26 نوفمبر، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

ألتجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب – 5

ألتجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب – 5

وان من اراد ان يكون وحيدا فلن يكون! فنحن نحيا في دائرة الاحاطة العلمية المقفلة والتوثيق الصارم.
ومن ابدع في الاتباع يقول … دخلنا الفراغ فارغين وخرجنا ممتلئين اوكما قال أبن عربي دخلت الفراغ جاهلا وخرجت منه عارفا.
فراغ حراء! الفراغ الذي هو الحضور مع الواحد غير المرئي الذي يشير بهواه الى كل شئ … خالق كل شئ … قائم على كل شئ … عليم بكل شئ … محيط بكل شئ … قدير على كل شئ … المهيمن الذي له الاسماء الحسنى.
نحن في عصر فهم تدافع الارادات والتقاء الارادات وأهمية فهم التقاء أرادة العبد بأرادة الرب … التقاء أرادتين!  كن أرادة المكون … ويكون أرادة المكون. فجيعة من نسى تفاعل الارادات !
نحن نعيش في عصر الانكشاف المعرفي عصر سنيريهم أياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين انه الحق … نعيش في عصر التأؤيل الذي يمثل جوهر المعرفه لمن يمتلكه … التأويل الذي يخلصنا من دائرة عدم اليقين. التأويل الذي ننتزحه من  المعرفه التي تمثل بوابتنا الى فهم الوجود … المعرفه التي تستفيد من الاليات و المرجعيات الادراكيه التي بناها الله فينا للاستخدام عسانا نفهم ونشكر … وجعل لكم السمع والبصر والفؤاد لعلكم تشكرون … الاليات التي ادان عدم استخدامها بشكل مقذع.  ناعتا لا مستخدمها بأشر الدواب … القذع الذي يمثل بحد ذاته تحفيزا للاستحثاث المعرفي لمن اراد ان يتجنب الاهانه. التاؤيل الغائر في المدرسة اليوسفية !
التاويل والمعرفه اللذان يحظيان ببحوث ودراسات مكثفة داخل العالم الاخر البحوث التي تفجر تساؤلات عميقه تتسارع بالبشريه الى احضان الله كما قيل قديما اردنا العلم لغير الله فقادنا الى الله … تساؤلات … كيف نقدر ان نعرف … وكيف نعرف اننا قد عرفنا … ولم نعتقد ما نعتقد ويرفض الاخر اعتقاد ما نعتقد … وكيف نفكر وكيف تنزل فينا الافكار …  تساؤلات ! لاتزال الاجابات عليها متضاربه وغير قاطعه … غير انها حثيثه ومتسارعه باتجاه الاشتكشاف … ولا تحسمها الا هذه المنطقة ! 
ولعل من ابرز المتكلمين في ساحة التأويل هو الالماني هابرماس الذي لايزال اسير خلفياته الماركسيه التي تمنعه من الاندياح في فضاء الله المفتوح.

 اما في ميدان المعرفه … فالباحثون كثار ولا تكاد توجد جامعة غربية تخلو من قسم متخصص في ميدان علم المعرفه في مجاليه الشخصي والاجتماعي.  نحن في عالم يسير حثيثا من الحضارة الرقمية الى الحضارة الحرفية من المعادلات الرياضية الى المصفوفات الحرفية. من حجب الحقائق وكتمانها الى كشف الحقائق و اعلانها. من الاخلاد الى الارض الى الاعراج الى السماء ونحن في عصر قد وصل النضوج الانساني و معارفه حدودا يستطيع من خلالها الاطلال على استجلاء  مرامي المرموز واستخداماته والوقوف على الأجال والمواعيد الذي ثبتها الله للتاشير باتجاه اندلاع الاشياء اونهاياتها … مواعيد تتعالى صرخات محيطها على مجيئها عبر كثيرا من المؤشرات والظروف الموضوعية الداله عليها ومن تلك المواعيد موعد يوم التأؤيل … الذي جاءت الاشاره اليه بسياق استفساري تدعوا الى التامل والاستنفار المعرفي المطلوب للاستهداء … هل ينظرون الا تأويله … يوم ياتي تأويله! يقول الذين نسوه من قبل … قد جاءت رسل ربنا بالحق ! التاويل الذي نتلمس مطروحاته في كل مكان.
و التأويل ! لا يرافق الواضح المكشوف  وانما يرافق الغامض والمرموز والغامض هو دائما جاذبنا الى الوضوح … من  معاني اللامرئي الى معاني المرئي هكذا الرحله دائما.
و لتعلمن نبأه بعد حين.
و قد وصل الحين.
الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين.
ركز ! فالمكتشفات تجئ لتساعدنا الى استبيان الحق … حركة الايقاعات الموسيقية والاصوات باتجاه حركة الاجسام وتفعيل الاذهان … ازا او تهدئة !  تقمص الدور الصادق !
وامواج الروائح  وذبذبات الالوان واستخدامها في الشفاء والمعالجه  وحركة القوى اللامرئيه واثارها التي باتت ملموسه في كل جنبات وجوانيات حياتنا اليوميه … والله نور السموات والارض … النور الفعال !
والكلمة طاقة مفرحة او محزنة و وعينا روحنا و روحنا طاقتنا الادراكية وان لم يفعلها الله تبقى في اسر التقليد هكذا يقول الله الى نبيه محمد … وكذلك اوحينا اليك روح من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. انتباه !
ولكن جعلناه نورا ! نهدي به من نشاء من عبادنا … وانك لتهدي الى صراط مستقيم.
وانت ان استعرضت كل الرسل الذين انت مطالب بالاقتداء بهديهم لا تجد علمهم الا منزلا. لا تقل هؤلاء رسل بل بشر مثلنا ارسلوا لتأسينا ! وممارسة ما مارسوا!
والايات الالهيه … نصبت لتفعيل مدركات الانسان والاسراء به صوب الانجاز والاحسان … الايات ذات المرامي الشتى منها ما هو للتنفيذ والالتزام ومنها ما هو للتدبر والاعتبار ومنها ما هو للاستفقاه  ومنها ومنها … وايات الله كلها للتنفيذ باتجاه التحقيق ! و نحن سرد في السرد و التقدير في السرد مطلوب وكلنا يسرد لوحه في فضاء السرد الالهي العجيب ! ومفاهيم الله لا تعرف الهرم فكلمات الله الحي الذي لا يموت حية لا تموت … وفهمنا لها هو الذي يموت !
والفكر يطيش ان لم يحتويه فضاء الايمان ومع هذا فان حرية الكافر مكفوله وما كان عطاء ربك محظورا … وكل امرء بما كسب رهين !

[email protected]

أحدث المقالات