في خطوة إلهيّة ثوريّة كنا ننتظرها بشغف منذ أكثر من عشر سنوات أقدمت الدولة الأسلامية المباركة على حجب المحطات الفضائية الصّفراء التي تبث برامجها لأيران و الدول الأسلامية المجاورة لها, لتحصينها و إبعادها من سموم النفاق الصّهيوني – الأمريكي المُغطى بعباءة أهل البيت(ع)!
و لا يسعني هنا إلا أن أتذكر الأمام الخميني العظيم الرّاحل رحمه الله و الذي كثيراً ما كان يُنبّه المسلمين و العالم إلى آلحذر و اليقظة من السير في ركاب الأسلام الأمريكي الذي يُريد تدمير بلاد المسلمين و إفساد عقيدتهم و إستعمارهم و ذلك بتجريد الفكر الأسلامي من آلأهداف الحقيقية للثورة الحسينية(ع) التي تمثل روح الأسلام لأنها ما قامت و ما ركزت إلا على محور مقاومة و رفض الطغاة و الظالمين و عدم مهادنتهم و إتخاذهم بطانة من دون الله و كما تفعل اليوم مجموعة من المُعممين المنافقين و في مقدمتهم الشيرازيّون الذين باعو الأسلام الحقيقيّ بآلأسلام الأمريكي و إتخذوا أمريكا ملجاً و مأوى لهم و لعوائهلم بسبب فساد عقائدهم التي يُؤمنون بها و حُبّهم للمال و الشّهوات و آلظهور على شاشات تلك المحطات التي تريد قتل فكر الحسين الذي تجسّد عبر الثورة و الرّفض المطلق لكلّ الطغاة و عدم مبايعة الظالمين في كلّ عصر و مصر!
و من أبرز هذه المحطات المُكلفة و آلتي كثرت أعدادها و تسمياتها الجذابة في السّنوات الأخيرة؛ هي محطة (سلام) برئاسة الشيخ هدايتي و ذاكري و القزويني و محطة (أهل البيت) بإشراف الشيخ الأفغاني حسن ألله ياري المغولي الأصل و محطة (اهل البيت) في لندن بإشراف ياسر الحبيت و كذلك محطة (الأمام الحسين) بإشراف الشيرازيين و القزوينيين الذين حطموا رسالة الأمام الحسين(ع) بعد ما حصروه بآللطم و القامات و الزنجيل واضعين أسواراً حديديّة حول الأمام الحسين(ع) بإعتباره جسدٌ مُقدّس يعلو على البشر و لا يصل مرتبته و فكره أحدٌ, لأنه يرتقي لسنخ آخر غير السنخ البشريّ و لا يستطيع أحداً أنْ يسير على هداهُ و يعمل بسيرته في مقارعة الظالمين!
بمعنى أنّ الحُسين(ع) شيئ و أنتم شيئ آخر .. يا عباد الله فلا تقربوا حدود هذا الامام و لا تفكروا لحظة بإمكانية السير في طريقه و نهجه!
و هذا هو عين الهدف الذي يريده أمريكا و آلغرب من شيعة أهل البيت خاصة و آلمسلمين عامة, و لهذا حصروا قضية الحسين – بل الأسلام كلّه – كذكرى سنوية من خلال إحياء مراسم عاشوراء في أيام محرم و بعض المناسبات و الوفيات, ليبقى الناس بعيدون عن روح الثورة الحسينية!
علماً أنّ هؤلاء المنافقين المشرفين على تلك المحطات مدعومين بشكل خاص و مباشر من الدوائر الأستكبارية الأجنبية و يتمّ إسنادهم و تغطية مشاريعهم من قبل الدوائر الإستخبارية العالمية في لوس أنجلس و سنتياكو في أمريكا و في لندن أم الفساد و الفتن في حال حدوث نقص أو حاجة لتغطية مصاريفهم المالية و الأدارية في حال عدم تبرع الناس لهم!
و آلذي يُؤسف له أكثر أيضا إنّ الكثير من جهّال الشيعة العوام الذين تحرّكهم العاطفة بعيداً عن العقل يُقدّمون المُساعدات ألسّخيّة لهؤلاء المنافقين المجرمين الذين صاروا اليوم يمتلكون الفلات و آلأراضي و آلسيارات الحديثة بجانب أفضل الجّامعات الغربية لتأمين دراسة أبنائهم و التي لا يدخلها إلّا أبناء الأثرياء و المشاهير في العالم!
و آلجّدير بآلذّكر إنّ هذه المحطات الفاسدة المنافقة تدّعي عدم تدخلها في السّياسة .. لكن غذائها الأساسي في ثنايا كلّ برنامج هو الهجوم المباشر و الغير المباشر على العلماء المُقاومين للأستكبار العالمي والدولة الأسلامية المباركة بقيادة آلأمام الخميني و الأمام الخامنئي و آلسيد حسن نصر الله, بل وصل الكفر و آلنفاق بهم لئن يتباكو على إسرائيل بإعتبارها هي المظلومة و إن أطفال و نساء و شيوخ غزّة و جنوب لبنان الذين قطّعت الطائرات الأسرائيليّة أوصالهم هم المعتدين على تل أبيب, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.