23 ديسمبر، 2024 1:36 م

ألمَهدي ألمُنتظر و ألمُدَّعين

ألمَهدي ألمُنتظر و ألمُدَّعين

لقد لَفَتَ انتباهي ظهور بعض ألشباب على شاشات ألتلفاز يعرضون أنفسهم للبيع ليعجلوا بظهور ألمهدي, قبلَهم من أدعى بأنه خليفة ألإمام ألمهدي و منهم من قال بأنه هو ألإمام ألمهدي و هكذا منذ ظهور روايات ولادة ألإمام ألمهدي في كتب ألحديث و إلى أليوم نعاني من مشكلة إدعاء بعض ألناس بأنهم ألمهدي أو خلفائه أو وكلائه و منهم من يذهب ألى أقل من ذلك بأدعائه رؤيته وألتكلم معه. و حتى نصل ألى قناعة بوجود ألإمام ألمهدي أو عدم و جوده في عقيدتنا ألصحيحه دعونا نستعرض عقيدتنا بألله و النبوة و ألإمامة.

لقد جاء إلينا نبي بشخصه ألمادي ألمعروف لدى ألناس بنسبه و تاريخه و بأخلاقه و بمعجزة مادية هي ألقرآن و بعاجز أخرى ليثبت لنا صدقه و يخبرنا بألإله ألواحد ألصمد ألذي لم يلد و لم يولد فكان إيماننا بألتوحيد و ألنبوة.

ثم جاء ألنبي ألذي آمنا به وصدقناه بألمسلمين و في يوم حار بعد حج ألوداع ليخبرنا بأن علي بن أبي طالب هو ألإمام و ألخليفة بعده, فألنبي بوجوده ألمادي و في يوم معلوم جاء بشخص له وجود مادي ليقول لنا أنه ألوصي بعده.

هكذا علمنا ألله سبحانه و تعالى و نبيه عليه ألسلام على كيفية ألعقائد و ألايمان بها, علَمنا عندما تكون هناك نظرية يكون هناك واقع مادي مصاحب, و هنا لاأفترض ألمصاحبة بألزمن, لأن ألتبشير بألنبي ذكر في كتب ألأمم ألسابقة قبل ألبعثه بزمن طويل.قال ألله سبحانه و تعالى في كتابه ألكريم:

 ألصف آية 6( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )

و قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ألاعراف آية 157

و كذلك بألنسبة للوصية لعلي بن أبي طالب عليه ألسلام فقد ذكرت ألروايات ألمتواترة ذلك قبل ألتاكيد ألمادي على ذلك يوم ألغدير.

أما ألمهدي ألمنتظر, فلنفترض بأن هناك تواتر بألروايات ألتي تبرهن على خروجه آخر ألزمان و لكن ينقصنا وجوده ألمادي لكي يتم لنا ألأعتقاد به كما علمنا ألله سبحانه و رسوله بأعتقادنا بهما,  و أي ادعاء لرجل من ألرجال بأنه ألمهدي ألمنتظر بدون ألدليل ألمادي ألذي يبرهن على وجوده بمعجزة أو بدليل و حسب مقتضيات ألعصر ألذي يظهر به فلا يجب تصديقه  و يعاقب بأشد ألعقوبات حتى لا يترك للمدعين ارباك ألأمة و أللعب بدينها.

أن فكرة انتظار ألمهدي هي بأعتقادي فكرة خاطئة لأنها تدفع ألناس ألى ألتواكل و ألكسل و عدم ألنهوض بمسؤولياتها للقيام بما ينبغي بمقارعة ألظلم و ألعمل و ألبناء, إنتظاراً للمنقذ ألذي يقوم عنها بهذه ألمسؤولية, و عند ظهور ألمنقذ تكون همتها قد خمدت و لا تستطيع ألنهوض مع ألمنقذ ألمنتظر و قد تعاديه و تحاربه كما حدث لمنتظرين ألنبي ألموعود من ألأمم ألسابقة و ألتي جاءت ألى ألجزيرة ألعربية بانتظار ظهور ألنبي محمد عليه ألسلام و بسبب طول انتظارها شوهت نظرية ألانتظار و أضيفت اليها بدع ألرجال و مصالحهم فمسخت فأصبحت مخالفة للأصل, لذلك حاربه ألمنتظرِين و صدَّقه غيرهم, و هذا سنة ما يجري على ألافكار أذا طال عمرها.

ليس ألمهم أن نؤمن بوجود ألمهدي قبل ظهوره, ألمهم إن ظهر فعليه اثبات ذلك بدليل و لا يستدعي غيابه عنا أي أجراء و ممارسه, و بذلك نقضي على ألخرافات و ألادعائات التي تثار بين و ألحين و ألآخر و نحافظ على عقيدة ألناس من ألمُدَّعين.