لقد أثبت الشعب الكوردي من خلال سنين كفاحه وتضحياته للعالم أجمع، بأنه شعب تواق للحرية والديمقراطية بعد ما قدم آلاف الشهداء والتضحيات الجسام، ونبذ الظلم والعنف الذي كان يحدق به من كل حدب وصوب، منذ أن تم رسم خارطة سايكس بيكو، التي حرمت الشعب الكوردي من أبسط حقوقه في العيش الكريم، حيث كان شعبا مسالما ينبذ العنف والقتل وكان لقمة سهلة للدول التي إستوعبت التجزئة وضمت أراضيهم رغما عنهم.
ولكن نفس الصبر آنذاك نفذ من الشعب الكوردي، عندما قامت الحكومات الديكتاتورية المتعاقبة بتصفيتهم وتغيير ديموغرافية المناطق الكوردية، الى أن وصل الحال بتلك الدول أن تمنع عنهم التكلم بلغتهم الأم اللغة الكوردية، فكانت هذه والكثير من الأسباب الأخرى قد دفعت بالشعب الكوردي المظلوم في أن يتخذ من النضال والكفاح المسلح بقيادة البارزاني الخالد طريقا للخلاص من العنجهيات التي واجهتهم، بسبب ما يسمى إتفاقية سايكس بيكو وخارطتها، التي يعترف راسموها من الدول الكبرى الآن، بأنها إتفاقية فاشلة أدت الى خلق العديد من الديكتاتوريات في المنطقة، كما أنهم أي راسموا تلك الخارطة قد إعترفوا أيضا بسلمية الشعب الكوردي وشجاعته بدفاعه عن حقوقه المشروعة الخاصة به، حيث أتى هذا الإعتراف بعد ان عاصروا تأريخ النضال والكفاح المسلح للكورد، بقيادة البارزاني الخالد الذي أثبت للعالم أجمع انهم لا يرومون غير تحرير أراضيهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم الخاصة بالكورد وخلق الديمقراطية والعيش مع الآخرين بسلام ووئام في المنطقة.
وبعد كل هذه السنين من تقديم الدماء الكوردية والتضحيات، لم تنتهي محنة هذا الشعب المسكين، فقد تم تسليط ديكتاتورية أخرى، وهذه المرة بنوع آخر وصورة أخرى تتمثل بتنظيم داعش الإرهابي، الذي تلقى ضربات موجعة من قبل البيشمركة الأبطال والشعب الكوردي، والذي أثبت للمرة الألف لجميع دول العالم بأن الكورد شعب لا يعتدي على أحد ولا يقبل أن يعتدى عليه، كما قالها الرئيس بارزاني في عدة مناسبات.
وهنا لا بد ان نعيد للأذهان بأن إتفاقية سايكس بيكو قد أخطات في حساباتها مقابل الشعوب التي وقعت ضحية عدم التخطيط الصحيح وعدم دراية تلك الدول الى أهمية الشعوب المحرومة ومنها الشعب الكوردي، في موازنة أوضاع المنطقة والشرق الأوسط، حيث حقق إقليم كوردستان والكورد بجهود وقيادة الرئيس بارزاني وبفترة قصيرة من الزمن، ما لم تحققه الكثير من دول المنطقة على صعيد التقدم في الديمقراطية والبناء والإعمار، ولولا الهجمة الهمجية التي تواجه الشعب الكوردي حاليا من قبل الدواعش لأرتقى الكورد في التطور بكل المجالات الى أبعد الحدود، كما انه قد كسر حاجز الوقت والزمن وتم وضع المنطقة والشرق الأوسط في كفي الميزان بصورة متوازية، وأصبح التصدي وطرد الإرهاب الشغل الشاغل للشعب الكوردي بقيادة البارزاني، لإبعاد شبح سيطرة الدواعش على الأراضي الكوردية التي يمكن المرور منها الى دول ومناطق أخرى لنشر الإرهاب.
إذا بعد كل هذه التحديات والعقبات التي واجهت وتواجه الكورد بالتزامن مع التطور والتقدم الذي أحرزه في إقليم كوردستان، ألا يجدر بالدول الكبرى أن تخرج من صمتها وتعترف أكثر من ذي قبل، أن شجاعة الكورد بقيادته المتمثلة بالرئيس بارزاني، هو سبب كاف لكي تتبنى تلك الدول مسألة بناء دولة كوردية في المنطقة، التي رسمتها الإتفاقية آنذاك وكان فيه الشعب الكوردي هو المظطهد الوحيد بكافة طوائفه ومكوناته، إذا ألا يجدر بالدول الكبرى أن تعترف بأن التضحيات التي قدمها الكورد هو في سبيل التحرر والديمقراطية؟ وألا يجدر بالدول الكبرى أن ترى في ثورة الكورد ما كانت عليه تلك الدول ذاتها بثوراتها المشابهة لثورة الحركة التحررية الكوردية في رفض الظلم والتعسف، نعم كانت جميعها تمتلك حركات تحررية ثورية كالحركة التحررية الكوردية، ناضلت وكافحت الى أن وصلت الى مبتغاها بتأسيس دولها وإستقلالها، لذلك نقولها بصوت عال لجميع الدول والشعوب التي تعشق الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير نحن الكورد بعد كل ما عانيناه ألا نستحق دولة كوردية؟