23 ديسمبر، 2024 3:54 ص

أمامكم خياران أما أن تكونوا جدار فصل أو لحمة وصل

أمامكم خياران أما أن تكونوا جدار فصل أو لحمة وصل

أثنا عشرة سببا تقف عقبة أمام قيام دولة كردية
1- أن ظهوردولة ناشئة جديدة ومعادية في وسط أربعة دول أقليمية هي العراق وأيران وتركيا وسوريا ترتكز الى ثلاثة أثنيات ذات ماض حضاري وتشترك بثقافة دينية واحدة وتربطها مصالح حيوية وثيقة سيكون بمثابة أنشاء جدار فصل عنصري بين هذه الدول يهدد مصالحها حاضرا ومستقبلا مما سيحتم عليها أتخاذ موقفا عدائيا سافرا وموحدا يهدف لأفشال ونهاية هذه الدولة الكردية.
2- وكنتيجة للسبب الأول فأن الحصار الذي سيفرض على هذه الدولة الناشئة في اليوم التالي من أعلانها جوا وبرا سيجعلها في حالة أختناق تام تتفاقم ملامحه بالتقادم ولا يمكن لحلفائها مهما فعلوا من تخفيف آثاره على الشعب الكردي فعداء القريب وحصاره هو أكثر وطأة واثرا من تضامن الغريب ووعوده.
3- ظهورهذه الدولة للوجود يعني وقوفها على منابع ومجاري المياه وكذلك أنابيب نقل البترول والغاز المتجهة شمالا وغربا عدا طرق المواصلات البرية البينية وحتى الجوية,وهوملف غاية في الخطورة لأنه يمثل تهديدا ستراتيجيا مباشرا لسلامة وأمن الدول المحيطة.فالتهديد والضغوط التي ستمارسه هذه الدولة بخصوص هذا الملف بقطع المياه أو خطوط التواصل المنفعي سيدفع الدول المحيطة ويزيد من عزمها بالتصدي والقضاء على هذه الدولة الناشئة لأن المسألة تتعلق بتهديد الوجود,العراق مثالا.
4- نتيجة للأخطارالتي ستحيق بقيام هذه الدولة من كل جانب فأنها ستتجه أكثر فأكثر للأعتماد على التحالفات الخارجية المعادية لمواقف الدول المحيطة من أجل حمايتها وتمويلها عسكريا وأقتصاديا وماليا مما سيفقدها أستقلاليتها السياسية والعسكرية بشكل خاص ويجعلها أداة أبتزاز ورأس الحربة المشرع ضد الدول المحيطة حسب الحاجة فيزيد ذلك من عداء وتكالب الدول المحيطة ضدها وبذا تكون الحالة ميؤوس منها لأنها ستدور في حلقة مفرغة تتزايد أتساعا وخطورة.
5- أن أنشاء هذه الدولة في منطقة معروفة بتداخلها القومي يعني اراضي وثروات متنازع عليها مما سيخلق بؤر نارية وبراكين لا يمكن تسويتها في ظل العداء والتحالفات المستمرة.
6- أن ضعف أقتصاد الدولة الوليدة وأعتمادها على النفط مع عدم وجود أمكانية تصديره عبر أراضي متصلة تطل على البحرسيجعل هذه الدولة في حيرة من أمرها فهي أن أرادت أن تصدر نفطها عبر أحدى هذه الدول المحيطة بها,لو سمحت لها, فقدت جزءا من قرارها السياسي والأقتصادي وأصبحت تحت رحمة تلك الدولة التي تتربص بها وتكن لها العداء, وأن هي أرادت أن تفتح لها ممرا بأتجاه البحر وبمساعدة حلفائها بقوة السلاح جعلت مستقبلها على كف عفريت.أن عدم القدرة على تحقيق حلم الوصول للبحر سيؤدي بالنهاية لأنفضاض الحلفاء الذين يهمهم بالدرجة الأولى نفط الدولة الرخيص.
7- أن وجود أقليات مهمة داخل الدولة مرتبطة عرقيا بالدول المحيطة وتعتبر أن انضمامها للدولة فرض عليها كأمر واقع لاتعترف به ستكون تهديدا يقصم ظهر الدولة, فهؤلاء لن يرتضوا أن يصبحوا مواطنون من الدرجة الثانية وينظر لهم كطابور خامس بسبب حالة العداء مع دول المحيط,لذا فانهم سيطالبون بالأنفصال والألتحاق بشعوبهم وبلدهم الأم أو في حالة عزلتهم عن شعبهم جغرافيا أن يؤسسوا دويلة لهم أو على الأقل حكم ذاتي.أن وجود هذه الأقليات سيمنح الدول المحيطة حجة التدخل لحمايتهم سواء كان ذك بوجه حق أم لا.
8- أن طبيعة الحكم العشائري والعائلي الموجود داخل الأقليم والذي سيستمر حتما بعد أعلان الدولة هو أحد أهم أسباب ضعف هذه الدولة ذات الرأسين والتي ربما ستكون فيما بعد برؤوس متعددة أخرى في حال أنضمت أليها فصائل جديدة من دول المحيط ذات توجهات متناقضة مما يبشر بخلافات وتشضيات وحروب داخلية.
9- عدم وجود لغة موحدة أو حتى كتابة واحدة توحد الكرد الموزعين على عدة أقاليم متداخلة مع الدول المحيطة مع وجود طوائف ومذاهب متعددة وتوجهات سياسية متناقضة متنافرة لكل أقلية كردية سيجعل من حلم الدولة الكردية على أساس قومي أكثر أستحالة ببعيد من تحقيق الوحدة العربي.
10- بالنظرللتوجه القومي ذو الطابع الشوفيني الذي تتبناه الدولة الناشئة تجاه القوميات الثلاثة الرئيسية المحيطة بها وكذلك محاولة بناء دولة بصبغة علمانية وبأستهجانها للثقافة الدينية السائدة والتقرب من الغرب من أجل ضمها لمجموعته كشريك تجاري على الأقل, سيجعل من الدولة الناشئة نشازا وفي عزلة من محيطها وداخل مجتمعها نفسه الذي يدين بأغلبية مسلمة تتماهى في ثقافتها مع محيطها الأقليمي مما يشكل حالة أنفصام وصراع داخلي مابين ما تريد أن تفرضه القيادة من هوية وواقع الحال.
11- أن التصور القائم على أن الوقت يلعب لصالح الدولة الكردية الكبرى وما عليها سوى الأنتظار والأستمراربأضعاف كل الدول المحيطة ومن ثم أنشاء كيانات كردية تتحد فيما بعد لتكوين كردستان الكبرى هو تصور مبني على أساس توقف الزمن وأستمرار التوازنات على حالها ولايأخذ بحسابه تداعيات كل هذه الأنشطة العدائية مستقبلا في حالة فشل المشروع الذي يعتمد أصلا على تحالفات هشة لاهم لها سوى مصالحها القصيرة المدى ولايمكنها تقديم أي ضمان لسلامة الدولة الناشئة وأستمرارها .
12- أن حالة السلم والأستقرار التي عاشها أقليم كردستان العراق خلال العقدين السابقين بسبب الحماية التي وفرتها لهم أمريكا وحلفائها والتي سمحت لهم بأنشاء وتطوير مدنهم وجيشهم وتنعمهم بموارد النفط الذي وضعوا يدهم عليه أضافة للموراد المالية التي يستوفونها من حكومة بغداد كل ذلك سيتوقف فجأة بعد اعلان الأستفتاء لتستبدل حالة اللاعداء الى عداء صريح يتدحرج ويكبرمع كل شرارة وأنفجار يأتي من أحد الأسباب والألغام المذكورة أعلاه ولتتحول تدريجيا حروبا طاحنة قد تحقق الدولة الناشئة في بعضها انتصارات مؤقتة بفضل حلفائها ولكن هذه الأنتصارات لن تحقق السلم بل ستدفع الأطراف لزيادة عزمهم لسحق هذه الدولة,فالواقع سيكشف لهذه الدولة حدود قدراتها أمام محيطها الذي لن تستطيع هزمه أو أحتلاله أو فرض هيمنتها عليه في حين أن كل واحدة من الدول المحيطة يمثل تهديدا وجوديا لها ويملك من القدرات والأستعدادات لخوض حروب طويلة الأمد فما بالك لو أجتمعت قدراتهم معا.وحتى لو لم تستطع دول المحيط من القضاء عسكريا على هذه الدولة الكردية فأنها فعليا ستكون أسيرة ومجهدة أقتصاديا مستنفرة عسكريا تعيش داخل سجن بمجرد فرض سياسة الحصارعليها.
أحيانا شعوبا بكاملها ولأسباب مختلفة تأخذ الطريق الخطأ خصوصا اذا ما أنجرفت عاطفيا خلف زعامات شعبوية لايهمها سلامة ومستقبل شعوبها.الهدف من كتابة هذه الملاحظات هو لتنبيه أخوتنا في الوطن وكشف ما تخفيه عنهم قياداتهم من تبعات.نحن نعيش في لحظة حاسمة من فصول تاريخنا فأمام شعبنا الكردي خياران أما أن يصبح جدار فصل أو لحمة وصل بين شعوب المنطقة من أجل الحفاظ على الأمن والأستقرار والتنمية وأبعاد شبح الحروب والفقر والتهجيربالتطلع لأيجاد صيغ للتعاون بين دول المنطقة لأنشاء أتحاد أقتصادي عابر للعرقيات يلعب فيه الكرد دور الجسر واللحمة الأساسية بين شعوب المنطقة.نعم أنه حلم جميل ولابد أنه سيتحقق يوما فهذا هو الطريق السليم الواجب سلوكه لأن الطريق الآ خر يفضي الى هاوية.