7 أبريل، 2024 5:59 م
Search
Close this search box.

ألم يحن الوقت لانتقاد تقاعس العبادي يابرنامج الساعة التاسعة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لاداعي لان أبدأ مقالي هذا بكيل المديح لقناة البغدادية ولا للأخ مقدم برنامج الساعة التاسعة أنور الحمداني لان القناة وكما تعلن دائما تقوم بواجبها في خدمة الشعب العراقي وهذا شرف لاي مؤسسة ما بعده شرف.

انا متفهم لموقف البغدادية والأخ الحمداني شخصيا لعدم قدرة القناة على معاداة جميع المجرمين والفاسدين مرة واحدة لذا فهي مضطرة لمداهنة بعض الحيتان الصغار من السياسيين أو رجال الدين او شيوخ العشائر كي تحشد الراي العام العراقي للمعركة ضد الحيتان الكبار.

ابتهجت الاغلبية الساحقة من العراقيين عندما أزيح عزرائيل العراق, رئيس الحكومتين السابقتين نوري المالكي من رئاسة الوزراء (لازال يحكم من موقع آخر) وزاد ابتهاجهم البدايات المشجعة التي بدأها رئيس مجلس الوزراء الجديد حيدر العبادي.

أكد العبادي ان اسبقياته هي اعادة الأمن الى العراق والمهجرين الى بيوتهم ولعمري فان نتائج سياسات الرجل في هذين المجالاين أثمرت بشكل ملحوظ في أول مئة يوم من توليه رئاسة الحكومة.

لكن المعركة الاصعب التي تواجه العبادي هي معركته مع الفساد التي بدأت تلوح في الافق تباشير خسارته لها. معركة الفساد لاتقل اهمية عن المعركة مع داعش لترابطهما الوثيق, وان فشل العبادي فيها فسوف لن يشفع له حتى انتصاره على داعش واعادة الى ربوع العراق و المهجرين الى بيوتهم.

بعد اكتشاف 50000 فضائي في وزارة الدفاع برد شر العبادي على الفساد والفاسدين, بل لعل المتتبع لخطبه الاخيرة يلمس تراخيا وكأنه يحاول مجرد ايقاف الفساد في مؤسسات الدولة دون قطع الوعود على محاسبة الفاسدين.

قال انه سيستهدف الحيتان الكبيرة وهو العارف بانه محاط بأكبر الحيتان فرئيس حزبة والنائب الاول لرئيس الجمهورية هو أكبر الحيتان تأتي بعده حيتان اصغر كنائبيه السيد بهاء الاعرجي وصالح المطلك.

المالكي دعم رئيسي الجمهورية والبرلمان الحاليين ضد معارضيه برهم صالح واسامة النجيفي على أمل دعم جهوده بالحصول على الولاية الثالثة لكنهما ,مشكورين, انقلبا عليه. أليس فسادا

ان لايكشف الرئيسان كيف اوصلهما المالكي الى منصبيهما وما هي المبالغ التي انفقت في سبيل ذلك؟

عين المالكي عملاءه لترأس الهيئات المستقلة ووظف المثات من انصارة في اللخظات الاخيرة من ايام حكمه ولم يغيرهم العبادي بعد,كيف لنا اذن ان نحارب الفساد بمؤسسات يرأسها فاسدون عينهم حوت الفاسد الأكبر؟

ماذا حول ال 5000 الذين عينهم المالكي في الاعلام الاجتماعي(فيسبوك,تويتر,انستكرام…الخ) للترويج له في حملته الانتخابية ومهاجمة خصومه؟ هل لازالوا يتقاضون رواتبا للدفاع عن الحوت الأكبر ومهاجمة خصومه؟

لايزال هناك تنسيقا بين المالكي ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس مجلس القضاء الاعلى على تسريع, تجميد, او الغاء بعض قضايا الفساد الكبيرة فهل لازال المالكي يبتزهم بملفات فساد يحفظها لهم في ادراج مكتبه أم ماذا؟

لماذا يتملص وزراء محاصصة حكومة العبادي من ترأس اللجان التحقيقية الخاصة بقضايا فساد في وزاراتهم وتحويلها الى البرلمان؟ برلمانات العالم مسؤولة عن استجواب الحكومات ووزراءها وليست مسؤولة عن التحقيقات الاولية في كل قضية فساد في اي وزارة أو مؤسسة حكومية. ماهو اذن واجب الوزير ومفتش الوزارة والادعاء العام؟

هل سيجرؤ العبادي على مواجهة اكبر حوت فساد في العراق وهو رئيس الحزب الذي ينتمي اليه؟ أليس انتماء الشخص الى حزب يرأسه فاسد فساد بعينه؟

ثلاثة قضايا وضعت مصداقية السيد العبادي على المحك وهن قضية طائرة الاسلحة المهربة الى داعش وقضية سقوط الموصل وقضية الاكثر من مليار ونصف دولار المهربة والتي عثر عليها في قبو احد البيوت اللبنانية, اما الاولي فان التحقيق فيها انتهى الى ماانتهت اليه نتائج لجان التحقيق التي كانت تشكل في زمن حوت الفساد الأكبر, واما لجنة تحقيق سقوط الموصل فتم توسيعها لكي تشمل كل الاحزاب والكتل كي يضيع دم أهل الموصل بين “القبائل” أما أموال الخزينة المهربة الى لبنان من قبل رئيس الحكومة السابق فلم نسمع حتى تعليقا بخصوصها من قبل السيد حيدر العبادي.

اليس الاولى بالعبادي العمل على استعادة المليارات المسروقة لسد عجز ميزانية 2015 بدلا من مضاعفة الضرائب على المواطن العراقي للتعويض عن الاموال التي سرقها ابن رئيس حزب الدعوة التي ينتمي اليه حيدر العبادي؟

كسب ود الشعب ياسيادة رئيس الوزراء لايأتي من خلال مشاركتهم الاحتفال بمناسباتهم والتقاط الصور معهم والتحدث معهم في الشارع فحسب, رغم تقديرنا لمايقوم به جنابكم في هذا الجانب. أتمنى ان لايكون ماتقوم به من تقرب وتودد للمواطن العراقي ناتجاعن الشعور بالتقصير في مواجهة حيتان الفساد.

وأخيرا لم يرد السيد العبادي لحد هذه اللحظة عن التهم الموجهة من أهالي الكرادة لاحد افراد حمايته المدعو ستار بقتل قائد التظاهرات السلمية عام 2011 التي كانت تطالب بتغيير المالكي الاعلامي الشهيد هادي المهدي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب