23 ديسمبر، 2024 6:54 م

ألنترا.. وما أدراك..هل ترى!!

ألنترا.. وما أدراك..هل ترى!!

مناطق بغداد مسيجة بكتل كونكريتية, ولها منافذ دخول وخروج , وسيطرات من الجيش وأجهزة سونار تكشف الزاهي وحشوات الاسنان ألا السلاح .. الضحية يخرج من باب منزله, أو يسير بسيارته, أو حتى يخرج من دائرته..الجلادون بألانتظار مع كامل عدتهم..ثلاث سيارات من نوع ألنترا, بيضاء,أرقامها واحدة..في الاولى, ثلاثة جلادين, يرتدون ملابس مدنية, أحدهم غطى الشيب رأسه, والاثنان الاخران,في الاربعين.. يسيران جنب الى جنب مع سيارة الضحية..الضحية لا يبالي, أو لا يعتقد أن ساعته قد دنت..الثلاثة, يرشقون الضحية بوابل من الرصاص, سيارة الضحية تتجه مختفية بين سيارات المواطنين المرتبكين مما حدث..الجلاد الذي يجلس في الاولى , يطلق صلية من رشاشته بأتجاه رأس الضحية, وتصطدم سيارته بكتلة كونكريتية لسيطرة من الجيش.. الضحية يلبس ثياب الدم بالكامل..حراس السيطرة يختبئون في مواضعهم..ويطلقون غازات من بطونهم , ليس ألا ,سيارات المواطنين تهرع بأتجاه فروع الشارع الرئيس, مخلفة فوضى وصياح وعويل..سيارة الجلادين تتجه نحو الشارع الرئيس بعد أن تأكدت من أن الضحية قد فارق دنيته..تتجه الى نفق, ويتركون السيارة الاولى ,ويستقلون أخرى,مشابهة في اللون والنوع والارقام, وتضيع مسرعة في شوارع بغداد المليئة بالسيطرات وجيش صاحب العصر..الضحية المضمخ بالدم,نقيب شرطة, بيده ملف لاحد المجاهدين من الجماعات المسلحة..المواطنون يصرخون على حرس السيطرة( هذا منكم ,أطلبوا الاسعاف) , ويرد أحدهم ( ليس لنا علاقة بالامر)..وكأن الضحية من الصومال !!

وبعد مضي أسبوع من تلك الحادثة , ونفس أنواع السيارات, وألوانها, وأرقامها,ونفس الجلادين , ولكن الضحية هذه المرة, ومن خلال المشاهدة..ضابط عسكري كبير, يجلس في الخلف, شاب يجلس في المقعد الامامي, يبدو أنه من الحماية.. السيارة تسير بأتجاه مستشفى اليرموك من ساحة النسور..سيارة ألنترا البيضاء, تتقدم سيارة الضابط الكبير, سيارة ألنترا الثانية , تلاصق سيارة الهدف, والثالثة , خلفه بالضبط..السيارة الثانية تطلق صليات بأتجاه رجل الحماية في المقعد الامامي, يسحب الضابط رشاشته ويطلق صلية, ألا أن سيارة ألنترا في الخلف ,تطلق رشقات رصاص على الضابط, وينتهي الهدف والشاب في المقعد الامامي..سيارات ألنترا الثلاث ,تعبر الجسر بأتجاه البياع, وتتفرق بأتجاهات مختلفة ..كل الاتجاهات تضم سيطرات عسكرية..

نهاية شهر كانون الثاني, وبطريق الصدفة,رأيت السيارات الثلاث, وتابعتها عن بعد, وكاد فضولي يوصلني الى نهايتي, لولا مشيئة الله تعالى..وتوقعت أنهم في مهمة أخرى, وصدق التوقع..هذه المرة, رجل في الستين, يجلس في المقعد الخلفي, في سيارة من نوع كيا نفخ, رصاصية اللون..يبدو أنه مدير عام ..الوضع بدى لاول وهلة طبيعي..السيارات الثلاث للجلادين, تقطع الطريق عن صاحب سيارة الكيا, أربعة من الجلادين يترجلون سياراتهم ويطلقون الرصاص بأتجاه رأس الهدف..الدم ينتشر على زجاج السيارة وبجميع الاتجاهات..أحد الجلادين ,يكمل على الضحية بخمس طلقات من مسدسه على رأس الضحية مرة أخرى..ركنت سيارتي على شارع ترابي, وأنتظرت.. سيارات ألنترا البيضاء, تسير مسرعة بأتجاه تقاطع بغداد الجديدة, وتعبر السيطرة الاولى, والثانية, والثالثة, بأتجاه الخط السريع لمحمد القاسم..أتبعتهم مسرعا, ولحقت بهم عند التحويلة الثانية بأتجاه ملعب الشعب..ثم أجتزنا الساحة, ودخلت في أول سيطرة تابعة لوزارة الداخلية..حيث أنتهت متابعتي..

الضحايا الثلاث هم من طائفة الشيعة.. والجلادون هم أيضا من الشيعة..ويبدو أن من له مصلحة بقتل هؤلاء الضحايا هم أيضا من الشيعة..ولاني وبفضولي, عرفت أن هؤلاء مرتبطون بمكتب السيد وزير الداخلية..نعم بمكتب السيد عدنان الاسدي أدام الله وملائكته بقاءه في ولاية ثالثة ورابعة, وحتى أكمال قوائم الضحايا..وأحدهم قال لي: من الاجدر بك أن تضع رأسك من رأس السيد وزير الداخلية..فقد يأمر سيارات ألنترا , ونفس الرجال, ونفس الاسلحة, بتقطيعك شذرا مذرا..والعاقبة للمتقين!!
وما خفي كان أعظم