21 أبريل، 2024 9:39 م
Search
Close this search box.

ألا كفيل … بلا كفيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن ما حصل لأبناء نينوى وصلاح الدين من نزوح جماعي كان بسبب تخاذل وتقاعس القيادات الأمنية في المحافظتين والذي أدى بدوره ، الى هروب جماعي لأفراد القوات الأمنية أمام جرذان داعش ، التي بسطت سيطرتها على المحافظتين في غضون ساعات قليلة ، وبدون أي أطلاق نار يذكر من القوات الأمنية المنسحبة ،  أعقبه  نزوح جماعي للمواطنين باتجاه أقليم كردستان وبقية محافظات العراق ، كي لا يقعوا فريسة سهلة بيد مجرمي داعش المنحرفين عن الدين والأخلاق وكل القيم السماوية والأنسانية.
أما ما حصل من نزوح جماعي لأبناء الأنبار الغيارى ، فمرده للسياسات الرعناء لسياسيي هذه المحافظة وشيوخ عشائرها ، الذين فروا منذ أمد بعيد من المحافظة ، حين أوقدوا نار الفتنه من على منصات الأعتصام ، التي كانت تضم بين جنباتها الخونة والعملاء والمندسين والمتخاذلين والخانعين والمتربحين من السحت الحرام ، الذين تركوا أبناء المحافظة بين نار تنظيم داعش الكافر ، ونيران القصف المدفعي للقوات الأمنية العراقية التي تهدف الى تطهير كل شبر من أرض الأنبار الغالية.
فكان نزوح العائلات الأنبارية الكريمة من مدنها وقراها باتجاه العاصمة بغداد ، وصمة عار في جبين سياسيي فنادق الدرجة الأولى ، وشيوخ الغدر والخيانة الذين خذلوا أبناء عشائرهم ، وقبعوا في عمان وأسطنبول وأربيل ودبي والدوحة ، وعمائم المشايخ ، التي جرت الويلات لأبناء جلدتهم ، حين كانوا يهتفون من على منصات العار (( قادمون يا بغداد )) كي يحرروها من الرافضة الفرس المجوس !  ، وها هم أبناء المحافظة قدموا بالفعل الى بغداد ، نازحين مهجرين وليسوا محررين ، فأحتظنتهم العوائل البغدادية الأصيلة ، فتحت لهم القلوب قبل البيوت ، وتقاسمت معهم رغيف الخبز بشرف وكرامة وأخوة وأباء ، فمن العار أن نرتضي لأهلنا أبناء الأنبار الغيارى النشامى ، أبناء العشائر الأصيلة أن يصطفوا في طوابير طويلة أمام مداخل بغداد يبحثوا عن من يكفلهم ، فالبغادة كلهم كفلاء لأبناء الأنبار الذين عجز سياسييهم وشيوخ عشائرهم وطواغيت منصات الأعتصام ، أن يكفلوا عائلة واحدة .
نعم ، نحن أبناء بغداد العظيمة ، بغداد الكاظم والنعمان ، نقولها لكل من عبر بزيبز ..  كل الأبواب مشرعة أمامكم وبلا كفيل .
أما لسياسيي الصدفة وشيوخ الذل الذين أسسوا منصات داعش على طريق المرور السريع ، وباعوا أسلحتهم لهم ، أقول ، أحلقوا شواربكم واللحى ، فما عاد لها أي لزوم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب