10 أبريل، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

أمانة  بغداد  …..خطكم الساخن أصبح باردا

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترفع أمانة بغداد  شعارا  توجيهيا  للمواطنين تحثهم فيه على ترشيد استهلاك الماء الصافي وعدم الهدر فيه باعتباره ثروة وطنية تنفق ملايين الدنانير في إنتاجه وإيصاله  إلى  البيوت ولها الحق في ذلك فالماء هو سر  الحياة  وبناء الحضارة  ومن هنا جاء قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) وتعمد الدول حتى الغنية بالمياه إلى تقنين استخدامها  فلا  وجود لشبكات مياه صالحة للشرب بل ما يصل إلى المنازل هو  مياه الاستخدامات  المنزلية  المتنوعة أما مياه الشرب فيتم شراؤها  بالقناني البلاستيكية  ففي تركيا الغنية بالمياه  تباع قنينة الماء بليرة واحدة وهي ما يعادل ستمائة دينار عراقي وفي السعودية بريال أو ريالين حسب الحجم وذات مرة أردت شراء قنينة ماء في مطار دمشق الدولي أثناء توقفنا في طريق العمرة فطلب مني البائع خمسة آلاف دينار عراقي  فرفضت شراءها وأخبرته  بأن ما يطلبه يعادل فاتورة ماء  لعائلة عراقية لمدة عشرة أشهر . هكذا تتعامل الدول والشعوب مع ثروتها المائية التي هي  عماد نموها  وتطورها  فحيثما وجد الماء وجدت  الحياة  . وفي العراق تنفق الملايين  في إنتاج الماء الصالح للشرب وإيصاله إلى المنازل  مع شعارات توجيهية بضرورة المحافظة عليه وترشيد استهلاكه ولكن هذه الشعارات تصطدم بواقع معاكس  يلغي هذه الشعارات ويفرغها من محتواها التربوي والإنساني  حيث يهدر الماء الصافي في الشوارع والأزقة  لأيام دون أن يفكر أحد من  الدوائر المختصة  بمعالجة  التكسرات  التي تصيب  الأنابيب الفرعية  ودون التفكير  بالخسائر المالية التي يسببها أي هدر  لهذا المال  في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لكل دينار  . لقد وضعت أمانة بغداد رقما مباشرا لشكاوى المواطنين  وأسمته بالخط الساخن وهو  (    124  )  مرتبط بها مباشرة  وكانت الشكاوى يستجاب لحلها ويتم الاتصال بالمواطن  للتأكد من إنجازها عبر هذا الخط  ولكن الحال تغير نحو الأسوأ  فلم يعد هذا الخط متجاوبا مع مشاكل المواطنين فبعد أن كان ساخنا  فعالا  أصبح شديد البرودة  وهذا ما لمسناه من خلال تعاملنا معه فقد حصل  ضرر في أحد الخطوط  الفرعية في نهاية زقاق
(  55 )  من محلة  (  832  )   قرب دكاكين الأمانة  وبدا الماء الصافي يتدفق  مغرقا الزقاق  لمسافة طويلة  ورغم الاتصال  بالرقم الذي كان يسمى ساخنا منذ الأربعاء الماضي ولمرتين في اليوم وحتى هذا اليوم الأحد صباحا  وظهرا  وتسجل الشكوى ولكن لا تتحرك إسالة ماء الدورة  لتنفيذ الإشعارات التي تبلغ  لها من قبل  ديوان الأمانة  والماء الصافي يستمر بالتدفق محولا الزقاق إلى بركة واسعة من الماء الآسن بحيث أصبح من المتعذر السير فيه وخاصة لتلاميذ المدارس القريبة .
إنني أناشد الدكتورة ذكرى علوش بأن تبعث الحياة في هذا الخط الذي لم يعد ساخنا و تتابع شخصيا الشكاوى الواردة إليه  والتأكد من حلها من خلال الإتصال بصاحب الشكوى كما كان يعمل في السابق  لكي تتعرف على  مواطن الخلل في أداء  الدوائر البلدية  وتجاوزها  لقد غرقت الأمطار الماضية منازلنا وأتلفت كل شيء فيها وتشير الأنواء الجوية  إلى  حصول امطار غزيزة في الأيام القادمة فهل  نستقبلها بمياه إضافية  خشية عدم كفاية الأمطار القادمة  لإغراقنا  ولقد شاهدت الدكتورة علوش تخاطب المتظاهرين  بأنها لا تملك فلوسا لشراء متطلبات مواجهة الأمطار الغزيرة  فإنني أذكرها  بوجوب تجاوز بعض الفعاليات  الإعلامية  والدعائية مثل معارض الزهور السنوية التي تقام في متنزه الزوراء  فلماذا لا  تصرف الأموال المخصصة لهذه المعارض لشراء مضحات وسيارات سحب المياه  والإبتعاد عن هذه الفعاليات التي  لا تعكس الواقع المزري لعاصمتنا الحبيبة التي تتكدس فيها اكوام القمامة والمياه الآسنة وأخيرا أجدد دعوتي الى الدكتورة علوش كما طالبتها في رسالتي السابقة لها عند توليها منصب امينة بغداد بان نجاح الموظف البلدي يبدأ من الأزقة الخلفية  للمناطق الشعبية قبل الشوارع  الكبيرة التي تمر بها مواكب المسؤولين  وأن يكون التركيز على هذه المناطق  لأنها تعاني الأمرين من الإهمال والتخلف والأمثلة كثيرة على ذلك . لقد اضطررنا الإلتجاء  إلى وسائل الإعلام  لإيصال صوتنا بعد يئسنا من كثرة  الإتصال  بهاتف الأمانة الساخن الذي لم يعد ساخنا  ومسموعا من قبل الدوائر التابعة له .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب