20 ديسمبر، 2024 8:10 ص

لأننا أمة مخبولين أمتد الصراع في سوريا إلى لبنان وبالتحديد طرابلس ليخلف عشرات (الشهداء)* كل حسب طائفته (سنة ، علويين) ومئات الجرحى ، مع تأزم الحالة الإجتماعية في بقية أرجاءه والإقليم معا” بعد ان توزع وتنوع خطاب طوائفه بين ماهو تكفيري وآخر عميل كلاهما يستحق القتل وفق تنظيرات وإطروحات زعماء كل مكون .
طبعا” جنوننا ليس وليد أحداث سوريا وإن كانت اليوم دافعا” مهما” لديمومته ، والإستماتة في الدفاع عن عرى الطائفة قبل ان تنكسر شوكتها وتنهزم في لحظات تأريخية كهذه ، ولن أدخل نفسي في دهاليز نظريات المؤامرات الصهيونية والأمريكية العاملة بالضد من دين حنيف أعتنقناه ، كون الفعل اليوم مسبوق بنوبات جنون أخرى كانت وستكون على مايبدو نتاج إسقاطات تأريخية لموروث بائس يختزل عناوين الإيمان في طائفة دون أخريات ، وشعور آخرين بالمظلومية ، تتنازع كل منهما أحقية كل من رجالاتهما بالحكم العقيم بين ماهو (صحابي) جليل و (ذرية) رسول .
 دون إستثاء مسؤولين كبار مشهود لهم بخطاب المدنية (المتحضر) ام من تعم منهم وعوام تنقاد كالقطيع ، بات خطابهم نصرة الطائفة وما بعدها الخراب .
مايهمني هنا شأنا” عراقيا” مع إعتزاز مني كبير بالشام وعروس المتوسط وعنوان ارزه لبنان ، وحتى لايمتد ذلك الصراع إلى عراق مجاور لها تكاد تنقسم مكوناته بين من هو مؤيد لنظام حكم البعث فيها على ما أقدم عليه طوال سنوات التغيير هنا من إجرام ، وآخرين يجدون في عنوان (ثورتها) ضالتهم في إستعادة مافقد في عراق ما بعد متغييره الكبير 3003 ومايشعرون به الآن من تهميش .
النخب العراقية وعلى مراهقتهم السياسية وفشلهم في حسم الكثير من القضايا الخاصة بعلاقات العراق الإقليمية نتيجة شد وجذب كل منها حسب ماتمذهبت كل منها ، مطالبة بموقف جدي موحد يعطي للناس إنطباعا” ورسالة واضحة بأن هناك دولة وقرار سياسي ملزم للجميع ، لا طوائف ورغبات شخصية تسجل عبره نصرها على منافس لها في الدين .

* لن يلقى حتفه أحدنا إلا وكان عنوانه الشهادة

أحدث المقالات

أحدث المقالات