23 ديسمبر، 2024 6:25 ص

آية كريمة من سورة هود ( 78) جاءت في كتاب الله العزيز … نعم أليس في العراق رجل رشيد ؟؟ وهل أصبح العراق عاقرا عن الأتيان بمثل هكذا رجل رشيد في هذه المرحلة الصعبة والتي هي بأمس الحاجة الى قائد حكيم ينقذ البلد من الأنهيار ..واذا عرّجنا على معنى الرجل الرشيد فنقول ( ان الرشد امر عام يتناول جوانب الحياة كلها ويشمل السلوك الانساني ظاهره وباطنه ، واذا أُلهم المرء الرشد فيما يفكر وفيما يحس به وفيما يعمله هدي الى الصراط المستقيم ) … وبقول الشاعر ابو فراس الحمداني ( وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ ) … نحن الان في ليالي مظلمة بل حالكة الظلمة نحتاج الى البدر ليطرد تلك الظلمات .. والبدر هنا الرجل الرشيد الوطني النزيه الذي يضع العراق في حدقات العبون وان يعمل على ان يكون العراق واحدا موحدا بعيدا عن العناوين الفرعية … الرجل الرشيد هو فارس يعرف كبف يخطط وينفذ وكيف يستفيد من تجارب الماضي المرير … الرجل الرشيد هو الذي يعتمد في ادارته على عاملين اساسيين هما :: الادارة الكفوءة والارادة الحقيقية ، واذا امتلك الرجل الرشيد هذين العاملين يستطيع من خلالهما الشروع والبدء بمرحلة جديدة تضع اللبنات الاساسية لمشروع الدولة الحقيقية ودولة المؤسسات … الرجل الرشيد هو الذي يمتلك القدرة على النفكير المنهجي والستراتيجي وان تكون لديه رؤية مستقبلية وان يمتلك عقلا وفكرا سياسيا ناضجا .. وصدقت الدكتورة ( نزيهة الدليمي ) عندما قالت قبل أكثر من خمسين سنة ( العمل السياسي يتطلب من صاحبه ان يملك عقلا فاعلا وضميرا حيا ) .. وهنا يأتي دور الرجل الرشيد القائد الكفوء الذي يستطيع برجاحة عقله ونزاهته ووطنيته بأدارة تلك المؤسسات بعقلية فاعلة وضمير حي لكي يصل الى الاهداف المنشودة وانقاذ البلد من محنته ، وان لايكون اسير الافكار والنفوس المريضة والعقول المكبّلة بسلاسل التخلف والجهل والفتن والتعصّب … الرجل القائد الرشيد يمثل صوت الضمير الوطني الناطق ولسان حال كل الوطنيين الشرفاء ونبض الجياع والمظلومين والايتام … الرجل الرشيد لسان حال كل الشهداء الذين عفّروا بدمائهم الزكية الطاهرة تراب الوطن … الرجل الرشيد شمس ساطعة لكشف الفاسدين وسارقي لقمة الجياع .. الرجل الرشيد جبل شامخ يدعو الى الحب والتسامح ووحدة الصف ورأب الصدع ويعمل على غسل العقول والضمائر من كل الأدران .. القائد الرشيد هو الذي يحمل صفة الانسان والذي يشعر بالأخرين وآدميتهم وهذا مشروط بالوعي والحرية وكرامة الأنسان … القائد الرشيد لديه الوجدان والضمير والمشاعر التي تدفعه كأنسان لنصرة المظلومين والضعفاء ليأخذ بأيديهم الى بر الأمان .. اننا الان في مرحلة تحتاج الى رجال يسمعون صوت الحكمة والعقل والعدل والضمير وعدم التخبط والارتجال والابتعاد عن المحاور الاقليمية والدولية ، فهناك مراجل من النار تغلي في البلد ووطننا يُذبح من هذا الطرف والطرف الآخر … نريد وطنا آمنا مستقرا بعد ان تكالبت علينا المحن من كل حدب وصوب وتكالبت علينا الذئاب .. نريد وطنا نرتمي بين احضانه الدافئة .. نريد وطنا خاليا من الصراعات الداخلية والأقليمية .. نريد وطنا خاليا من العاطلين وخاليا من المتسولين الذين يبحثون في المزابل عن لقمة عيش في بلد يطفو على بحيرات من النفط …. نريد رجلا رشيدا ينقذنا من شرور أنفسنا … أليس منّا رجل رشيد ؟؟؟