر، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

أمة يهودية واحدة ذات إسرائيلية خالدة

أمة يهودية واحدة ذات إسرائيلية خالدة

لا أعتقد يوجد في قاموس العرب شيء اسمه “كيان صهيوني معادِ للأمّة العربيّة”, الأدلّة والقرائن تقول انتفاء مثل هذا العداء ,القرآن نفسه إذا ما تجنّبنا فخاخ “التفسير” ونحّيناها جانبًا فلا يوجد فيه ما يثير عداء العرب لليهود.. توجد في القرآن تحذيرات للمسلمين من السلوك اليهودي لكن لم تصل لدرجة الاستعداء عليهم.. قد يجيب أحدهم أنّ الصهيونيّة معادية للعراق ولسوريّا ولمصر عندها نجيبه بنعم, لكن للأمّة العربيّة وإيران وتركيا وما شاكل فذلك غير وارد إطلاقًا.. تربّينا نحن أجيال “دول المواجهة” والممانعة والقوميّة والعروبة ونشأنا قرناً كاملاً على أنّ “إسرائيل” كيان مغتصب للحقّ العربي يشاركنا في ذلك جميع المسلمون والعرب ثمّ وفي الآخر نكتشف قاموس العرب لم يسجّل ذلك لا قديماً ولا حديثاً بل الكثير من وزراء الدولة العبّاسيّة أو الاندلسيّة ومن قبلهنّ الامويّة كان اليهود يقودون أهمّ مفاصلها بل يتعدّاها لمراكز الدعم اللوجستي للمؤسّسات ذات الديمومة الجيوش وبيوت المال وشبكات دواوين الدولة.. هنالك بالتأكيد اختلاف في العقيدة لكن لا تتعدّى الأبعاد الطقوسيّة أو بعض قناعات لسلوكيّات متنافرة ..هنا أيضًا لابدّ ونستوضح, أليسوا, الفلسطينيّون, أولى بعدائهم للصهاينة بسبب اعتدائها المباشر عليهم اغتصبت أرضهم وشرّدت بهم سوّاح يجوبون الأرض كالتسيّح الّذي عليه العراقيّون والسوريّون اليوم!, ودليل العداء المتبادل لا علاقة له بمفترضات “الممانعون” نتائجه ملموسة على أرض كلا الطرفين ويمكننا نحن “البعيدون” مشاهدة شواطئ العداء بالعين المجرّدة على شكل مخيّمات في سوريا والأردن ولبنان وشتات هنا وهناك.. من سمح للفلسطينيّين اللجوء سوى بلدان القوميّة أو ما عرفت قبل سنوات ب”دول الممانعة”؟ ولماذا سمحت هذه الأنظمة للفلسطينيين بالتكاثر والتجنّس فيها بينما من لم يهاجر يتمتّع اليوم بجميع حقوق المواطنة العبريّة لتتجسّر كأحد أنواع “اللوجستيك البنائي السياسي” الداعم للدولة العبريّة.. هي مجموعة تناقضات, هل لأجل المزايدة السياسيّة؟ إذ لا يوجد في قرارة نفوس “المخيّمون” ما نظنّه شكر وعرفان للبلدان “القوميّة” الّتي احتوتهم, على العكس فقد يسجلّ البعض الفلسطيني “المنكوب” ما سيعتبره “شماتة” يضمرها في نفسه ضدّ من احتضنه من أشقّائه “القوميّون”! ,وهي لاشكّ سمات بداوة عالقة أنّك تكره من يحمّلك جميلًا لظرف قاهر “تنافس الأخوة”!, فما هو إذًا تفسير حمل الفلسطيني السلاح ضدّ من احتواه كالنظام السوري مثلاً غير انفجار شماتة محتقنة؟ خصوصاً مسلّحو مخيّمي اليرموك وفلسطين المزروعين منذ “النكبة” ولغاية اليوم وفي قلب دمشق! وذلك كلّه مصداقاً لما قلنا بأنّ العرب على شاكلة قطر أو المغرب أو أو, ليس بوارد يحملون تراث ضغائني ضدّ إسرائيل أو ضدّ الحركة الصهيونيّة, فما يراه المتابعون وكما أثبتت الأيّام أنّ الصهيونيّة في أصلها حركة ابتلاع لثلاثة أقطار لا غير مصر العراق سوريّا.. ثمّ أليس في صالح الحركة “الاسلاميّة” الفلسطينيّة إنشاء دولة عبرانيّة؟ ,باعتقادي نعم! فلو حسبنا حساب انتشار قرائن لأساطير دينيّة تداولها “المسلمون” في قرون لاحقة حول “هرمجدون” وظهور الدجّال وظهور المهدي الخ فما الّذي يمنع الفلسطيني ليؤمن بقرائن من نفس المصادر تدّعي حتميّة عودة القدس “للمسلمين” كما تدّعي بعض التفاسير تدور حول الآية (( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم ))؟ وبهذا فهم ينفّذون سيناريو مُعدّ يتطابق تمامًا مع أدبيّات دولة الخلافة “داعش”! ..الّذي بدا لنا من كلّ هذا وغيره لا يوجد في قاموس العرب شيء اسمه “كيان صهيوني عدوّ للعرب” كما تدّعي أنظمة دمشق وبغداد والقاهرة, فهذه البلدان نتفهم العداء المتبادل بينها وبين إسرائيل عداء قديم لا علاقة له بقوميّة وعرب الخ حتّى أنّ كلمة عرب كانت تعني شيء آخر مستهجن في العصور الغابرة, على العكس فالتاريخ العربي “الشواطئ البعيدة” اليوم يفصح عن علاقات حميمة بين “أبناء عمومة”! يعني عرب يعني “ساميّة” مشتركة.. فعرب ليبيا عكّر مزاجهم القذّافي سامحه الله!, فبقيّة العرب تونس الأردن المغرب عمان الخ وهم الأكثر التزاماً بين العرب بموروثهم وبشعائر الإسلام وبتقاليد العشائريّة العربيّة بدءً من الزيّ الإسلامي وانتهاءً بفقه المُبطلات والمنجّيّات, يعزّز ذلك الملبس المميّز “كالعرقجين” والفوطة البيضاء على الكتف وكلّ ما ورثنا يقينه على أنّه ملبس إسلامي ارتداه المسلمون قديماً لكن تبيّن غير ذلك!؟, فهو هندام يهودي الأصل كالّذي يرتديه المتديّنون اليهود عند حائط المبكى, وما “العرقجين” سوى ممارسة بابليّة ضدّ الأسرى حَسَر به نبوخذ نصّر رؤوس اليهود عند سبيه لهم أبقاه أولئك شعاراً ضدّ “الظلم” ليتّخذه المسلمون زيّاً فيما بعد! لقد ألبسنا اليهود “العِمّة” كما يقول صعايدة مصر!.. لاحظوا إلى أيّ درجة ذيليّة من الاتّباع حسر أنفسهم به العرب باسم الإسلام!.. ختان تكفين صوم عطلة السبت حفّ الشارب قِصر الدشداشة الاثني عشريّة “المعصومون” عند الشيعة “أسباط اثني عشر عند اليهود “عودة عُزير” قُمّصت “بالمهدي” التراتيل في جوف الليل والناس نيام” و”الزبيبة” على الجبهة دليل كثرة السجود الخ وكلّ ما ابتكره اليهود أثناء أسرهم المرير بابل لتتحوّل لاحقًا لملهاة “نعيميّة” واسعة اختلطت بشعائر “المسلمين” وعلى انّه هو هذا الإسلام الّذي جائهم به محمّد!..

أحدث المقالات