23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

ألشرف, يافاقدين الشرف

ألشرف, يافاقدين الشرف

الشرف عند اهل الذمة او الكفار, كما يحلوا للمنافقين تسميتهم, يعني ان الفرد يدفع الضريبة كما هي محددة وفق القانون, ولايكذب, ولايسرق, ولايؤذي الاخرين, ويعمل بأخلاص حتى في غياب رب العمل. والشرف لدينا هو ان تصون ما بين فخذيك وحسب. بل وتستطيع ان تفعل كل المنكرات والمحظورات طيل حياتك, ومع ذلك ممكن ان تدخل الجنة اذا تبت الى الله واديت مناسك الحج وما الى ذلك. هذا المنطق الغريب هو احد اهم اسباب مشاكلنا وتخلفنا. ولاغرابة في عراق اليوم, ان يصبح العميل مجاهدا والكاذب صدّيقّآ والسارق من اشراف القوم.
رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي, وهذه ليست اول مرة, يحرف الحقائق عندما يدعي بأن تصرفات بعض المجاميع العسكرية, التي تمارس قتل واذلال الفارين من جحيم داعش وجحيم الجوع والقصف المدفعي والجوي الحكومي, بأنها تصرفات فردية لا منهجية. لقد شاهدناهم بالعشرات مقيدين وعراة. يهانون ويضربون لالذنب اقترفوه سوى انتمائهم لطائفة اخرى. المنطق يقول ان هذا التصرف الذي يفتقر الى الوطنية والمهنية والشرف, حدث على مستوى سرية عسكرية على الاقل. فعشرين شخصا لايمكن ان يسيطر عليهم بهذه السهولة على مستوى حظيرة او حتى فصيل عسكري. وهذا الامر ينطبق على جميع تصرفات المليشيات الطائفية, التي تصر وبغرابة مطلقة على المشاركة في المعارك لان هدفها الاول هو قتل وتشريد سكان المناطق الغربية وتدمير مدنهم واذلالهم بشكل منهجي مقصود. وأتسائل هل سياسة التجويع التي مارستها حكومة بغداد, والقاء البراميل المتفجرة والقصف المدفعي على مدى عامين على الفلوجة هي تصرفات فردية؟ وهل مايحصل في محافظة ديالى المغتصبة من قبل المليشيات الفارسية تصرفات فردية؟ وهل سياسة الحكومة بأذلال ملايين المهجرين من خلال منع معظمهم من العودة الى ديارهم وتجاهل أوضاعهم الكارثية, تصرفات فردية؟ ثم من منا لايذكر مأساة جسر بزيبز والسياسة الرسمية بمنع عراقيي الانبار من دخول بغداد؟ لايمكن للرئيس التنفيذي الاول في الدولة, ان يدير دفة السفينة الايلة للغرق, اذا لمن تكن لديه قليلا من الشجاعة والمصداقية.
يوم بعد يوم يتأكد لنا ان عقلية الانفصال الطائفية وتأسيس “جمهورية العراق الاسلامية الجعفرية” تتجذر وتترجم الى أفعال, كما هي افعال المليشيات الطائفية, والتي لايمكن الاّ ان تقود الى هذا الهدف الفارسي الذي يعمل العملاء والخونة, بكل قوة وبشكل مكشوف على تحقيقه, على حساب مصالح شيعة العراق العرب الاقحاح.