23 ديسمبر، 2024 1:32 م

أماني أبو رحمة…الروائي الفلسطيني لم يسلب الإسرائيلي إنسانيته

أماني أبو رحمة…الروائي الفلسطيني لم يسلب الإسرائيلي إنسانيته

اماني ابو رحمه امرأة مثابرة تقابل ظروفها القاسية بصبرها الكبير جعلت من قلبها مأوى لجراحات الوطن المغتصب، حروفها سفراء سلام لشعبها المضطهد.
الفت وترجمت العديد من الكتب والمؤلفات منها علم السرد: مدخل إلى نظرية السرد. تأليف يان مانفريد وترجمة : أماني أبو رحمة : دار نينوى للنشر والتوزيع .دمشق . 2011 • ما وراء القص : دراسات في رواية ما بعد الحداثة : مجموعة مؤلفين . ترجمة : أماني أبو رحمة . دار نينوى للنشر والتوزيع . دمشق 2010 • الفضاءات القادمة :الطريق الى بعد ما بعد الحداثة : أماني أبو رحمة ومعن الطائي . مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر . القاهرة 2012 نهاية ما بعد الحداثة : الأدائية وتطبيقات في السرد والسينما والفن . راؤؤول ايشلمان . ترجمة أماني أبو رحمة . مؤسسة اروقة للدراسات والترجمة والنشر .القاهرة 2013 فصل في موسوعة : الفلسفة الغربية المعاصرة : صناعة العقل الغربي من مركزية الحداثة الى التشفير المزدوج. الجزء الثاني . اشراف وتحرير د. علي عبود المحمداوي وتاليف مجموعة من الاكاديميين العرب . منشورات الاختلاف ومنشورات ضفاف 2013 فصل في موسوعة الفلسفة والنسوية . اشراف د. علي عبود المحمداوي وتأليف مجموعة من الاكاديميين العرب صادر عن دار الاختلاف ومنشورات ضفاف .2013 نهايات ما بغد الحداثة : ارهاصات عهد جديد .. أماني ابو رحمة .مكتبة ودار عدنان للنشر وعلى نفقة وزارة الثقافة العراقية بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية ..

* إذا عجزت عن تعريف أماني أبو رحمه بماذا تعرف نفسها للقارئ؟
– أنا باحثة فضولية هذا ما أريد أن يعرفني به القارئ ..إذا وجدت ما كنت اجهله في قراءاتي أنقله له  لنتشارك الرأي ..
* اهتمامك النقدي منصب على نقد الرواية ، هل هو من باب التخصص الأكاديمي، أم لأنها لامست هموماً وقضايا لديك؟
– لا علاقة للأمر بالتخصص الأكاديمي فأنا متخصصة بالعلوم ألاكاديمية ، وإنما  هي حب للأدب والإنسانيات ..الرواية فيضية مثلي ..فيها مساحة شاسعة وثرثرة تروي الفضول وتحفز التفكير والخيال ، تطرح الأسئلة  وتمنح القلق .
* ما رأيك فيمن يصف محاولات المرأة في البروز في المجال النقدي بمناطحة الصخر، باعتبار أنّ النقد حقل يبرع فيه الرجال؟
– لم اعرف حتى اللحظة مجالا برع فيه الرجل دون المرأة وأصبح حكرا عليه لنقول انه للرجل والرجل له ..النقد مجال قد يكون أنثوي بامتياز يحتاج لعقل المرأة ورهافة حسنها وذوقها ..وبالمناسبة لم يبرع الرجال في النقد في عالمنا كما لم تبرع النساء وإنما في الغرب والنقد علم غربي الأصول  تفوقت نساء  كثيرات خصوصا في حقبة ما بعد الحداثة.
*كتابك «نهايات ما بعد الحداثة..إرهاصات عهد جديد» صدر مؤخرا، ماذا طرحت فيه؟
غادر العالم فلسفات ما بعد الحداثة وطروحاتها منذ عشرين عاما أو اقل قليلا ..وبدأ النموذج الفكري الغربي ينزاح بعيدا عن ما بعد الحداثة وسياقاتها . وبدأنا نرى أعمالا لا تنطبق عليها مقاييس ما بعد الحداثة النقدية في السرد مثلا .زغاب ما وراء القص والتهكم الساخر والتناص والنصوص المفتوحة وانتهاك الاتفاقيات السردية  وغيرها من التقانات . في التاريخ  لم تغد قضية مشكلة التمثيل التاريخي هي الثيمة الأبرز ..أصبحت الذاكرة هي موضع الاهتمام وعادت النوستالجيا لتكتسب مكانة ارفع ومفهوما احدث ، في العمارة والفن والسياسة وهكذا ..الكتاب يتقصى تلك التغيرات والانحرافات ويحاول عرضها على القارئ العربي ليبق في سياق التغير النظري الكوني .

* هل من مقاييس ومعايير يتوجب أن يتحلى بها الناقد؟

– لست ناقدة محترفة أو متخصصة لأقرر ، كما إنني لا أحب أن أكون من الناصحين ..ولكني أقول  أن ما يحتاجه العمل النقدي المهني هو ما يحتاجه أي مهنة أخرى ..الصدق والحساسية العالية والنزاهة ..
* اليوم وبعد كل ما قدمتيه كناقدة وكإنسانة مثابرة ؟ هل أنت راضية عن نجاح أماني أبو رحمه؟
– أنا راضية دائما ..الرضا جزء أصيل من شخصيتي سواء نجحت أم فشلت ..العمل  محاولة تستحق الثناء أيا كانت نتائجها ..أنا أعمل فقط ودائما وهذا يكفي  .
*هل زرت العراق وكيف وجدتيه؟
– لم أزره حقيقة ..ولكني اعرفه من خلال أصدقاء وصديقات أحبهم جدا .أتمنى أن أزوره قريبا.
* لو طلبت منك الإشارة إلى كاتبات عربيات مجيدات بفن الرواية لمن ستشيرين؟
– هذا السؤال يعنيني جدا ..أنا أرى في الروائيات العربيات مهما دار حولهن من لغط ونقاش ومهما علت حولهن أصوات المديح أو النقد الجارح ..أرى فيهن مشروعا مميزا وواعدا لكتابة الحاضر بقلم أنثى وبقلبها وعقلها .لست مع تصنيف الكتابة إلى ذكورية وأنثوية ولست مع الضد أيضا.أقول أن المرأة  حين تكتب هي تطرح زاوية أخرى للرؤية غير زاوية الرجل ،  هي تكسر احتكار الرجل للرواية بمعني للتعبير عما يدور حوله ، هي صوت المهمشات والضعيفات والمطرودات من التاريخ قسرا بأمر الرجل الراوي ،  أو المغلوبات على أمرهن في حقبة ما.هي تصرخ في روايتها ليسمعها العالم . أنا أقول وليس هو من يقول عني ..أراهن مشاريع تستحق الاهتمام والمتابعة ..ولا أريد أن اذكر اسماء  .أنا فقط أحيهن جميعا وانظر باعتزاز لتصديهن لهذه المهمة .

 * كيف تنظرين من موقعك كناقدة إلى رؤية الآخر (اليهودي) في الروايات الفلسطينية، أو الأدب الفلسطيني عموما..؟
– الحقيقة إنها رؤية متوازنة جدا وتستحق التقدير . لم يشيطن الروائي الفلسطيني الآخر أو يسلبه إنسانيته  كما فعل الروائي الإسرائيلي .. ولكنه حكى القصة بصدق وأمانة  . هم  غزاة مغتصبون احتلوا أرضا ليست لهم وهم يعلمون ووافقوا على أن تستغل الصهيونية الكولونيالية دينهم  ،  هم لا يحركون ساكنا أمام مجازر واعتداءات قادتهم ،  متورطون في الجريمة ولكنهم بشر أولا وأخيرا .  وهذه بالضبط مقاربة الفلسطيني للموقف  أدبيا وإنسانيا. 

* هناك رأي يقول أن الأدب العربي الحديث ليس له نظرية واضحة المعالم و ينادون بتأسيس نظرية له ما رأيك في هذا القول؟
– كأن الأدب هو الوحيد الذي يفتقد إلى نظرية ..كل ما حولنا هائم طاف مبعثر . نسقط عليه نظريات غربية نلوي عنقها لتصبح هجينة ممسوخة ثم نجعلها قرآنا ونتعصب لها حتى بعد سقوطها في سياقاتها الأصلية .ما بعد الحداثة هي أنموذجي المفضل وهي بالمناسبة ليست حقبة زمنية  قدر ما إنها فلسفة ونظرية  تحتوي ما يناقض أسس التفكير في هذا الجزء من العالم جملة وتفصيلا ولكنها لغوة المثقفين حتى الساعة على الرغم من إعلان موتها منذ عشرين عاما في الغرب .
ومن ناحية أخرى أرى أننا نعيش مرحلة ما بعد النظرية أذا ما اعتبرنا إن النظرية اقصائية بالضرورة  ، لذلك أفضل أن أتابع المبدع الحر الذي لا يلتزم بقيد النظرية ثم أتقصى تأثيره وتأثره .