11 أبريل، 2024 4:54 ص
Search
Close this search box.

ألواح طينية

Facebook
Twitter
LinkedIn

فضفضة دماغ رجل أصلع..!ونحن نقترب منه؛ اود أن أذكركم بالصيف، أيام كانت درجة الحرار تتراوح بين الخمسين والستين، عسى أن تدفئكم الذكرى! الشمس لا تثق بنا جيدا، لذلك هي تسطع قدر ما شعت، في التوغل إلى النوافذ؛ (شعت بديل شائت وتؤدي نفس النتيجة) فالشمس كائن فضولي، يمارس الفضول حتى عبر الثقوب!مرة؛ كنت أسير ظهرا، تحت الشمس وسط بغداد، الشمس تحاول التملص من جسد العتمة, ترميني بعينيها الصفراوين،  كرجل شرطة المرور، حينما يحاول القبض على سائقي السيارات، في حالة تلبس بمخالفة مرورية، بدلا من أن ينظم السير!ساعتها بدأ سؤال بالإلحاح في خاطري، وأنا أسير بصلعة تعلو رأس حاسر إلا منها، وسط الهجير البغدادي! لماذا خُلقت هذه الشمس، بهذا الضوء الكثيف؟! أستغفره تعالى، هلى هذا سؤال إلحادي؟! ألا يمكن أن تطلق ضوئها بلا حرارة، عند ذاك سنحب السير تحتها كثيرا..؟ثم توالت الأسئلة؛ لماذا بغداد هنا وليس في جبال الألب مثلا؟! ويأتيني الجواب من داخلي بسؤال: لماذا أنت حاسر الرأس؟! لماذ لا ترتدي قبعة مثلا؟!. وأجيب داخلي ناهرا مستنكرا: “خسأت” أأنا ألبس قبعة!؟ هل تريدني أن أتشبه بالكفار الغربيين؟! هل تريد أن يقال عني أني “عميل”، لمن إعتاد لبس القبعات؟! ثم هل تريد أن تضعني في موقف محرج، وتجعلني أضحوكة للآخرين؟ ايها الملعون الساكن في داخلي!أنا ألبس قبعة!؟ لا..لا..لا…لا! ثم ماذا بعد القبعة؟..ستقول لي لماذا لم تقتن كلبا، تربطه الى يدك بحزام جلدي، وتسير معه متبخترا في الشوارع؟!..أليس هذا هو الذي تريده مني بعد القبعة؟!ثم ستقترح علي، أن أدخن السيكار “الجرود” مو”..!؟ أعرفك أنك ياصوتي الذي في داخلي، تحاول دوما الإيقاع بي، كي تجعلني مسخرة بل مهزلة.أغرب عن وجهي أيها ” الشروكَي”؛  قبعة..قبعة يا خائب؟ و (چا) ماذا عن اليشماغ؟!.. صمت صوتي الداخلي قليلا ،ثم بعد نفس عميق قال لي؛ وقد بدى حكيما بعض الشيء: لسنا في حاجة لأن نحترق أكثر مما أحترقنا، آلا يكفينا هذا الشواء!؟ فنحن لسنا بالحجم الذي نستطيع، أن ندخر به هذا الاحتمال الأسطوري، لهجيرة بغداد وحرها المتفرد بين العواصم!..سكت صوتي الملعون قليلا، ثم قال: أننا لم نعد قادرين؛ على مزيد من البكاء على حالنا، أو على أحبتنا الذين فقدناهم في زحمة أيام ما بعد 2003، هل تعلم أننا فقدنا قدرتنا على الصراخ، ولم يعد في حناجرنا مساحة صوت؟ حتى “قدوري” صاحب الصرخة المميزة، في ملعب الشعب الدولي لكرة القدم، بح صوته وشاخ، مثلما شاخ الملعب، ولم يعد نافعا فيه الترميم،  برغم الكلف العالية، التي كان بإمكانها أن نبني بها عشر ملاعب!أقول لك حتى باعة المناديل الورقية وغيرها من بضائع بسيطة، من الشباب العاطل عن العمل، إكتشفوا أن لا صوت في حناجرهم، ولذلك حملوا مكبرات صوت ينادون بها على بضائعم البسيطة!كلام قبل السلام: وحدهم الساسة؛ لم يكفوا لغاية الآن عن الصراخ، في ميادين المناكفة، فهم مستعدين أن يختلفون على كل شيء، وبإمكانهم تحويل الإتفاق الى خلاف، ثم سرعان ما يطورنه الى إختلاف، وكلما مر يوم، تتسع الشقة، وتزداد الهوة عمقا، ويذهبون متأبطين أيدي بعضهم بعض، ليقود بعضهم بعض الى الهاوية، لأن أمهم هاوية!سلام…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب