في كل انتخابات وقبل ان تبدأ بشهرٍ او شهرين، ترى وفود الناظرين الى الاعلى والمنتفعين وثلة مِن مَن يريدون الاصلاح تروح وتجيء على بيوت الاغنياء والفقراء، طالبين بذلك اصواتهم ودعمهم في الانتخابات.
الفئة الاكبر من كل مجتمع هي فئة الشباب وهذا تحصيل حاصل، والشباب في بلادي اهتمامهم الاول هو كرة القدم، للاسف هؤلاء الشباب لا يجدون من يقودهم، كما ان فكرة الاحزاب، والاتجاهات المتشعبة التي تاخذ البلاد كلٌ في اتجاهه تلاقي الرفض عند نسبة النصف منهم. اما النصف الاخر فهو بحد ذاته ينقسم الى نصفين:
الاول يرى ان يسير مع التيار ولا يعاكس ما يقتضيه الواقع الفعلي للبلد، ولكن هو في قرارة نفسه رافض لفكرة الاحزاب.
اما الثاني فهو يرى في الاحزاب العشيرة الثانية والانتماء والهوية، كما نرى في واقع الحياة اليومية، حيث ان من ينتسب لحزبٍ معين يكون اكثر انتفاعاً من المستقلين، كما انه يؤثر الدفاع عنهم اكثر من الدفاع عن نفسه.
وهنا تقاطع طريقي النصين السابقين، فللاسف ان هؤلاء الشباب مستعدين ان يغيرو ارائهم وينتخبو من يوفر لهم التجهيزات الرياضية كائناً من كان.
في حين ان الحكومات في الدول الاخرى تشترى بلانفس وبالقتال والدماء، فانها في بلدي (العراق) تشترى بالبطانيات والصوبات النفطية وارصدة الموبايلات واكياس البطاطا. ربما يدعو هذا للضحك او الحزن لا اعلم!
واليوم بالرغم من المعاناة التي يعانيها العراق على جبات القتال، والشباب الذي اصبح دمه رخيصاً ويذر في الهواء على مدار الساعة في اليوم، الشباب الذي لا يتجاوز عمره العشرون عاماً يقتل على السواتر، من اجل ان يأكل الراشي والمرتشي مع العواهر.
هل يحتاج العراق في الوقت والضرف الراهن الى مظاهرات وهل خلف المظاهرات ايادي خفية كما يقترح البعض؟
اتكلم من منظوري ووفق ما عشته في العراق وانا ابنه، بالتاكيد خلف هذه الايادي التي تدعي انها تطالب بحقوقها ايادي خفية.
فلنحلل التظاهرات اكثر، هذه التظاهرات يكون فيها عنصر الى عنصرين مدسوسين، ولهم ارتباط بالجهة المخربة، اما القسم الباقي من المتظاهرين فهم من الفقراء والمتضررين ومن ألمَ بهم العوز والفاقة، خرجو يطالبون الان لانهم لايدركون عواقب الامور وايضاً لانهم يثقون ثقة عمياء بهذا الطرف المندس.
فخطأ المظاهرات يكمن في نقطتين:
الاولى انها ستكون جبهة داخلية للتنكيل بالمجاهدين من الحشد الشعبي، فمن ترك عائلته وسافر مدافعاً عن بلده مقاتلً على السواتر من دون ان يأمل من الحكومة الحالية ان تغيثه بشربة ماء، حتماً لا يريد ان يسمع ان فلذة كبده قتل في التظاهرات ضد السلطة.
الثاني ان هذه المشاكل ليست وليدة اليوم، فبول برايمر في كتابه يشير الى مشاكل الطاقة الكهربائية والعجز الحاصل فيها منذ دخولهم للعراق. وحتماً ان هذه التظاهرات سوف لن تخلق الطاقة الكهربائية او توفرها من العدم، بل هي تدعو الى اقالة الوزير. والوزير اصلاً متفق عليه من قبل الكتل السياسية.
ما بقيَ شيء سوى ان نأمل ان لا يكون شعبنا شعباً مرتشياً للمرة الثاثلة في الاعوام المقبلة. .
*ان كانت هناك اي ملاحظات فانا ارحب بها بصدر رحب عزيزي … .