26 مايو، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

ألحجاج وصدام …..أحنه يلوكنه؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يقلب صفحات  تاريخ ألعراق ؛في ألفترة ألتي تلت فتح ألعراق في عهد ألخلافة ألراشدة ألى يومنا هذا ؛سيرى صنوفا من ألعجائب وألغرائب ؛من ألصعب تفسيرها أو تبريرها !!1-سيطر ألحجاج بن يوسف ألثقفي على ألعراق في عهدعبد ألملك بن مروان بشكل مطلق؛أستطاع بعد فترة وجيزة أن يركعهم ويدفعهم ألى حروب عبثية؛سالت فيها أنهار من ألدماء ؛وكان يدفعهم ألى حتفهم دون أعتراض؛ فقتل منهم مئات ألألوف ألى جانب مئات ألوف أخرى قضوا في ألسجون وتحت ألتعذيب.
2-في عصرنا ألحالئ سيطر على مصائر ألعراقيين رجل أخر هو صدام حسين وهو لايقل دموية وعطشا لسفك ألدماء من رفيقه ألحجاج .أدخلهم في حروب دموية قتلت منهم ألملايين ؛وقضى مئات ألوف أخرى حتفهم في ألسجون أو دفنوا أحياءا في مقابر جماعية.ألملفت للنظر أنهم أطاعوا هؤلاء وهتفوا لهم ولازال بعض ألعراقيون يحنون أليهم ويتغنون ببطولاتهم وفتوحاتهم.على ألجانب ألأخر وقفوا موقفا لايتسم بالرجولة وألشهامة من رجلين ؛عرفوا بزهدهم وصدقهم وحبهم ألخير لشعوبهم ووقوفهم ألى جانب ألمظلومين والفقراء وهما 1-ألأمام علي {ع}؛فقد تركوه لقمة سائغة لأبن أكلة ألأكباد ؛وفي أخر أيامه أخذ يتمنى ألموت ؛لخذلانه من أهل ألعراق ونكرانهم للجميل ؟!!2- ألزعيم ألشهيد عبد ألكريم قاسم؛تركوه محاصرا في وزارة ألدفاع ؛وخاصة ألقريبين منه {ألقاسميون!!}؛وراحوا يتفرجون على مسرحية مجموعة من ألعصابات وألشقاوات وقطاع ألطرق ؛وتناسوا ماقدم لهم من منجزات في سنوات حكمه؛فكما حصل للأمام على عند أستشهاده ؛حيث لم يكن في حوزته سوى دراهم معدودات يؤجر فيها خادمة للمساعدة في ألأعمال ألمنزلية ؛ووجد في جيب ألزعيم خمسة دنانير وهو ماتبقى من راتبه ألشهري.
لاأدري كيف أستطاع أشباه ألرجال أن يخضعوا ألعراقين لسلطتهم ؛فقد كان ألحجاج دميم ألخلقة وألخلق ولم يكن شجعا وكان يخاف ألمواجهة والمبارزة ؛وصدام كان بلطجيا ونكره وتاريخه ألأسود معروف وألدليل أن هرب من ألمعركة وأختفى في حفرة نتنة!!.بينما على ألطرف ألأخر يكفي أن نشير ألى ماقاله ألنبي {ص}في حق ألأمام علي {لافتى ألا علي ولا سيف ألا ذو الفقار}؛وعرف ألشهيد قاسم بشجاعته وتشهد له ساحات ألقتال وخاصة في فلسطين.أن ألأنشودة ألتي أذيعت ؛بعد أعدام ألزعيم؛من دار ألأذاعة ألتي تقول {أليوم لاأرهاب لاطغيان لامهج كئيبة   أليوم تنطلق ألحناجر بالزغاريد ألبهيجة} ؛وألرجل ألسبعيني ألذي هتف أمام ألمنصة ألتي وقف فيها ألبكر وعصابته في ساحة ألتحرير ويقول {حزب ألبعث أحنا يلوكنه!!!}.
هذا يلخص واقع ألعراق ؛فماهي ألأسباب ؛هل هي ألظروف ألتي مرت بهذا ألبلد وطبعت مكوناته بهذه ألخصوصية؛وأصابتهم بداء أسمه {أطاعة ألظالم وتنفيذ رغباته وطموحاته}أو ألخنوع للجلاد أتقاءا لشره وخوفا من طغيانه.وألأستخفاف بصفات ألرحمة وألشفقة والعرفان بالجميل لمن يقيم ألعدل ويصفح عن ألمسيئ!!.بعد ألسقوط رأينا  ظاهرة ألحواسم وألهجوم على مؤسسات ألدولة وسرقتها وتدميرها وسرقة تاريخنا وأرثنا وبيعه خارج ألحدود بسعر ألتراب ؛هل هي ردة فعل للظلم ألذي وقع عليهم ؛أو لصفات كامنة فينا ؛وعندما سنحت ألظروف وألبيئة ألملائمة ظهرت للوجود!!. أخطر ظاهرة نعاني منها في وقتنا ألحاضر هي ألمجاميع ألأرهابية ألتي تحمل ألسلاح وتعيث في ألأرض فسادا وتحرق ألأخضر وأليابس؛وحجتها محاربة ألمحتل ؟!!ولكن ألعراق ليس ألبلد ألوحيد ألمحتل في هذه ألمنطقة ؛فدول ألخليج كلها محتلة أحتلالا مباشرا من قبل ألدول ألكبرى فألقواعد موجودة فيها {ألأمريكية وألبريطانية وألفرنسية}؛ولا زالت فلسطين محتلة ؛فلماذا لايتوجه ألمجاهدون ؟لتحرير هذه ألأراضي؛وأنقضوا على ألعراقيين قتلا وذبحا وتدميرا لكل ألمؤوسسات ألحيوية؟.فأذا كان تحرير العراق واجبا شرعيا ؛فأن تحرير ألأراضي ألتي تتواجد عليها ألقواعد ألأجنبية واجبا شرعيا أيضا ؛وألقدس عروس عروبتكم لازالت مغتصبة وتأن تحت أقدام ألصهاينة منذ ستون عاما؟.
أن مشكلة ألعراق مستعصية ولايمكن حلها ؛لأن طبيعة ألمجتمع ألعراقي ؛لاتريد أن تتعلم من دروس ألتاريخ؛ولا مايحصل في هذا ألعالم من تطورات؛فهم أصبحوا ضحية ثقافة تحب جلاديها وتكره محرريها !!وتتحرك عكس عجلة ألحياة ؛فألألوان لديها واحدة لاتتغير ؛فكل من يريد خيرها وتقدمها لونه أسود ؛ومن يريد ألعبث بمقدراتها أبيض ناصع ألبياض!!فالازال صدام شهيدا في نظر بعض ألعراقيين وألزعيم كان قاسما للعراق!!وألحجاج كان فاتحا وألأمام علي {ع} مفرقا للجماعة!!.علينا كعراقيين أن نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا ونعترف بأخطائنا ونعتذر لمن ظلمناهم ونعيد ألأعتبار لهم ؛لأن ألشعوب ألأخرى تحسست ألواقع؛وأنتفضت على تراثها ألعتيق وحررت نفسها من عقلية ألدين ألمتزمت؛وألمذاهب ألتكفيريةوألسياسات ألدموية وألحكومات ألعشائرية؛وهي تحذوا بخطى متسارعة نحو ألتقدم وألأزدهار ؛ونحن نخوض في بحار من دماء ألأبرياء وأشلاء ألضحايا ؛لكوننا أطعنا ألظالمين ونصرناهم وخذلنا ألشرفاء وألمدافعين عن حقوق ألناس لينعموا بحياة حرة كريمة وأخير كما جاء في ألقرأن ألكريم{أن ألله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب