22 نوفمبر، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

ألقِمَ الاستفتاءُ حَجَراً

ألقِمَ الاستفتاءُ حَجَراً

أرقى أنواع عزة النفس هو الصمت, في الوقت الذي ينتظر فيه الناس, انفجارك بالكلام.
أقدم البارزاني على خطوة, اقل ما توصف أنها غير محسوبة العواقب؛ وبدلاً من أُمنيات الساسة المنافقين, بالوصول لحرب أهلية, تفاجؤوا بإخماد الفتنة بحكمة الحس الوطني.
لم يكن امر دخول كركوك سَهلاً, لكن الاصرار على تطبيق الدستور, واتخاذ قاعدة اكون او لا أكون, جعلت من السيطرة على زمام الأمور, تسير بخطىً راسخة من اجل الحؤول, دون تقسيم العراق, فهيبة العراق في وحدته أرضاً وشعباً.
وسط التصريحات النارية, والسعي لتفتيت وحدة الشعب العراقي, بالصدام العسكري الذي يضر بجميع المكونات, كان هناك من يعمل بهدوءٍ, وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة, حاملة كل القاذورات خارج نطاق التغطية, وتبقى لغة الحسم لمن يستخدم الحِكمة, من أجل رفض كل المخالفات والشوائب, بالرغم من الأصوات المشوهةِ للصمت.
أراد بارزاني من تشدده, قلب الطاولة الدولية, على الحكومة العراقية, فإن الاتفاقيات على التسليح للحكومة العراقي, كان بشرط أن لا تُستعمل الحكومة العراقية؛ في النزاعات الداخلية ضد أي مكون, كما أنه كان يعتقد, أن لا أحد من الأحزاب الكردية, يجرؤ على معارضته في تحقيق الحُلم, لتكوين دولة كردستان العًظمى, وحسب حساباته أن الفرصة باتت سانحة لذلك.
سلبياتٌ متراكمة بعدم تطبيق الدستور, جعلت من البارزاني ومؤيديه, وبإسنادٍ من الكيان الصهيوني, جعلته يؤمن أن دول الجوار, سَتَسكُت على ما نوى عليه, وكذلك بنى حلمه البائس, على التأييد الأمريكي لسيطرة اللوبي الصهيوني, على مصدر القرار, متناسياً أن هناك هواجس سلبية, تكتنف دول الجوار حول دولة الكرد, واستهجانهم لعملية استفتاء كردستان.
اَلتصميم ووحدة الكلمة حكوميا وبرلمانياً, كسرت قارورة اِنفصال شمال العراق, بعد إذ لم يفد النُصح, من قبل رئيس التحالف الوطني, أثناء تشييع جلال الطالباني, والرسائل السلبية للبارزاني, واستقبال السيد عمار الحكيم, للوفود الدولية وسفره لإيران, كان لها الأثر البليغ, في إفشال مشروع التقسيم.
بعد عملية تحرير الحويجة, دخلت القوات الأمنية إلى كركوك, بمفاجأة هادئة مطبقة الدستور, فالقوات الاتحادية هي المعنية لفرض الأمن, في كل انحاء العراق, بينما يعتبره مسعود البارزاني احتلالاً, واجب التصدي له.
بالرغم من مشاركة كل الأحزاب الكردية, في الاستفتاء الأهوج, إلا ان لغة العقل والحِكمة, لابد ان تنتصر أخيراً, فقامت القوات التابعة للتجمع الديموقراطي, الانسحاب من كركوك وتسليم مقارها للجيش العراقي.
فهل يعي ساسة العراق الوطنيون, ان الحِكمة والهدوء ووحدة الكلمة, هي الفيصل لنجاح دولة العراق الحديث؟

أحدث المقالات