إن الظروف الصعبة التي عاشها المجتمع العراقي كشفت عن هلامية وضعف في أداء وأهداف ستراتيجية للكثير من المؤسسات الخدمية ، مما انعكس سلباً على سياساتها وخططها وبرامجها إضافة الى مبادراتها وأنماط تفاعلها مع الجمهور 0
شهد العراق موجة احتجاجات واسعة في مناطق متفرقة بسبب النقص الحاد في قطاع الكهرباء واستمرار ساعات القطع مما جعل وزارة الكهرباء تفكر بجدية وروح وطنية بوضع جدول واضح لواقع الخدمة الكهربائية وإيجاد حلول للحد من الأزمة بعد أن تم التنسيق مع الوزارات ذات العلاقة في إتمام المشاريع وتذليل قصور أداء العاملين ومحاسبتهم 0
خلال الشهر الحالي واخص بالذكر يومي ( الجمعة والسبت ) حيث ان الجمعة لها قدسيتها الدينية والاجتماعية ، أما السبت فله قدسيته العملية بالنسبة لمسؤولة الأسرة إن كانت موظفة او ربة بيت حيث يتم الاستعداد لترتيب الأمور المنزلية ومتابعة الاحتياجات من تنظيف وغسل الملابس ومتابعة أمور دراسة الأولاد .. حدث في هذا اليوم قطع في التيار الكهربائي عن القطاع الذي اسكن فيه ، ذهبنا إلى دائرة الصيانة وتم إبلاغهم عن الخلل الذي حصل للمحولة الخاصة بذلك القطاع … فواعدونا خيرا بعد وصول فريق العمل المكلف بالواجب، وفي صباح الأحد ذهبنا مرة أخرى لدائرة الصيانة وابلغونا ان فريق العمل المكلف بصيانة المحولة في منطقة أخرى ، وطلبوا منا الاتصال هاتفيا بالمهندس المسؤول .. وظهرا بعد عودتنا من العمل كنا على أمل أن يكون التيار الكهربائي قد عاد للمنطقة ولكن .. ؟ اتصلنا بالمهندس المسؤول ، فرد علينا مشكورا بان نرسل رسالة فيها العنوان ( المحلة والزقاق والدار ) وبالفعل تم ذلك ، وبعد نصف ساعة وقفت أمام منزلنا رافعة كهرباء كبيرة وفيها ثلاثة موظفين ترجل احدهم وسألني ان كان القطع فقط في منزلي ، قلت لا ان التيار مقطوع عن هذا الجزء من المحلة ، أرشدناهم الى مكان المحولة الذي حصل فيها الخلل وما هي الا ساعة وابلغونا بأنهم أصلحوا العطل ، شكرناهم وكنا نترقب عودة التيار ، وبعد نصف ساعة كانت الكهرباء قد أنارت المنطقة ، واتصل بنا المهندس المسؤول ليطمئن وقال لنا أي خلل يحصل اتصلوا على هذا الرقم وان فريق العمل موجود حتى ساعات متأخرة من الليل ، سألته عن اسمه رفض وقال هذا واجبنا ، قدمت الشكر والامتنان باسم أهالي منطقتي للجهد المتميز من قبل دائرة من دوائر كهرباء بلادي وهي (دائرة صيانة كهرباء العامل)التي كانت معيارا للمسؤولية الوطنية 0
وتقع على عاتقنا نحن الإعلاميين والصحفيين والكتاب المسؤولية الوطنية في إظهار الوجه المشرق للعراق الجديد ، من خلال تجسيد حركة الإعمار والبناء التي تعم أرجاء البلد بلوحات ملونة وبرامج ملتزمة بالاتجاهات السليمة والابتعاد عن كل ما يشوه حقيقة الجهود الاستثنائية التي تقوم بها النخب الخيرة والمبدعة بأعلى درجات المسؤولية ملتزمة بأخلاقيات العمل هدفها تحقيق ما يتطلع اليه المواطن والإسراع في انجاز المشاريع للنهوض بالواقع الخدمي وإحباط السجالات القائمة بين أفراد المجتمع حول التقصير الحاصل في إتمام المشاريع الخدمية 0
الحمد لله مازال العراق بخير ما دام هناك أمانة مهنية وعقول تعمل بإخلاص وتفان وكانوا هؤلاء العاملون انموذجا من النوع الممتاز الذي يستحق الثناء والشكر .
