23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

ألحدود ترسم بالدماء؛ولكن بدماء من؟!!

ألحدود ترسم بالدماء؛ولكن بدماء من؟!!

يقول ؛مارتن لوثر كنك {علينا أن نتعلم ألعيش كأخوة أو الفناء معا كأغبياء}؛يقول ألكاتب ألأمريكي مارك توين {ألأنسان هو ألحيوان ألوحيد ألذي يخجل ؛لأنه ألوحيد ألذي يفعل ما يخْجل}.قبل ألدخول في مناقشة ما صرح به مسعود ألبرزاني ؛دعونا نعود ألى ألتاريخ ونستخلص منه ألعبر.ألغزو ألصليبي ألذي كان أفظع وأخطر هجوم قام به ألغرب على ألشرق؛في أكثر معارك ألتاريخ دموية وأطولها زمنا ؛استغرقت{171} عاما ؛أمتدت بين عامي 1599حتى 1160م؛في سبع حملات شاركت فيها كل أوروبا بقضها وقضيضها وأكثرها تكلفة؛شارك فيها شباب من جميع ألدول ألأوروبية {وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا}؛وحصدت نتائج مخيبة ؛ولم يبقى صليبي واحد في ألمنطقة ؛ولم يبقوا في ألقدس ألأ على خوف وأستسلام!!.أمريكا هزمت في فيتنام وأفغانستان ؛وخسرت أبنائها وأموالها .عدن ألمدينة أليمنية ألصغيرة هزمت ألجيش ألبريطاني من قبل قبائلها ببنادق صيد ؛فرنسا جرت أذيال ألهزيمة في ألجزائر وخرجت دون أن تحقق حلمها في ضم ألجزائر ألى فرنسا ؛هذه أمثلة سريعة على هزيمة نظرية رسم ألحدود بالدماء؛وستكون تجربة أسرائيل بفرض حدودها بالدم كسابقاتها نتيجتها ألأندحار وألفشل لأنها سنة ألتاريخ وألكون {وتلك ألأيام نداولها بين الناس }.هتلر ومسوليني وستالين ؛خسروا أمبراطوراياتهم ودمروا بلدانهم ؛لأنهم أعتقدوا أنهم يستيطعون قضم أراضي غيرهم بقوة ألسلاح ؛وكانت النتيجة ألمانيا لازالت تحت ألأحتلال ؛وألأتحاد ألسوفيتي تحول ألى دويلات عديدة؟!!.فمن يريد ترسيم ألحدود بالدم عليه أن يضع في حسبانه عدد ألضحايا والثكالى واليتامي وألأرامل والدمار للبلاد والعباد ؛والر ابح الوحيد هو عزرائيل وحفاري ألقبور؟!!ألمتاجرة بعواطف ألبسطاء ودفعهم ألى حتفهم بشعارات سياسية ودغدغت مشاعرهم بحسابات عرقية لن تصمد أمام أنهار ألدم ألتي تسيل ؛والتي تذهب سدى ولن يستفيد منها ألا تجار ألسلاح وعاشقي ألسلطة وألحكم .يقول ألشاعر {ألرأي قبل شجاعة ألشجعان هو أول وهي ألمحل ألثاني}.
يجب أن نتخلص من عقلية ألبداوة ؛ألتي كانت تتخلص من بناتها بؤدهنه ؛لأنها تسبب ألعار ؟!!أو على مبدأ أقتلوني ومالك. أن علينا أن نتعلم من تجارب ألشعوب ألتي تتكون من عدة قوميات وأثنيات ؛وخاصة حكامائها مثل غاندي ومانديلا.أن التجربة الهندية ليست هينة ؛فقد حولت ألمفهوم ألديمقرطي ألى عقيدة وثقافة عامة لدى ألفقير والغني على حد سواء ؛واهم عوامل نجاحها ؛بزوغها من الشعب وقيادته ألحزبية الشعبية ولم تبدأ من ألسلطة العسكرية كما حدث في منطقتنا ؛ولاننسى عدد قوميات ألهنود وأديانهم ألسماوية والوضعية ألتي تقدر بالعشرات ولكنها حافظت على كيانها بفضل قياداتها ألحكيمة ولم تتخذ قرارت أرتجالية على حساب دماء شعوبها .وهذا بالفعل ماحصل في جنوب أفريقيا بفضل حكمة مانديلا ؛فلولاه وسياسته لأنقسمت دولةأفريقيا ألجنوبية؛ الى دويلات ؛لان قبائلها ولغاتها ألقومية لاتعد ولا تحصى؛لم تسفك قطرة دم واحدة وتحولت في ظرف عدة سنوات ألى دولة مستقرة ديمقراطية يعيش فيها ألأسمر وألأبيض ؛ولم تنتقم ألأغلبية من ألأقلية وهذه هي سياسة ألعقلاء والحكماء .أن أستغلال ضعف الدولة المركزية في العراق ؛يجب ان يكون محفزا للتقارب وحقن الدماء ؛يكفينا ألملايين من ألأبرياء ألذين قضوا ضحية لسياسات خاطئة وعنتريات فارغة لم نحصد منها سوى ألدمار ؛بحيث أصبح بلدنا مسرحا لتدخل أكثر من 88دولة أجنبية وأحرقت ألأخضر وأليابس ؛والدماء تسيل كالأنهار!!.

ورحم الله أمرأ تعلم من أخطاء غيره ؛وافضل مثال على ذلك ؛ماحصل في السودان ؛عندما أنقسمت ألى دويلات في الشمال والجنوب ؛فهل حل ألسلام والوئام ؛فلا زالت ألحروب قائمة بين قبائل جنوب السودان فيما بينها؛وكذلك بين قبائل شمال ألسودان ؛فبعد خسارة أكثر من ثلاثة ملايين سوداني ؛لم يتحقق شيئا يذكر سوى ألهلاك والدمار!!.