19 ديسمبر، 2024 3:15 ص

اذا كان الحلم في حد ذاته امرا مشروعا فان الآكثر الحاحا في ظل التحديات التي تواجه واقعنا العربي , هو العمل على تحويل الحلم الى مشروع حقيقي على الآرض.

مقدمة للقاريء
مهانون مذلون
دستوفسكي
ترجمة سامي الدروبي.

كان يا ماكان وليس في قديم الزمان, الحلم محض جريمة يحاسب عليها الرقيب لو كان في مقدوره الآمساك وبنظرة العين المجردة فليس للرقيب أدلة ملموسة وكافية لآعتقال الحلم او بألأحرى اعتقال رأس وجسد حامله ,,فالشروع في الحلم بحد ذاته أثم ,,ولكن هل ماتت فكرة ألحلم؟….

ألحلم هو الشيء الوحيد المباح المجاني والحر في وقته ومكانه , بمجيئه وذهابه ,,,, للأسف الرقيب في خيبة من خيبات الزمان لم يستطع أو لم تمكنه  وسائل تفكيره التقنية وغير التقنية للتوصل الى وسيلة ما , طريقة ما , أو فكرة ما ,, تهديه لأغتيال الحلم نهائيا وتوقيفه من ان يكون … والملغى غير كائن, ومن شدة وطئة الواقع علينا نسينا كيف نحلم وبماذا ولماذا؟ ورغم مراقبة الرقيب وحرصه في عدم وقوع الحلم كنا جميعا نمتلك حاما واحدا حتى اولئك الرقباء القالسين ,, حلما مشتركا وهو حلم الحرية,, الحرية في ترك الهوية او حملها ,,, في رؤية شوارعنا ليلا و كيف ستبدوا مع المصابيح ,,, حلما في التسوق و بدون ألأنتظار لحصة طالما أذلتنا ,,, حلم ألسفر ,, ألدراسة وأن كنا لا نملك ألمال,, كنا نحلم بدعم ألوطن لتا ,, وكنا نحلم بتحرير ألوطن من دائرة الحروب المستمرة ,,,  فأين ياترى و قد ذهب الحلم ؟…

كان حلما خائفا متلفتا الى اليمين و الشمال و الى الوراء والأمام,, حاولنا  تحويله الى واقع فانفجر الدم في العروق ساقيا ايام سنة 1991 ,, قدم  الوطن قرابينا لم ت>ق طعم الحرية ألا ساعة تحرر الروح من ضيق الجسد ……..

حل في الحكايا ( اليوم الكائن في زمن كائن . ) محل ( كان يا ما كان . ) لأكثر من أربعين عاما هي مسافة كبيرة وطويلة جدا كفبلة لغسل عقولنا وتحنيطها وتحتاج الى الصبر الطويل والعمل الدؤوب الجاد نحو ألأستقرار النفسي أولا وهذا لا يحدث ألا بالعلم والعمل ,, وهذا بدوره لا يكون وافعا ملموسا ألا بالثقافة و ألوعي و هذا لا ينم ألا بأسناد الدستور ومن المستحيل اطاعة دستور لا يحمل في بنوده ضمانا لكل مواطن من الذي هو لا يزال في أحشاء امه ألى الطاعن في السن .

الدائرة المفرغة و المخيفة والتي نحن ندور داخلها ولا نعرف كيفية الخروج منها ومتى ,,,, من ألأشكاليات السياسية في ما بين القادة السياسيين الى انعدام الخدمات الى الموت المفاجيء على الطرقات الى تورط علمائنا المتدينين في السياسة ,,, الى ضياع الفرصة في الحياة في ظل ألسلام والرفاهية ,, التي راح  الكثير من العراقيين ضحية في سبيلها ,,, لكسر ه>ه الدائرة المخيفة ولتلافي غسيل المخ الذي لا يتم الا بالتعليم والوعي كخطوة اولى في مسيرة تعليمية لا بد منها .

من علامات التقدم لأية امة وفي اي بلد هو التعليم والوعي الثقافي,, من الؤكد ما زالت المدارس موجودة ومفتوحة للجميع ,,,,, بالتاكيد الجامعات قائمة ولا غبار على شيء ,, ولكن ماهي بالضبط نسبة ألأطفال التاركين مقاعد التعليم  وما هي بالضبط نسبة الأمية ؟  انهم غادروا المدارس راكضيين وراء العربات ومختلف سبل العمل لتأمين استمراريتهم و عوائلهم في العيش وفقط . أنهم اطفالا رجالا في نفس الوقت مطالبون كما الرجال ومنهم من باع جسده الطاهر . فأين التعليم ؟؟؟؟ .

و اذا كان المعلم / المدرس غير قادر على ايصال المادة للتلاميذ اتسائل من اين له الأمكانية التدريسية في اعطائه دروسا خاصة وملازم للتلاميذ حتى يجتازوا مرحاتهم الدراسية ؟؟؟  العلم والمادة لا يلتقيان الا في حالة واحدة وهي دعم المادة  للعلم وتقدمه وبلا شك تسهيل حياة المعلم / المدرس خطوة لا بد منها . 

هي دعوة للتعليم وعودة ألأطفال الى مدارسهم وضمان حياتهم المعيشية حتى يتفرغوا لتعليمهم و طفولتهم ,, فهل من مساند ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

انه التحدي في تحويل الحلم الى واقع وفي الوقت نفسه هو ليس بحلم ,, التعليم ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن للبلد ان يتفدم بدون علم .. والمستقبل هو تحقيق هدف ألأمس بعمل اليوم ,, ومستقبلنا هو المراهنة على الجيل الجديد وذلك بحضنه وتقديم وسائل التعليم وبمختلف الطرق النظرية منها والعملية والتطبيقية وايضا ادخال الكمبيوتر الى المدارس الأبتدائية ,, وكما هو المتعارف عليه في بقية الدول ألأهتمام بالطفل ومن السنة الثالثة من عمره ,, فأذا كنا لا نأبه حتى بالطفل فلنسأل أنفسنا سؤالا واحدا فقط ,, ألى أين نتجه؟؟ .

ألى أين نتجه ومسيرة التعليم ألالزامي المجاني وقد بدأ سنة 1920 فكيف لنا الوصول الى نسبة كبيرة من ألأمية  وفي حين مسيرة محو ألأمية وقد بدأت من الثمانينات فكيف لنا وبعد مرور تسعة سنوات على نقطة انطلاقنا الموعودة في الوصول الى هذا الكم الهائل من ألأمية؟ .  التماشي وفي وقت واحد في العمل على عودة ألأطفال الى مدارسهم وتعليم الكبار والذين فاتتهم فرصة التعليم افول وفي وقت واحد هو ضمان للوقت والوصول الى نتيجة حتمية لجمع حاصل التعب  والعمل المتواصل والجهد المستمر من الكوادر التعليمية والتدريسية والذين هم بدورهم يحتاجون الى الدعم المادي والمعنوي والى دورات لأعادة تنشيط خبراتهم الذهنية وقدراتهم التدريسية فمن غير المعقول اشراك المعلم درسه بشانه الخاص , فعلى سبيل المثال هنالك معلمة فاضلة لدرس ألأسلامية من خلال شرحها للمادة وبقصد توصيل مادتها الى التطلاب ارتأت الى الحديث عن حياتها الشخصية وكيف هي زوجة مطيعة لزوجها لمدة سنتين ونصف وانا افكر بشخصية تلك المعلمة ليس هنالك اعتراض على شيء الا انها بتلك الطريقة ستساهم بتقديم جيلا ممسوخا ومنسوخا لشخصيتها .  اجمل ما في الطفولة هو يساطة التفكير وسرعة ألأنقاط والعراق بحاجة لهم كجيل معافى ومستقبل معافى وهؤلاء ألأطفال هم الحلم الواقع .

كما ان العراق لا يحتاج الى كلمات طنانة لوعود لا يعرف كهنها الا ألله بل الى عمل , كما اته لا يحتاج الى نجمعات كبيرة والسماح لبعض ألأشخاص لتلاوة ما كتبوا على اوراقهم من كلمات وشعارات بقدر مالعراق بحاجة الى نزولنا من منصاتنا وعروشنا وطنين كلماتنا  والذهاب  اليه الى كل منطقة والى كل بيت وذلك عن طريق تكوين حلقات صغيرة تثقيفية ليدرك المواطن العراقي حقوقه و واجباته ليعرف ماذا يريد وكيف له تحقيق ما يريد .

واحد من كثير هو موضوع ألأنتخابات ,, لماذا ينتخب المواطن ناخبه هل لأنه ملتحي ويصلي وتحيته فيها سلام؟ هو شيء جميل ولكن ماهو الشخص وماذا قدم وما هي اعماله وهل دافع يوما وطالب بحقوق ابتاء منطقته؟؟؟؟ . من هنا ييدا المسير في التثقيف والتوعية.  ومن اجل هذا المبدا استشهد ألألاف من الشياب في 1991 وما بعدها جرف الموت عوائل وحصد ولازال الموت يحصد.

اذا للأن لم نحقق اي شيء بألأحرى لنا السؤال نفسه ,,, ألى أين نحن متجهون ؟؟؟ .

( بعض ألأقتباس من مقالة للشاعر الكبير عدنان الصائغ قي المقطع الخامس , السطر الثالث).

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات