18 ديسمبر، 2024 6:59 م

ألمرجعية الدينية وقارون العراق، ألتلميح أبلغ من التصريح

ألمرجعية الدينية وقارون العراق، ألتلميح أبلغ من التصريح

الكلام الدال والألفاظ المجازية، والهمس البلاغي في إيصال فكرة ما، يكون لتوضيح رسالة مهمة وحساسة، تتفاعل مع ذهن المتلقي، بإيقاعات لغوية هادفة، ومن خلال سياقات أدبية جميلة، لأجل مناغمة ذوق الآخر وعقله، وهذا كله يسمى التلميح، والذي قالت العرب سابقا بأنه أبلغ من التصريح، فضلا عن كون التلميح مبدأ في القرأن الكريم ألذي فيه تبيان لكل شيئ.
ألمرجعية الدينية ودورها الفاعل في تقويم وتصحيح المسارات، بما يعود على المجتمع بالخير، ويحفظ للأمة ثوابتها ومكتسباتها، لما لديها من خبرة متراكمة، ومكانة مقدسة كبيرة في الوسط الإسلامي، كذلك لما تمتلك من دور فاعل ومؤثر في بناء المجتمعات، من خلال تبنيها منطلقات إرشادية وتوعوية، بغية النهوض بواقع الشعب ومستقبله.
قارون العراق، والذي آشارت له المرجعية، من خلال خطبة الجمعة المباركة، في الصحن الحسيني المطهر، القارون الذي ملك السلطة والحكم، واستولى على المال العام، واشترى بهما البعض، ممن باع نفسه، في سوق نخاسة يعج بتجار الضمائر، ببخس دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع، ذلك القارون قد بشرت المرجعية بهلاكه وانهيار وجوده، وإنه لمن المنظرين.
قد يظن بعضهم بأنه في معزل عن تحمل المسؤولية، ويرمي الكرة في ملعب غيره، ونسي أو تناسى أن الجميع مسؤول عما وصل إليه واقع البلاد، سيما أولائك الذين كانوا قد صوتوا في الإنتخابات الأخيرة، لرجل قد أشارت عليه المرجعية، ودعت لعدم العودة إليه، ولكن في رد صريح قد عادوا لعبادة العجل، في سابقة تعيد للأذهان أقوام عصوا ولاة أمورهم، فبائوا بغضب من ربهم.
أخيراً: المرجعية الدينية وقارون العراق، والأسلوب التلميحي في إيصال رأيها للناس، يجعل ألمتلقي أمام مسؤولية شرعية ووطنية، في رفض ذلك القارون، بل ولابد من موقف واضح وصريح، يرفض عودته إلى الواجهة، وعلى الجميع أن يطالب بمحاسبته، لأنه المسؤول عن كل ما وصل إليه الواقع المتردي في البلاد، كونه ملك السلطة والمال وأساء استخدامهما، من أجل تمرير مشروع مشبوه يسعى من خلاله للعودة بالبلاد إلى زمن الدكتاتورية.