23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

ألا من منجز واحد نؤيد به الاجتثاث , تذكروا وأنتم تجتثون “الأسد” بعثي

ألا من منجز واحد نؤيد به الاجتثاث , تذكروا وأنتم تجتثون “الأسد” بعثي

إن كان اجتثاثكم سيشمل فقط البعثيين الفاسدين فنحن معكم قلباً وقالباً , أمّا إن شمل الجميع فنقول لكم بصراحة ووضوح أنّكم مخاتلون ومغرضون لأنّكم تخالفون الإسلام:(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) الآية . (أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين) الأية أيضاً . وستزيدون فوضى البلد لأنّكم ستجتثّون فكراً وذلك محال وسواء كان ذلك الفكر صحيحاً أم ضالّاً , وسيُقال أنّها عمليّة تغطية مستمرّة منذ 11 عام على عجز تام وفشل كامل في قيادة العراق لم تشفع معها تريليون ومئتي مليار دولار والاعلان عن عمليّات التنكيل هذه ليست أكثر من مشاعر إحباط لم يستفيد منه سوى دول الجوار , فهذا هو السيّد “الأسد” أمامكم , بعثي ابن بعثي , و”علويّته” هي الأصل في التشيّع إن أخضعنا المقارنة بما تحبّون في فهمكم للإله وللإسلام , ونظامه من تشكيل بعثي جيشاً ودولة فليست “الفارسيّة” بولاية الفقيه أكثر ابتعاداً عن القوميّة الفارسيّة , كما والنظام السوري ليست هويّته القوميّة بعيدة عن أنظمة الدول المتقدّمة كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا , لذا فلا يُفهم من اجتثاثكم بعث العراق وإعجابكم ببعث سوريّا سوى قصد متعمّد لاجتثاث طائفة معيّنة تحت غطاء اجتثاث البعث .. إذ ما الفرق بين بعث وبعث؟ , فالبعث كبعث هويّة إيديولوجيّة للكثير من العراقيين واجتثاثهم تفرقة واستعداء وهي عمليّة معيبة لحكم يقود دولة كالعراق معروف بتلوّنه المجتمعي , وفي حالة ما أقدمتم على ذلك سيصدق فيكم من يقول هي عمليّة تكفير مبطّن “تخجلون” الإفصاح عنه نجلّكم أن تكونوا كذلك رغم خراب البلد على أيديكم , ومنهم من سيردّ عليكم متحدّياً: اعطونا منجزاً واحداً حققتموه لنبارك ما تقومون به من اجتثاث , اعطونا يوما واحداً شاع فيه الأمن ربوع العراق منذ وصولكم للسلطة لغاية اليوم , اعطونا صناعة واحدة لبلد كان قد أصبح صناعي قبل مجيئكم , بيّنوا للعراقيين برنامجًا لكم يقوم على خطط علميّة حقيقيّة , اعطونا شاهد واحد لإنجاز حظي باعتراف دولي لكي نستسيغ الاجتثاث , فإن عجزتم فاقنعونا لماذا هذا الإصرار على الاجتثاث ولمصلحة من؟ .. لا نرى غير إيران مستفيدة من ذلك ولأسباب باتت مفضوحة , فإن تحجّجتم “أنّ البعث أدخل العراق في حروب” سيُقال: نعم سياسته من قرارات فرديّة ,
لكن ها أنتم منذ وصولكم تجرّون البلد من حرب لحرب تبرّرونها قائلين: “إرهاب” حتّى أفلستم خزينة دولة من أغنى دول العالم .. ثمّ إن ادّعيتم “تحاربون الإرهاب” ولا تعملون كحاجز دفاع عن إيران , فما هي إذاً أسباب نجاح الإرهاب في العراق؟ .. فلو أنّكم قضيتم على البطالة ووضعتم برامج مجدية لتعيين جميع الخرّيجين لما تطوّع الشباب لجهات إرهابيّة للهروب من الفقر , وبذلك أعطيتم فرصة لمن يدّعي أنّها عمليّة ثأر بينكم وبين من تجتثّونهم , وهو إيحاء على عمل لا يليق بأخلاق الفرسان , بل ستثبتون للآخرين أنّكم تمنحون النظام السابق مبرّر مطاردته لكم! وخاصّةً والعالم رأى ما وصل إليه حال العراق على أيديكم , بل أنّ هنالك من سيقول أنّكم ستؤكّدون جميع الاتّهامات المؤشّرة ضدّكم بجميع عمليّات اغتيال طاقات البلد العلميّة والعسكريّة السابقة أو الحاليّة لأنّ الضحايا جميعهم بعثيّون  وذلك ما سيؤكّد تخمين البعض عن نزعتكم العدوانيّة للتحضّر وبادّعاءات تتّهمكم تفجيركم للشاحنة الّتي دمّرت مبنى التلفزيون 1982 وضحاياهابالمئات برقبتكم  مضاف إليه التفجير الّذي قتل 150 عراقي بسفارة العراق ببيروت وعلى هذا ستأكّدون ما قيل ّنّكم أوّل من أدخل عمليّات التفجير الى العراق وهو تأكيد لما قيل كنتم تريدون إيقاف منجزات ما بعد تأميم النفط من مجّانيّة تعليم وقضاء على الأمّيّة وببلد خالٍ من الأمراض الخ وسيدّعي من يدّعي أنّ عداؤكم لكافّة البعثيين لأسباب انتشار الجامعات في مدن العراق ومئات المعاهد العلميّة بينما نحن نعلم أن ما وصل إليه العراق قبل الغزو نتاج جهود 80 عاماً من التخطيط الصناعي والعلمي .. هل حققتم أنتم شيئاً من هذا ؟ لا بالطبع , على العكس , فكلّما أمعنتم التنكيل بغرمائكم ازدادت منزلتهم وتقوى شكيمتهم , ويكسبون المزيد من التأييد العربي والعالمي , ولدينا تجارب مع راديكاليّون مسلمون كانوا يظنّون بالبعث كفر وإلحاد لا يقلّ إلحاداً عن الشيوعيّون , والآن وبسبب أهوال ما رأوا مع قدومكم لحكم العراق أصبح منهم أكثر بعثيّة من البعث! , حتّى أنّني سمعت “سلفي” لم يكتف ببعثيّة بل يتفاخر بمنجزات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وقال بالحرف الواحد “إنّي أتابع التسلّح الروسي أوّل بأوّل وإنّي نادم على فرحتي يوم انهار الاتّحاد السوفييتي”! , لذا قد يكون عدائكم للبعث سوء تقدير مثلاً؟ راجعوا أنفسكم قليلاً , لقد حصل الشعب على فرصة التخلّص من البعث وقلنا أنّكم مظلومون , فلماذا سخّرتم مناصب الدولة لاجتثاث من يخالفكم العقيدة؟ وفي نهاية المطاف دمّرتم بلداً يخصّ جميع العراقيين لا البعث وحده , فهل ما قمتم به وما ستقومون إن أقررتم فعلاً الاجتثاث هو من الدين؟ , من مذهب , من عقيدة ؟ هل هي أخلاق الحسين أخلاق ال البيت ؟ لم أقرأ شيئاً عن إسلام بمواصفات كهذه , لم تعطوا فرصة واحدة للعراقيين يطمئنّون إليكم بعد أن حملكم السلاح إليهم لم تمنحوهم فرصة شكر لله على مجيئكم طال انتظاره!