8 أبريل، 2024 4:05 ص
Search
Close this search box.

ألا يكفي تَدْنيسكم لعراقنا في حياتكم وموتكم!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لتعم البشرى في أرجاء المعمورة… بكراماتكم يا حكامنا صار لنا مَن نتبارك بمرقده بعدما أنهى الموت حياته… نعم في عراقنا الجديد، كل حلمٍ نجده في متناول مَن يريد، إن إبتغى حياةً ‘بكرامةٍ’ فهي له وإن إبتغى ذِكراً ‘طيباً’ بعد موته فله مايريد…

أبى المنطق أن يجد له محلاً في عراقكم! يحاول جاهداً أن يجد تفسيراً لدنائة أفعالكم ولكن ينتهي به المطاف بالفشلِ الذريع! أهكذا ‘تكرمّون’ موتاكم مِمن كانوا السبب في دمار بلدكم! هل تريدون أن تعصموه مِن لعنات العراقيين بتحصينه في محيط ضريحٍ مقدسٍ على مر عصور التأريخ!

هل يعتريكم شئ من الخجل بما تقترفوه بحق عدالة السماء؟ هل تتلاعبون على قساوة النوى؟! ألا تعلمون إنه المنتهى  لمن  طغى منكم شاء أم أبى؟ لقد دنَّستم أجواء وأرض وتراب عراقكم بحياتكم وموتكم!

ألا يستحق تكريم ذكراه ذلك العراقي الذي فارق الحياة وهو بعيدٌ عن العراق ولفظ أنفاسه ودموع عينيه تحكي قصة قلبٍ أعتصره الألم في الشتات ولم يجد في بلده مَنْ يقول له في عراقك الحياة ومستقراً لجسدك عند الممات!

كم مِن رموزنا الوطنية غيّبهم الموت في المهجر وكان جزاءهم الثمين أن يتم التنكر لماضيهم الرصين! نبشّركم خيراً: لن تصونكم بقعة مقدّسة في بلدكم وإن دنَّستموها، فأن أفلتم مِن عقاب الحياة لامفر لكم مِن عدالة السماء!

لتقيموا النُصُب وأدفنوا موتاكم في حِمى المراقد المقدسة… إن حاولتم  تجميل نهايتكم وتخليد ذكراكم… فإن أجيال غدكم ستلعن ماضيكم…

هل تغفلون عن تأريخ بلدكم؟ هل غفرَ العراق لِمن أستباح حكمه بإراقة دماء مَنْ قبله؟ نترك لكم تأمل عقوداً دموية خلت وتربُص نقمة شعبكم التي ستجعل مِن نهايتكم مسألة حتمية…

عزاءنا لمِن فارق الحياة وهو بعيدٌ عن عراقنا… نَمْ هنيئاً… لاتحتاج إلى نُصُبٍ يُخّلِد ماضيك المجيد. إن ذكراك ستبقى نوراً لأجيالٍ وأجيالٍ بها تستضيئ… “ياعراق… هنيئاً لمن لايخونك”: مقولةً سيبدأ بها مسار دربنا في غدنا الجديد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب