سعت الحكومات المتعاقبة منذ نيسان (2003) إلى تعويض شريحة مهمّة من شرائح المجتمع العراقي ، إنّهم السجناء السياسيون الذين أعطوا أكثر مما أخذوا ، مع أنّهم لم يأخذوا أي شيء ، سوى الحسرات والآهات على ما مرّ من الأيام وهم يقدّمون أجسادهم ، قرابين للحرية التي نطقوا بحروفها وهم يتحدون فراعين الزمن الماضي من الأجهزة الأمنية أو من يديرون أمر بلدٍ كالعراق .. تتذكّرون الشهيد الراحل بشار رشيد الذي بات رمزاً للرياضيين الأحرار أو من سار منهم بذات الدرب ممن كتبت لهم الشهادة أو أصبحوا من المعتقلين في سجون النظام السابق التي مورس فيها شتى أنواع الترهيب والتعذيب الذي لا يحتمله إنسان ومن كتب له النجاة من دروس (التعذيب) وقاعات السجون فإنه خرج وهو يحمل معه (أثاراً) لجراحٍ لم تندمل أو لم تستطع السنوات أن تعالجها لتستوي وتسترجع ما كانت عليه .. جبار حميد الذي سبق له أن مثّل فريق القوّة الجوية ، لكن قصّته لم تكتمل مع الرياضة ، لأنّه قد زجّ به في غياهب السجن رقم (1) بعد أن مرّ على عدّة فرق للتعذيب ومنها شعبة استخبارات الكاظمية التي كان يعرف بأسها الشديد في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ، عندما أخذت أبرز شباب العراق ممن قالوا للطاغوت ، لا . تلك اللا التي دفعوا ثمن نطقها ، سجناً وتعذيباً والعيش مع الألم لغاية اليوم .. هذا ما يعانيه السجين السياسي غير المعترف به (جبار حميد) ، لأن مؤسسة السجناء السياسيين التي أرادها أن تنصفه ، سلبته حقوقه وجعلته يفكّر جدياً باللجوء إلى القضاء العراقي العادل لكي ينصفه من حالةٍ ظلم يعتقد أنّه تعرّض لها ولن يزيح ثقلها عنه سوى قول القضاء ، حيث سيتم الفصل في قضيته التي رفعها أمام محكمة الكرادة والتي ينتظر منها أن تنتصر للحق أينما كان وفي أي خانةٍ ، لأننا نثق بالذي سيقوله القضاء ، سواء كان ضد جبار حميد الذي يشهد معه كثيرون على كونه كان من السجناء السياسيين الذين أعطوا للوطن ولم يأخذوا سوى (اعوجاج الأيادي) التي سبق لها أن تعرّضت للتكسير بمطارق رجال الأمن (الصداميين) الذين زرعوا الرعب في جسد العراق حتى اعتقد الكثيرون أنهم سيبقون يرتدون أثواب الذل والمهانة التي ذهبت مع النظام السابق ، ليتنفس من ظلم الصعداء علّه ينال حقّه ، لأننا نعلم حكايات مؤلمة عن أشخاص أصبحوا ينالون رواتب ومخصصات وأراضي ومبالغ كبيرة على شكل منح مع أنّهم لم يكونوا يوماً من السجناء ، نجزم أن هناك من يعرف قصّة (خ) ذلك المخمور الذي كان سكراناً في أحد أشهر رمضان ، ليتم إلقاء القبض عليه ويودع في السجن لمدّة شهر ، عاود (خ) تسكّعه واحتساءه للخمر حتى سقوط النظام ، غاب (_) لفترة ثم عاد وهو يحمل معه لقب سجين سياسي ينعم بكل المستحقات التي أقرّت سواء بالقانون أو التعاطف ، فراح (خ) يضرب به المثل بالعدالة التي عليها مؤسسة السجناء السياسيين التي نعذرها أن لأنّها نست أو تناست حق اللاعب والرياضي جبار حميد وتذكّرت ذلك المخمور بسبب كثرة من تعرّضوا للظلم والاضطهاد في تلك الحقبة التي نتمنى أن لا تعود أبداً … أعيدوا لجبار حميد الفرحة ولن تخسروا ، وإلا ستشعرون بالندم لأنّكم ظلمتموه كما ظلمه غيركم !..
[email protected]