لمن يجعهلها، شمهودة بطلة ذاك المثل الشعبي، والتي تتشابه قصته كثيراً مع عنترة بن شداد قبل الإسلام، حيث كان رجل المهمات العسيرة وقتذاك، لكن ما ان تقسم الغنائم كانوا ينادونه بإبن (زبيبة)، شمهودة سيدة كل عزاء بعزيمتها، حيث كانت متصدرة لكل محفل حزن سقط فيه رجال الوطن، لكن حصتها تتساوى او تقل عمن هم اقل عمراً.
طالما كنا نمني النفس في مقولة (يمضون ونبقى)، نعم مضى اغلبهم لكن لم يرحلوا حتى مكنوا من يخلفهم من ابنائهم واقربائهم ان يحلوا مواقعهم، وبقينا ننتظر يرحلون لنبقى! هؤلاء هم من اثكلوا قلب شمهودة وسببوا له جراح لم تندمل، كم شمهودة اليوم في وطني تعاني من التسلق على جهودها ومصادرتها، كل محافظات الوطن هي شمهودة ولعلي اليوم اريد ان ادخل خانة العنصرية، واتكلم عن ذي قار مدينتي.
لا ينكر منصف ان شمهودتنا تصدرت كل المحافل، ولفتت انتباه الجميع، فذي قار حصلت على المركز الأول في عدد الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الوطن، ولا يخفى انها سيدة العطاء وذات الجذور التي سقت الوطن والعالم بالعلم والادب، ومنها تخرجت أسماء لامعة في الشعر والدين والسياسة والفن وغيرها.
ولأنها طيبة القلب ذي قار حاولت ان تصل الصدارة حتى في ارتفاع درجات الحرارة ونجحت، معللة ان الوطن يحتاج الحرارة ليفرز الرجال! شمهودة مازالت تذرف الدموع نفطاً، لكن اغلب شبابها عاطل وان من يتمركز على مفاصل الشركات العاملة في نفطها، هم من أبناء اخواتها من الرمادي وتكريت وبغداد.
هل سينتبه ساسة ذي قار ويديروا النظر لها قبل ان تنتفض، هل ستعطى شمهودة حقوقها بقدر عطائها ام ستبقى يستنجدون بها عند الملمات فيما غنائمها دون القليل.
خلاصة القول: شمهودة تحمل بقدر طيبتها غضباً! استمدته من سومر الحضارة ومن نبيها الشروكي، وإذا ما اجتمع الغضب والشجاعة لا نضمن بقاءاً لانتهازي الأحزاب وسارقي حقوقها ومصادري عويلها وثبورها، ولات حين مناص.
والسلام.