9 أبريل، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

أمة الجهل واحدة ذات رسالة فاسدة

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن من أكثر الجرائم ألبربرية في التاريخ ألأنساني هو أغتصاب ألطفولة وألأعتداء على فطريتها وبرائتها ؛ وهذا ماحصل في التاريخ العربي وألأسلامي ولايزال مستمرا الى يومنا هذا ؟!!.
أن حشر ألأطفال في نزاعات ألكبار في تصفية الحسابات بينهم  وأستغلال برائتهم ؛ونشر ثقافة العنف على اسس دينية أوعرقية وتربيتهم عليها ليكونوا ضحايا لنزوات وأفكار منحرفة متطرفة ؛يشرف عليها طبقة من رجال الدين والسياسة ألجهلة والمتخلفين وألأمثلة التالية توضح ذلك:
1-باكستان ؛ عرضت الفضائية العربية مؤخرابرنامجا عنوانه {أطفال طالبان}؛ حيث يقوم رجال الدين في منطقة بيشاور الباكستانية بتجنيد ألأطفال من عمر ألخامسة في مدارس ؛يدرس فيها القرآن بطريقة ألحفظ بدون تعلم القراءةوألكتابة ويمنع عليهم تعلم علوم الحياة كالكيمياء والفيزياء والرياضيات؛ بأعتبارها علوم الكفار ؛ وبعد أن يصلوا الى سن ألعاشرة فما فوق يقومون بتعليمهم ألقيام بعمليات أنتحارية ووضع العبوات الناسفة ؛ويتم عرض   ألعمليات ألأنتحارية على ألأطفال ألتي يقوم بها أقرانهم.وعندما سألت مقدمة البرنامج أحد ألأطفال عن رغبته بالقيام بعملية أنتحارية ؛أجاب بالأيجاب وأنه سعيد بالقيام بذلك ؛وعندما قالت له أن هؤلاء مسلمون ؛ قال أنهم لايطبقون الشريعة ألأسلامية ؟!!وعندما سألته عن ألمرأة؛ أجاب أنه يجب منع المرأة من الخروج من بيتها لأنها مصدر للفسق والفجور !!وعندما يسيطرون على كامل باكستان سيطبقون ألشريعة ألأسلامية وعندها لن تروا أمرأة في الشارع.علما بأن هذه المنظمات ألجاهلية في باكستان تسيطر على ربع مساحة باكستان ويقطنها أكثر من ثلاثة ملايين ؛حيث قامت بحرق وهدم كافة الجوامع وألمدارس وألمستشفيات وخربو ألطرق ألعامة وألموصلات .
2- ألعراق : قامت مدارس دينية سنية وشيعية بتجنيد ألأطفال للقيام بأعمال أرهابية أو أدخال عادات وطقوس بعيدة عن ألأسلام والشريعة؛ففي كربلاء توجد مدارس تتبع فكر الشيرازية ؛حيث تشجع ألأطفال على ألتطبير والمشي على النار والمشي لمسافات طويلة في ظروف قاسية بفتاوى كاذبة على ألله ورسوله وأهل بيته ومنها تعليق يافطات في الساحات ألعامة بأجازة التطبير ووضع أسماء مراجع دينية تحلل هذا ألنوع من الممارسات أللأنسانية ووصلت بهم الوقاحة كما ذكر لي أحد أبناء كربلاء الكرام ؛بأنهم علقوا يافطة قريبة من العتبات المقدسة تقول{ أن النبي {ص} قال أن التطبير واجب على كل المسلمون لمواساة شهداء كربلاء من الرجال أما النساء فمستحبة !!.
قام أحد ألجهلاء في لندن قبل عدة سنوات بجلب طفله من المستشفى وعمره لايزيد عن أسبوع وقام بتشريط رأسه في عاشوراء ؛وهذه الحادثة معروفة ؛كما قامت النساء بالمشي على النار في لندن تبركا ولقضاء حوائجهم بناء على أحاديث مكذوبة عن أهل البيت؟؟.يشجع ألأطفال بعدالسقوط من قبل أهل العمائم والجهلاء بأقامة مواكب في عاشوراء وتدفع لهم السلطات المحلية مليونين دينار عراقي لكل موكب وتدفع أربعة ملايين للكبار!!.
بعد السقوط قامت التنظيمات السلفية والوهابية في العراق بتجنيد ألأطفال للقيام بعمليات أنتحارية ووضع العبوات ألناسفة ونقل ألأسلحة ؛كما قاموا بأحضارهم لمشاهدة عمليات قطع الرؤوس لمن يعتبرونهم من الكفار!!.وأطلقوا عليهم بطيور الجنة!!.
لم يختلف ألحكام العرب عن رجال الدين في أغتصاب ألطفولة ففي عهد ألطاغية صدام ؛قاموا بفرض التدريب العسكري على طلاب ألمدارس ألأبتدائية فما فوق ؛ثم تطورت فأخذوا يجندون أليافعين في دورات عسكرية مكثفة ؛اطلق عليهم {بفدائي صدام} وقد أعتادت ساحات ألعراق على مشاهدة هؤلآء يأتون بألأبرياء وألقيام بقطع رؤوسهم بحجة خيانتهم للحزب والثورة أو قطع ألسنتهم بحجة ألتجاوز على مقام الطاغية !!.
جند مجنون ليبيا ألطلاب الصغار في دورت تدريبية كأشبال القائد عن طريق أللجان الثورية ثم تحولوا الى محترفين بمرور الزمن وأنظم أكثرهم الى كتائب القذافي ؛التي قامت بأعدام أساتذة ألجامعات والمثقفين وسحلهم ؛وأتذكر أثناء عملي في ليبيا في ثمانينات القرن ألماضي؛أستقيظت مرعوبا من كثافة أطلاقات نارية من رشاشات قرب مجمع ألأساتذه في ألجامعة ألتي أعمل فيها في ليبيا ؛وفي الصباح ألتقيت بأحد ألمعيدين وهو شاب في مقتبل ألعمر فسألته ؛فقال قمنا بتصفية ألكلاب الضالة!! وعندما استفسرت من أحد ألأساتذة ؛أجابني ؛يعني المعارضون لحكم القذافي.
سلط مشايخ السعودية على شعبهم منظمة أرهابية يزيد عدد أفرادها على أكثر من ربع مليون وأطلق عليها { هيئة ألأمر بالمعروف والنهي عن ألمنكر} تقوم بمراقبة الناس وتحبس أنفاسها وتطاردها في كل مكان وآخرها ماحصل مؤخرا بمطاردة عائلة في سيارة فيها أطفال خرجوا مع أبائهم للنزهة وبسبب صوت ألمذياع كان مرتفعا ؛فطاردوهم وحاصروهم مما أدي الى أنقلاب ألسيارة ومقتل رب العائلة وجرح زوجته بجروح بليغة وجرح ألطفال وأرعابهم؛ وألأدهى من ذلك تركوهم ولاذوا بالفرار بدلا من أسعافهم أو طلب ألمساعدة لهم من الجهات ألمختصة.تتغاضى هذه الجهات عن حفلات الدعارة والمجون التي يقوم بها أمراء وأفراد العائلة المالكة في كافة أنحاء المشيخة حيث يتم أحضار ألراقصات وألمغنيات من كافة بلاد العالم بطائرات خاصة وتوزع فيها كافة أنواع المشروبات المحرمة أسلاميا ؛ويقومون بحمايتهم وملاحقة من يتطفل عليهم لكي لاتنكشف عوراتهم ؛بينما يضربون الناس ويرهبونهم بغلق محلاتهم للصلاة !!.
قامت ألمنظمات الفلسطينية أثناء الحرب فيما بينها في لبنان بأستخدام ألأطفال لنقل السلاح وقد قتل فيها أكثر من ألف طفل برئ. ونحن نشاهد هذه ألأيام ألدبابات والطائرات وهي تقوم بقصف ألمدن السورية دون تفريق أو تميز بين طفل أوشيخ أو أمرأة ؛كما تقوم ألجماعات ألأرهابية ألتي دخلت الى سوريا من ألقاعدة وألمجموعات ألأرهابية ألأخرى بأستخدام ألأطفال في صراعها مع ألنظام ألسوري ألأرهابي.
تصوروا كيف تتطور أمة تصادر فيها الطفولة بهذه ألطرق البشعة واللأنسانية ؛ ونتوقع تقدمها كبقية ألأمم ألأخرى ؛تأملوا معي طفلا يجبر على الحقد والكراهية لأخيه ألأنسان ويعمد الى قتله وكأنها عملية روتينية كألأكل والشرب ؛أو يستيقظ طفل في الصباح ليشاهد رجالا يقومون بضرب رؤوسهم بالسيوف ويجلدون ظهورهم بالزناجيل!!.
بينما يستيقظ ألأطفال في بقية دول العالم ألمتحضرة ببسمة رقيقة وقبلة من الوالدين ؛ومصابحته الى روضته أو مدرسته متأبطا حقيبة ألمملؤة بالحلوى وألسندويجات ولعب ألأطفال وأقلام التلوين ؛ ويستقبل من قبل معلميه بالرأفة والحنان وبالقصص الجميلة والحكايات التي تحثه على حب ألأخرين وعدم التميز بين زملائه على أساس ألجنس أو العرق أو الدين أو ألمنشأ؛ وحثه على حب ألعلم وألمعرفة والتزود منها لخدمة بلده وأهله ووطنه ؛بينما يستيقظ أطفالنا على الصياح والتوبيخ والضرب في البيت والمدرسة وأدخال ألعادات والقيم ألظلامية والتخلف وزرع روح الفرقة بينه وبين أقرانه على أساس العرق أو ألطائفة أو اللون ؛لقد قرات مقالة لأحدى المعلمات في أحدى مدارس جنوب العراق ؛أن بعض أولياء ألأمور  يمنعون أطفالهم من ألأختلاط بالصابئة وألمسيحين بعد السقوط ؛ وقد هاجر الكثير منهم من هذه المناطق ؛وقام بعض المتطرفون ألسنة وخاصة من السلفيون بهاجمة المدارس وألكنائس المسيحية وقتل من فيها وتفجيرها بالناسفات مما أضطر أكثرهم الى ترك منازلهم والهجرة الى خارج وطنهم الذين شاركوا في بنائه وهم أحد ألأعمدة ألأساسية في أقامة حضارة وتاريخ وثقافة بلاد الرافدين.
ألعلم وألأيمان لايمكن أن يكونا خصمين ؛ألا في النفوس المريضة ؛أن أمتنا خسرت معركة الحضارة والحياة وهي تذهب بشكل متسارع نحو الموت وألأنقراض؛ والسبيل الوحيد للعودة من حالة ألأحتضار التي نعيشها ؛هي الوقوف جبهة واحدة أما صناع الظلام والجهل وتحجيمهم وعزلهم وحماية الطفولة وأنقاذها قبل فوات ألآوان ؛وخاصة ألأجيال المستقبلية فهي ألأمل المتبقي لدينا للعودة الى سلم الحضارة والتقدم .
ويجب أن نعتمد على التعليم والتعليم ثم التعليم الحديث الذي يعتمد على تحرير الأنسان من سيطرة الحكم التعسفي الشمولي وسيطرة رجال ألدين على عقول ألأجيال ؛ وفتح المجال وبسرعة لأعادة ألأعتبار للطفولة المغتصبة وتحريرها من زبالات تجار السياسة والدين وأعادة ألأعتبار للمرأة التي هي العماد ألأساسي في بناء ألمجتعات عن طريق تثقيفها الثقافة الحديثة التي تعطيها حقها بالمساواة مع ألرجل في كافة مجالات الحياة ألمختلفة؛فأذا ضمنا ألأجيال ألمستقبلية ؛ضمنا الحياة لأمتنا ولأوطاننا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب