20 مايو، 2024 12:05 ص
Search
Close this search box.

ألقابنا العراقية .. بين المهنة والمدينة .. أضاعتْ أصالتنا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

النجار .. الدباغ .. الباججي .. الخياط .. التكمه جي .. الصراف .. النعلبند .. المدرس .. الحكيم .. البقال .. الإسكافي .. الصقار .. الصفار .. الصحاف .. الجرجفجي .. القبنجي .. السباك .. السماك .. الحداد .. الطحان …إلخ، ألقاب عراقية
البصري .. الناصري .. النجفي .. السماوي .. الراوي .. الدليمي .. الدوري .. الحديثي .. الآلوسي .. الموصلي .. التكريتي .. السامرائي .. الكربلائي .. الزبيدي .. البغدادي .. الكويتي .. إلخ ، ألقاب عراقية
عناوين لأسماء عراقية لامعة ، عاشت في العراق ، وحملت ألقاباً لمهنها .. حملت ألقاباً لمدنها ، فصارت لصيقة ً بها تحت تأثير مفروض ، أو تأثير الاختيار .
فالنجارة مهنة النجار، والسباكة مهنة السباك ، والخياطة مهنة الخياط ، والحدادة مهنة الحداد … إلخ
كما أن الديلم أو الدليم منطقة ، وراوة مدينة ، والناصرية مدينة ، وكربلاء مدينة ، وحديثة مدينة ، وآلوس مدينة … إلخ
ونحن عل يقين بأنَّ تلكم العوائل التي اكتسبت مسميات ألقابها من المهن أو من المدن ، ترجع إلى أصل من أصول القبائل العربية الأصيلة ، فلماذا لم تختر تلك العوائل ألقابَ قبائلها ، أو أسماءً لامعة لشخصياتها التاريخية التي كانت أعمدة ً لها عبر تاريخ العراق الحديث أو القديم .
لعل ؛ ذلك يرجع لسببين :
السبب الأول : التخفي
السبب الثاني : الإهمال
والتخفي ؛ يخضع تحت الظرفين التاليين :
الظرف الأول : التخفي بسبب السلطة الظالمة
الظرف الثاني : التخفي بسبب طلب الثأر
أما الإهمال ؛ فيخضع تحت الظرفين التاليين :
الظرف الأول : انقطاع التواصل العشائري
الظرف الثاني : تأثيرات المدنية الحديثة
والحالة هذه ؛ فالعراقيون شعبٌ أصيل تمتد جذوره الحضارية والعرقية إلى آلاف السنين ، وما كانت ألقابه الأصيلة إلا تعبيراً عن الأنساب العربية التي اتصلت بمن اتصلت به عبر تاريخها العريض الطويل ، وتبيّن كتب الأنساب؛ والتي أبرزها سبائك الذهب هذا المعنى التاريخي للأنساب العربية ، فالعراقيون لم يظهروا من فطر الأرض ، ولم يولدوا من العدم ، ولم تنجبهم الآلات الصناعية أو وسائل الإنتاج ، بل؛ هم أناس انحدروا من الجزيرة العربية ، أو إنهم أصل العراقيين منذ العصور القديمة السومرية والآشورية والبابلية ، ولقد كانت الجزيرة العربية أمّة عربية قبل الإسلام ، وقبل عصر الديانات ، فكان العرب المسلمون وكان العرب النصارى وكان العرب اليهود وكان العرب الصابئة ، وكان القحطانيون وكان العدنانيون وكان الغساسنة ، وكانت السلالات ، وكانت القبائل ، ولم تكن المدن أو المهن !
وتحضرني رواية تاريخية ؛ إنَّ الإمام علي(ع) طلب من أخيه عقيل (رض) ـ وهو نسابة العرب ـ بعد وفاة الزهراء(ع) أن يخطب له إمرأة من فحول العرب ، فخطب له فاطمة الكلابية أم الإمام العباس (ع) الملقبة بأم البنين (رض) .. وهي من كليب . كما أن رسول الله (ص) خطب خديجة الكبرى بنت خويلد الأسدي من بني أسد التي أنجبت له فاطمة الزهراء(ع) سيدة نساء العالمين أم الحسن والحسين والحوراء زينب (ع) . وكانت خديجة تاجرة ، فلماذا لم ينقل التاريخ أنه تزوج خديجة التاجرة ، وقال الراوي إنه تزوج خديجة الأسدية …
 نتمنى على المعنيين بالشأن الوطني .. نتمنى على المعنيين بالتشريع العراقي .. نتمنى على التنفيذيين والقضائيين والباحثين والنسّابة العراقيين والكتـّاب والمؤرخين الكرام أن يولوا إهتمامهم الدؤوب .. دون كلل أو ملل .. دون محاباة .. دون مجاملة .. دون تخوّف .. دون تحرّج ، أن يولوا إهتمامهم نحو هذه المشكلة الوطنية الخطيرة ، التي قد تضيع أسبابها ، وتتشابك خيوطها في يوم من الأيام ، مالم تكن هنالك هيئة حكومية علمية ترعى وتدقق في هذه الأزمة الوطنية المتفاقمة ، بالتنسيق مع الجهات الأكاديمية والمجمع العلمي العراقي وشيوخ العشائر العراقية والنسّابة لأجل الوقوف الجدي عند هذه القضية ، وفرز العراقيين العراقيين .. العراقيين العرب .. عن غير العراقيين ، أولئك الذين تستروا بألقاب إستمدوها عن مهنة أو عن سكن في مدينة عراقية أضفوها على أسمائهم وعوائلهم وتكاثروا في العراق بها ، وهم ينحدرون من أصول عربية وعراقية عريقة ، أضاعهم طغيان إسم المهنة أو إسم المدينة أصالتهم !!!
العراق ؛ مقبل على مرحلة إنتخابية قادمة ، تحتاج إلى غربلة الأنساب والألقاب بما يحفظ المسؤوليات ويحمي الوطنية العراقية الشريفة ويصون الأصالة !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب