23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

أما لهذا الحر أن ينتهي ؟

أما لهذا الحر أن ينتهي ؟

بعيدا عن حكايات الطاقة والتحكم بالكهرباء ..أنا اكره الصيف وحرارته الشديدة .. قدرنا ..ففيه تقل إنتاجية الفرد والعشب يصفر وأشجار الزينة والورود تذبل وتنتهي ..والناس أعصابها مشدودة ومتوترة بعد الانتهاء من الدوام لتفرغ غضبها على المنزل ومن فيه ..لا بيوتنا ولا سيارتنا ولا شوارعنا مستعدة لهذا الجو اللاهب واللاهث .. ويزداد القا بما ينبعث من سموم عوادم السيارات الكثيرة المختلط مع تيارات الهواء الحارة المتصاعدة والرطوبة العالية لتقتلك وخاصة المساكين الذين يعانون من مرض الربو والحساسية ليكتمل المشهد مع تصاعد الغبار احتفالا بمقدمه .. وهذا يدلنا على إهمال الدولة للأحزمة الخضراء التي تحيط بالعاصمة والتي نسمع بها ولا نراها ..وعندما تتجه الى الحمام تصعق بمائه شديد الحرارة من الشمس وليس من فضل الكيزر كما تفضل وزير الكهرباء ..إذا لم ينقطع الماء والصابون على رأسك وعيونك مغمضة !! فأصبح سلوك الإنسان مرتبط بالمناخ ومصدر إزعاج يومي ان لم يرتبط بالتكييف والتبريد صيفا والشوارع النظيفة والطرق المعبدة ومنظومة تصريف مياه الأمطار عاملة شتاءا

الناس الذي أقابلهم والفتهم صباح كل جمعة في شارع المتنبي بأحزانهم وآمالهم تبخروا هربا من قرف الحر ..أتناول كتاب وألقيه سريعا وأنتهي الى لا شيء..سوى العودة ونحشر {بالكيا } التي حورت مقاعدها لزيادة عدد الإركاب حيث لا تستطيع مد رجليك والحركة حتى تشعر بثقل أنفاسك عندما يتكرم عليك أحدهم ويعطرك بنفث سموم سكارته التي لا يحلو له التدخين إلا بعد صعوده المركبة !! وهنا وزارة الصحة مدعوة لإصدار تعميم بمنع التدخين إلا في الأماكن العامة ..وإلزام الجميع في وضع لوحات بذلك.. وأعتقد بوجود مثل هذا الإجراء الا انه نائم نوم بقية القوانين التي تنظم الحياة العامة .. ويجبرك الجو اللافح ومساوئ الكيا أن تضطر إلى تغيير خيارك وتأخذ تكسي ليست رفاهية وإنما للتكييف .. والتشغيل مرهون بحسب مزاج السائق الا اذا دخلت معه في محاوره غير متكافئة .. ولكن الرحمة من أجرة النقل التي هي الأخرى رفعها لهيب آب عدلت اختياري إلى أي شهر لا أدري فأشهر الصيف الناهضة تبدأ من حزيران وتتصاعد في تموز وتغلي في أب وهل تخف في أيلول الله أعلم..ولا أدري ماهي الحكمة من تعطيل العمل بالتوقيت الصيفي الذي فيه فوائد جمة الدوام المبكر بدل ما تكون الشمس في كبد السماء وتقليل صرف الكهرباء عند عدم الحاجة الى تشغيل أجهزة التبريد صباحا وزيادة إنتاجية الأفراد .

أنا أحب الشتاء وشمسه الجميلة التي تسرق النظر بين غيومه المرصعة بالأبيض والأسود ومطره الذي تحيا به الأرض ويغسل هموم أوراق الشجر ..في البرد يمكن أن تتأنق وتحمي نفسك بالملابس وتتدثر..وتنشط ..ولكن في الصيف تخرج روحك من ثناياك وماذا تقترح ؟ رغم كل هذا تبدو سخونة الصيف ساحة في مواجهة سحالي الكراهية والقسوة التي طردت وستطرد مع وحوشها من باقي الأرض ببزوغ نجم الحشد الذي عبر مستنقع الطائفية وطرز اسمه في سماء العراق .