17 نوفمبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

ألم نحذركم من دولة القانون !!

ألم نحذركم من دولة القانون !!

ترددت كثيراً وآنا اكتب مقالاً فيه الآلام والحزن على بلد وشعب حملته الآلام ولم يحملها من شدة الآلم ، بل ان الالم صَغُر امام تحمله وصبره .
كان الشعب العراقي رهين وحبيس سجان واحد ، وكان هناك السجان كاسر الشعب العراقي ، ومحطم كبريائه وكرامته ، وكان الجميع في خطر من هذا السجان ،والجميع في دائرة الاتهام بتهمة (حزب الدعوة العميل ) ، وكانت الناس لاتعرف شيئاً ، وهم يسيرون وهم اموات لايعرفون ماهي النهاية ومتى ؟
الشعب العراقي كان ينظر الى الخارج على أنه المنقذ ، وفعلاً كنا ننظر الى ان خلاصنا بجهاد المجاهدين ، ودماء الشهداء ، وكنا نعتقد أنهم ملائكة تسير على الارض ، ودعني اخُرج شهيد المحراب من هذه المعادلة لانه هو الآخر كان في محنة صعبة مرتين ، مرة من عدوه وعدو الشعب العراقي ( البعث الكافر ) ومرة من اخوانه ، والذين لايألون جهداً في وضع العراقيل في عجلة مسيرته وجهاده ، والحوادث كثيرة في هذا المنظور .
بالرغم من الخلاف لايفسد للود قصية ، ويعتبر شيء صحي ان الاخوة يتنافسوا في جهادهم وصبرهم ، وهذا الشيء يفرح ولا يحزن .
بعد سقوط الصنم ، ارتفعت الاصوات والأهازيج ، وهي مستبشرة بهلاك طاغية العصر وقارونه ، وتنفس الشعب العراقي الصعداء ، وفعلاً أخذ الناس يبارك الواحد للآخر بهذه المناسبة ، وقلنا الحمد لله ، سيكون العراق حراً وشعبه .
ورأينا رجالات العراق ، وكنا ننظر لهم بعين التقدير والحب والاحترام ، لكل ما قدموه لبلدهم من تضحيات وغربة ، والتي كانت ثمناً لحريتهم وحرية شعبهم ووطنهم ليعودوا وهم محمّلين بالأمل لغد واعد بعراق جديد ديمقراطي قائم على احترام الانسان ، وضمان حقوقه المشروعه .
وسرنا معهم نحو كتابة الدستور وتشكيل مجلس الحكم ، وتشكيل الحكومات المتعاقبة ، وبدأنا ننظر الى الاهداف والغايات تختلف عما كانوا ينشدونه ويرفعون الشعارات له ، وتفاجئنا بالشعار الكبير ( بعد ما ننطيها )  وكنا نعتقد انه صاحب الشعار ربما كان هدفه  ان الشعب العراقي هو من يحكم وليس الديكتاتوريه والحكم الاستبدادي ، ولكن وإذا بها تنكشف الغايات في الانتخابات البرلمانية السابقة ، لتبرز لنا ظاهرة جديدة بعد 2003 هي ديكتاتورية صغيرة بحجم صاحبها ، وبدأت الاهداف تظهر ، واذا ننظر الى الخارطة ( التحالف الوطني ) الجميع مهمش ولا دور له في طريقة ادارة الدولة ، وما هو إلا غطاء يُرجع له متى ما شاء ومتى ما رغب .
انتخابات مجلس المحافظات نيسان 2013 كشفت شيئاً جديداً يم يكن الشعب المسكين يتصوره ، هي عدم المصداقية بين جميع الاطراف ، وخصوصاً عندما نقف على (ميثاق الشرف ) بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى ،  لنتأمله نجده ان ميثاقاً كبّل المجلس الاعلى أكثر ما الزم الدعوة ، لان المجلس بطبيعته الايدلوجيه وقربه من مرجعية دينية ، يحمل بعض المبادئ والقيم والعلمائية والتي لايمكنه الانسلاخ منها ، ولان الارث حاضراً لديه في الكثير من ثقافاته ، وعندما نقرأ خطابات السيد الحكيم نجد انه ثابت الخطى في طرح رؤيته المتسقة مع هذا النهج التاريخي كونه قد عبر عن تاريخ ديني وعقائدي ، كان يوماً من الايام هو الزعيم الاوحد للطائفة ، ورفع راية التحرر من العبودية والأفكار المنحرفة .
كل هذه جعلتنا مطمئنين وواثقين الخطى في ان السيد الحكيم يسير في الطريق الصحيح ، المحبون والأنصار سجلوا عتبهم كثيراً على تحالفه مع دولة القانون ، وهناك من استنكر في المحافظات ، وهناك من امتنع حتى من التصويت لان هناك ربما يكون تحالفاً بينهما ، وفعلاً فرح المحبون بعدم التحالف ، وهذا ليس تفرقة او تشتتاً ،بل هو في النظام الديمقراطي ، حالة جيدة وصحية في تنوع  المناهج والأفكار .
الخطوة التي قام بها رفيق الدرب ، في فك العقد او عدم الالتزام بالميثاق ، هي حالة ليست مستغربة في ضوء التجارب السابقة ، ولكن مع هذه الظاهرة الغريبة في طريقة التعاطي بعدم المصداقية مع الاخرين ، تجعلنا نقف حائرين من هذه المواقف ، وكلنا نتساءل ، هل هذه المواقف تتسق مع تاريخ حزب الدعوة الجهادي ؟!!
اليوم دولة القانون نقضت عهدها مرة ثانيه ، وضربت ميثاق الشرف عرض الحائط ، وهذه رسالة واضحة للجميع انهم سائرون بفكر تهميشي لايقف عند حد ، او لديه اي خطوط حمراء يقف عندها .
في الختام نبقى نطرح التساؤل والنابع من المصلحة العليا للوطن والمواطن والحفاظ على مصالح شعباً انهكته الحروب والإرهاب على حد سواء ، نطرح تساؤلنا … هل يكفي تحالفاً مع دولة القانون ؟!!

أحدث المقالات