23 نوفمبر، 2024 12:05 ص
Search
Close this search box.

أما أن يكون العراق بعد أحداث اليوم، أو لا يكون

أما أن يكون العراق بعد أحداث اليوم، أو لا يكون

رب ضارة نافعة، و (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، ومع صعوبة المشهد ومأساة الأوضاع الإنسانية في العراق وقولنا نحن العراقيون القادم هو الأسوأ، لا سامح الله، لكن صبرا يا عراق.
نمر من قحط إلى قحط، كأننا شعب الله المبتلى في هذه الأرض، يتعاقب علينا زعماء، أحدهم كلما جاء ليخلف غيره، يلعن من كان قبله، كأنهم أمم لاعنة طاعنة، يأخذون بالحسبان إن هذا الوطن هو جيبهم وأرث أبائهم وأجدادهم، مع أن أهلهم لا يملكون قنطار شعير ولا تميرات.
 
واليوم أهلنا في العراق مشردون لا يجدون تمرة ولا كوب ماء بارد يفطرون عليه، ولا مروحة تغنيهم عن الحر القاتل في ساعات الصيف الحالكة، كأن هذا الوطن ضاق بهم ذرعا، مع أنهم أبرياء من تهمة دولارات حقول النفط والغاز ولم يقترفوا جرما ولا ذنبا سوى أنهم أنجبهم هذا الوطن، و أولاد الذين وأبناء اللواتي من قادة العراق يسكنون في قصور هامان وفرعون، ولهم الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، مخلدين في كراسي الحكم والنعيم، لا يعرفون أين يودعون ملياراتهم التي حلبوها من أبقار نفط العراق.
 
نمر من كرب إلى كرب، ونمني النفس بالهوى وقبورنا صارت أكثر من مساكننا، كأننا شعب للأموات، وقادتنا المعصومين من عزرائيل، تتكاثر بهم الأرواح كأنهم قطط سمان، لا يمسهم كدر ولا قحط، فمصائب العراق عندهم فوائد، كلما احترق العراق، كلما ثخنت جيوبهم وتدلت كروشهم .
 
هذه المرة أصبحت الفرصة سانحة أوضح من الشمس في تموز،  لا بد أن نتخلص منهم في مزبلة التاريخ ومجاري القاذورات، ونصنع لأنفسنا بلدا هو أرضنا وليس ارض الطارئين عليه من خارجه، ونؤمن لأهلنا عيشا حر كريم، فلم نقرأ في كتب التاريخ أن الحرية قديما وهبت مجانا للشعوب، حتى الأنبياء كانوا يبتلون فلما يضنوا أنهم يأسوا جاءهم نصر الله والأدلة في القران الكريم كثيرة وغزيرة (  حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
 
أبناء العراق ذاقوا الأمرين على مر العقود الماضية، وهاهم اليوم أصبحوا على المحك، يجب أن نبرهن للعالم ولأنفسنا إننا لسنا الجبان الذي يرضى بالعبودية وغيرنا ينعم بالعروش والقصور والحمايات مدفوعة الثمن من لقمة الشعب العراقي، هذه سويسرا واسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا، فمنها من شهد حرب أهلية ومنها من شهد حروب داخلية ومنها من شهد ثورة كلها غيرت حياتهم ليصبح مواطنوهم مواطنون من الدرجة الأولى في العالم، وهم ليسوا بأحسن منا ونحن أحق منهم بالحرية لنكون مواطنون من الدرجة الأولى في العالم، فهم بلدان حديثة التكوين ونحن عالم بأكمله.
 
 
إذا حقق العراقيون هذه المرة نصرهم، فانا واثق أن القتل على الهوية سيتوقف والاغتيالات والأوامر القضائية الجائرة ستلغى وستتبخر المفخخات والعبوات، وسيتوقف المسؤولين والحكام عن التمادي والتجبر والتكبر والإلوهية وسيصبحون مجرد موظفين عادين يؤدون خدمة عامة لا غير، هذه المرة سيجدون من يصرخ بوجههم ويرعبهم، ويحاسبون إذا أخطئوا ويمثلون أمام العادلة إذا سرقوا، يجب أن لا يعود العراق إلى النفق المظلم، نفق الرعب والجهل والتخلف.
 
 أكدوا للعالم نحن شعب نستحق الحياة ولا نستحق العبودية والذل والمهانة، نحن لسنا شعب لا يعرف سوى المقابر والمأتم والتهجير، قديما كنا مفخرة للشعوب الأخرى بانا علمناهم الأبجدية والاختراع والبناء والزراعة ووو…نحن شعب حضارة أفيقوا يا أهل الحضارة من سباتكم، ولا تتركوا الرعاع والحثالات يقررون مصيركم إلى المجهول.
 
فلا تدوم دولة الظلم إلى ابد الآبدين، لان دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، تحملوا هذه الأيام المريرة فألم ساعة ولا الم كل ساعة.     

أحدث المقالات

أحدث المقالات