23 ديسمبر، 2024 9:03 م

أل سعود يمنعون الدعاء ضد اليهود ؟

أل سعود يمنعون الدعاء ضد اليهود ؟

صدر يوم الثلاثاء 7|8| 2012 من قبل وزارة الثقافة والشؤون الدينية في المملكة العربية السعودية ” أرض نجد والحجاز ” بيانا يمنع بموجبه خطباء المنابر في المساجد من أعلان الدعاء ضد اليهود والنصارى ؟
والسبب في ذلك كما يشير البيان هو عدم أثارة العداوة في نفس اليهود من خلال ألاجهار بالدعاء ضدهم ؟
والمتأمل في هذا البيان يرى العجب العجاب , أذ كيف تصبح حكومة خادم الحرمين الشريفين تحرم الدعاء ضد اليهود والنصارى ؟
والمطلوب طبعا هو منع الدعاء ضد اليهود , وهذا ألامر مستنتج من جملة المواقف العملية المباشرة وغير المباشرة التي مارسها أل سعود تجاه اليهود في دولة أسرائيل , وتجاه الصهيونية التي تعمل جهارا نهارا على أبراز الهوية اليهودية للدولة ألاسرائيلية بطابعها الصهيوني الذي أصبح متبنى التيارات القيادية في كل من أمريكا بقيادة تيار المرمون الذي يتزعمه ” مت رومني ” المرشح الجديد للرئاسة ألامريكية والذي زار أخيرا أسرائيل لرفع رصيده ألانتخابي مما جعل كونداليزا رايس وزيرة الخارجية ألامريكية السابقة تدعم ترشيحه على حساب أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة ألامريكية , وكذلك تتبنى وتدعم الطابع الصهيوني للدولة ألاسرائيلية المجموعة ألاوربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا ؟
والعائلة المالكة من أل سعود التي أقتسمت مع أل الشيخ من أتباع محمد بن عبد الوهاب صاحب بدعة التكفير للاخر والتي ترجمها عمليا بهدم القبور وأضرحة المسلمين مستعملا السيف في رقاب من يختلفون معه حتى بسطوا كامل سيطرتهم على بلاد نجد والحجاز وألغوا أسمها لتصبح بأسم عائلة أل سعود وهو أول عمل أستفزازي لمشاعر المسلمين وقد ساعدتهم في ذلك حكومة بريطانيا التي كانت تسمى ببريطانيا العظمى ؟
وتاريخ عائلة أل سعود كما كتبه ” ناصر السعيد ” لم يكن قابلا للتسويق والقبول لولا الغطاء البريطاني الذي وضع أسسه وقواعده الجاسوس البريطاني “ليفي ” الذي تولى صحبة محمد بن عبد الوهاب يوم كان طالبا في البصرة ومن خلال تلك الصحبة أستطاع التأثير على مشاعره وتوجيهها بأتجاه الحقد على الكثير من الشعارات والتقاليد ألاسلامية ومما ساعد تلك الصحبة والعلاقة أن تأخذ دورها في نفسية الطالب الصغير محمد بن عبد الوهاب هو مايلي :-
1-  لم يكن محمد بن عبد الوهاب في تلك المرحلة سوى طالب صغير السن في مقتبل العمر لم يصل بعد الى مستوى النضج العلمي من حيث دراسة الفقه وأمور الدين مما جعله عرضة للتأثير بألافكار التي كان يوحي بها أو يثيرها الجاسوس ليفي والذي أتخذ هوية رجل مسلم تركي يبدي الغيرة على الطقوس ألاسلامية ظاهرا في سبيل ألاستيلاء على عواطف الشاب محمد بن عبد الوهاب ؟
2-  كان الجاسوس البريطاني ” ليفي ” متمرسا في عمله عارفا ماذا يريد من صداقته مع الشاب محمد بن عبد الوهاب , فعندما أكتشف ضعف الطالب الصغير محمد بن عبد الوهاب في ألاراء الدينية وبعد أن أكتسب ثقته بعنوان أنه أي ليفي مسلم تركي , أخذ يتبادل معه المشاعر وألاراء حول الكثير من القضايا الدينية ولاسيما الخلافية منها ؟
وكانت تلك هي البداية لصناعة ألانحراف الفكري الذي يجد له في المدونات الفقهية والروايات التي كتبت بعد عصر النبوة المباركة وتم أملاء شهوة الحكم ألاموي ثم العباسي بتلك الروايات التي ركزت على أبعاد الحضور القيادي الشرعي لآئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أعتبرهم النبي في وصيته بأنهم عدل الكتاب طبقا لنصوص القرأن الكريم التي تشير الى ذلك صراحة , والتي يشير البعض منها بشكل مضمر الى مكانة الراسخين في العلم وأهل الذكر وأولي ألامر والتي لايعرف توجيهها ألا من كان من هذا المستوى العلمي المصون من ألانجراف وراء العاطفة والهوى لآنهم من المعصومين بتوجيه ولطف الله تعالى .
ولكن تلك الروايات تعمدت أظهارهم بأنهم لايختلفون عن بقية عوام الناس وليس لهم أي درجة من التميز العلمي , والى جانب ذلك ركزت تلك الروايات على أبراز وتعظيم ممن كانوا في الصفوف المتأخرة من الذين قبلوا الدعوة ألاسلامية وأمنوا بها أو من الذين لم يرد بهم نص أو أشارة الى فضيلتهم ألا ما وضع لهم من قبل تلك الروايات الموضوعة مما فوت الفرصة على الكثير من المسلمين من يعرفوا حقيقة ماجرى ويجري في الروايات وفي الخلاف الفقهي الذي فرض نفسه على المسلمين من خلال سلطة الحكم التي مالت الى الطامعين بالحكم والسلطة وتاريخ السلطة حافل بالكثير من المتناقضات التي جلبت الويلات للمسلمين وقعدت بهم في خانة التخلف وألانشغال بالفرقة والفتنة التي مثلها التنظيم الوهابي التكفيري حتى كانت العمليات ألانتحارية من بدع هذا التنظيم الذي ليس له في ألاسلام العقائدي من رصيد شرعي سوى ألادعاء ؟
وهكذا أصبحت الوهابية دين عائلة أل سعود التي قبلتها كوسيلة للحكم , ولم تقبلها كعقيدة دينية تعتقد بها لآنها أي هذه العائلة ومنذ أجدادها ألاوائل لم يعرف عنها تمسك بدين , ولم يعرف عنها ألتزام بطقوس الدين ألاسلامي , وألاشد غرابة وحيرة أن هذه العائلة لم يعرف أصلها وأنتماؤها النسبي بشكل يطمئن له كما هي العادة عند كل القبائل العربية التي تعرف بأنسابها ويعرف أصلها بدون أدنى شك ؟
ألا عائلة أل سعود ظلت غامضة النسب حتى ألقى الضوء على حقيقة نسبها ” ناصر السعيد ” وبعيدا عن قبول أو رفض النسب وألانتساب القبلي , ألا أن سلوك هذه العائلة لايوحي بألاطمئنان وأذا كان البعض يعتقد جازما بأصلها اليهودي كما ذهب الى ذلك ناصر السعيد في دراسته التاريخية الموثقة حول هذه العائلة مما يجعل الدارسين والمحققين لايمكنهم نفي ذلك بسبب وجود اليهود في جزيرة العرب قبل ألاسلام ولاسيما في يثرب التي عرفوا من خلال التوراة أنها ستكون محل أقامة نبي أخر الزمان راكب الجمل من العرب كما تسميه أخبار التوراة .
وأختلاط القبائل اليهودية مع سكان الجزيرة ولاسيما في يثرب وما جرى لهم من تفرق وأنقسام فبعضهم دخل في ألاسلام عن قناعة وبعضهم كرها ونفاقا , والبعض ألاخر بقي على الديانة اليهودية ووجود هذه الظاهرة يجعل أحتمال أنتساب أل سعود كما ذهب اليه ناصر السعيد ليس بعيدا , ولكن سلوك هذه العائلة التي ناصبت العداء لكل ماهو ديني حقيقي وهي بدون تدين واضح , وناصبت العداء لكل ماهو وطني , وتعلقت في مقابل ذلك بصحبة وصداقة الغرب بقياد بريطانيا أولا ثم بقيادة أمريكا ثانيا , ومحاولاتها المستمرة على عدم أثارة أعلان العداوة لآسرائيل بعد أحتلالها لفلسطين , وظلت هكذا حتى جاء مايسمى بالربيع العربي فقلبت ظهر المجن وأعلنت عدائها غير المبرر لدول محور المقاومة وراحت توزع السلاح والمال علنا لقتل الشعب السوري بأسم معاداة النظام السوري الذي كانت تقيم معه صداقة قوية , وفجأة لم يعد أحد يسمع بالتنديد بأسرائيل وظلمها للفلسطينيين وتهويدها للقدس بنما نسمع تركيز أعلامهم ضد الشعب السوري الذي أباحوا القتل والتدمير والخراب في ربوعه , واليوم عندما تعلن السعودية عدم قبولها الدعاء ضد اليهود أنما تعلن وبوقاحة رفضها للنصوص القرأنية التي تعلن لعن اليهود لما قاموا به مع أنبياء الله , وهذا ألاعلان يكشف ألاقنعة السعودية ومن يقف معهم ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]