23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

ألصراع بين التنظيمات الإسلامية في تركيا

ألصراع بين التنظيمات الإسلامية في تركيا

الإنقلاب الذي حدث في تركيا كان نتيجة الصراع بين اكبر تنظيمين للإسلام في تركيا، أقدم هذين التنظيمين هو جماعة النور أو ما يُسمى بجماعة فتح ألله كولن الذي هو المؤسس لهذه الجماعة وقد لجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة سنوات ويعيش حاليا في ولاية بنسلفانيا.
أما التنظيم الإسلامي الآخر فهو حزب ألعدالة والتنمية الإسلامي بقيادة رئيس الجمهورية ألتركية الحالية رجب طيب أردوغان.
جماعة ألنور:
محمد فتح الله كولن  Fethullah Gülen)) مؤسس جماعة النور مفكر إسلامي وداعية تركي. ولد محمد فتح الله كولن  في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة.
يعتبر كولن من مريدي سعيد النورسي، كما يركز في أعماله بفكرة الديمقراطية وحوار الأديان. كان كولن من حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الماضي لكن العلاقة بين حكومة حزب العدالة والتنمية وحركة كولن أصبحت متوترة، وأصبح الإنقسام علنيا في سنة 2013 م، حين ظهرت تهم فساد للمسؤلين في الحكومة التركية، واتهم أردوغان كولن بالوقوف وراء المشكلة للتأثير سلبا على حزب العدالة والتنمية.(1).
حزب العدالة والتنمية:
حزب العدالة والتنمية (Adalet ve Kalkınma Partisi) هو حزب سياسي تركي يصنف نفسه بأنه يتبع مسار معتدل، غير معادٍ للغرب، يتبنى رأسمالية السوق يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. يقول البعض أنه ذو جذور إسلامية وتوجه إسلامي علماني لكنه ينفي أن يكون “حزباً إسلامياً” ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية ويقول أنه حزب محافظ ويصنفه البعض على إنه يمثل تيار “الإسلام المعتدل”، وهو الحزب الحاكم حاليا في البلاد، تولى أحمد داود أوغلو رئاسته بعد أردوغان والآن يرأسه بن علي يلدرم منذ 22 مايو 2016. وصل الحزب إلى الحكم في تركيا عام 2002. (2).
منذ عام 1980 أي قبل 36 عاما بدأ تنظيم جماعة ألنور التغلغل في مفاصل الجيش التركي بسرية وبإستعمال مبدأ التقية الإسلامية لحين سنوح الفرصة المؤاتية لتسلم الحكم بإنقلاب عسكري في تركيا، بالإضافة إلى ذلك فقد تغلغلوا في أهم ألمفاصل ألأخرى كقوات ألأمن والشرطة والقضاء والتعليم.
كما قاموا بتأسيس مدارس ومؤسسات تعليمية في معظم بلدان العالم لنشر أفكارهم وكسب المؤيدين في تلك البلدان لأن حلمهم كان هو حكم ألعالم وليس فقط حكم تركيا فقط.
كانت جماعة النور حليفة لحزب العدالة والتنمية وساعدت في فوز أردوغان وحزبه في بداية دخوله معترك السياسة، وكرد للجميل تغاضى أردوغان عن تغلغل جماعة النور في مفاصل ألدولة والجيش، ولكن هذا الربيع لم يدم فبدأ الصراع على السلطة لأنّ إستغلال الدين في السياسة نتيجته الإنشقاق كما حدث بعد وفاة محمد في إجتماع السقيفة وما تلاه من إلإنقسامات الطائفية وتحارب صحابة محمد كحرب الجمل بين علي وعائشة وصفين بين علي ومعاوية مرورا بالثورات والحروب التي حدثت في عهد الأمويين والعباسيين والعثمانيين، واخيرا وليس آخرا الحروب بين الشيعة والسنة في عصرنا والصراع مع داعش والوهابية والإخوان المسلمين والتكفيريين.
خلاصة ألقول فإنّ ألصراع الحالي في تركيا هو صراع بين التنظيمات الأسلامية، لأنّ الإسلام دين سياسي بجدارة وهو من أهم أسباب تخلفنا ومن أهم أسباب الصراعات والحروب.
الهوامش:
(1) …. ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
(2)…. المصدر السابق.