“أعظم الجَهل مُعاداة القادِر، ومصادقة الفاجر، والثقة بالغادر” قولٌ منسوب للإمام علي عليه وآله الصلاة والسلام.
كَثُرَ السجالُ حول, منصب أمانة بغداد الذي يدار بالوكالة, تلك الدائرة الهامة, المليئة بالفساد الإداري والهدر المالي, والحجة هذه المرة, أن يتسنم هذا المنصب بالأصالة, يجب أن يكون بغدادياً.
لم يعمل الوكلاء, على صيانة تلك الأمانة, والدليل الأحكام القضائية, التي صدرت بحق بعضهم, ونأخذ أمثلة واقعية على ذلك, صابر العيساوي” لاتهامه باختلاس مليار دولار أمريكي, فقد حكم بالسجن المخفف, ومدته سـنة واحدة! تتقلص إلى تسعة أشهر, بداعي الإفراج الشرطي.” فيال رخص ثروة العراق, نعيم عبعوب مساعد الكعبي, الذي تسنم منصب وكيل الأمين, ما بين عام 2013- 2015, ليقال من قبل حكومة العبادي” سبب شبهات حامت حوله, وكذلك شخصيته التي اصبحت, محل تندر البغداديين” وقد حُكم غيابياً لسبع سنوات, من المحكمة المختصة بقضايا النزاهة, وقد ألقي القبض عليه, على الحدود السورية اللبنانية, ليطلق سراحه دون توضيح الأسباب, ويكفينا هاذين المثالين لتلافي الإطالة.
طَرحت الكتل البرلمانية مؤخراً أسماء مرشحيها, وكانَ من أبرز المُرشحين, عن تيار الحِكمة الوطني, عبد الحسين عبطان وزير الشباب السابق, الذي فاز بأصوات, فاقت تصور المتابعين, فقد كان مرشحاً على محافظة بغداد, مع أنه من النجف الأشرف, وذلك بسبب نجاحه, بإدارة وزارة الرياضة والشباب ونزاهته, وعمله المُتقن بتطوير تلك الوزارة, التي كانت استهلاكية وغير انتاجيه, إلا أنَّ ذلك لم يرق لباقي الكُتل! فهل هو الخوف المُسبق من أن يحصل؛ الأستاذ عبد الحسين عبطان, على أصوات ساحقة, في الإنتخابات القادمة؟ أم إنه الفزع من كشف الفساد, داخل أروقة أمانة العاصمة؟
إن لم تكن الأسباب أعلاه هي السبب, فنحن نرى من ذلك الرفض, إبعاداً صريحاً لتيار الحِكمة الوطني, والعمل على تفتيت, تحالف الإصلاح والإعمار, الذي يحتوي على تيار الحِكمة الوطني, وتحالف سائرون الذي يشتملُ, على التيار الصدري ومن معه, كي لا يكون معارضة برلمانية قوية, في حال توافق الصدريين مع الحِكمة, على أن يكونوا جبهة المعارضة.
“من أراد النجاح في هذا العالم عليه أن يتغلّب على أسس ومفاتيح الفقر الستة: النوم- المال الحرام- الخوف- الغضب- الاِتكال على الغير- المماطلة.” يُنسب لحكماء هنود, فمن الذي يسعى للنجاح الحقيقي؟