الآلاف من مقاتلي قوّات البيشمركة خرجوا هذا اليوم الثلاثاء في تظاهرات حاشدة في أربيل كما نقلت وسائل الإعلام الكوردية , ضدّ التصريحات التي أدلت بها النائبة عن حركة التغيير سروة عبد الواحد , والتي اعتبرها الحزب الديمقراطي الكردستاني مسيئة لعوائل شهداء البيشمركة , وهذه التظاهرة هي الثالثة على التوالي خلال أربعة أيام والتي ينّظمها الحزب الديمقراطي ضدّ النائبة سروة عبد الواحد , فماذا قالت النائبة سروة عبد الواحد وهل يستّحق ما صرّحت به كلّ هذا التجييش ضدّها ؟ وما الجريمة التي اقترفتها ليصرّح منصور برزاني إلى وسائل الإعلام بأنّ اعتذارها غير مقبول ؟ وهل اساءت النائبة سروة عبد الواحد فعلا إلى عوائل شهداء البيشمركة ؟ أم أنّ هذا التصريح قد حرّف عن معناه الحقيقي لأسباب وأجندات سياسية ؟ ما الذي يريده مسعود وأبنائه من وراء هذه التظاهرات ؟ وهل هي ذريعة للتغطية عن سرقات عائدات نفط كردستان التي فضحتها النائبة الشجاعة سروة عبد الواحد ؟ أم أنّها ذريعة للتغطية على مشكلة عدم تخلي مسعود عن رئاسة الإقليم المنتهية منذ أكثر من سنة خلافا للقانون ؟ أم هي ذريعة لإشغال الرأي العام عن ديكتاتورية مسعود وأبنائه وتسّلطهم على رقاب الشعب الكوردي في كردستان العراق ؟ .
إنّ الجريمة الحقيقية التي اقترفتها النائبة البطلة سروة عبد الواحد ليست الإساءة إلى عوائل شهداء البيشمركة كما يحاول مسعود وأبنائه وحزبه أن يسوّقها ويخدع بها الرأي العام , بل أنّ جريمتها الحقيقية تتمّثل بسلسلة اللقاءات التي أجرتها لوسائل الإعلام والتي تحدّثت من خلالها للرأي العام بكل شجاعة وجرأة عن أكذوبة رواتب موظفي إقليم كردستان التي افتعلها مسعود وحكومته للتغطية عن سرقات نفط الشعب العراقي وإيداع عائداته في حسابات خاصة له ولأبنائه في بنوك تركيا والعالم , حيث كشفت النائبة الأرقام الحقيقية لصادرات النفط التي تقوم بتصديره وزارة الثروات الطبيعية في كردستان , والتي لا يعلم عن هذه الصادرات وعائداتها برلمان كردستان ووزارة النفط الاتحادية في بغداد , فهذه هي جريمة سروة عبد الواحد الحقيقية التي يريد مسعود هو وأبنائه وحزبه تغطيتها بهذه التظاهرات وهذا التجييش ضدّ النائبة سروة عبد الواحد .
وبدورنا نقول لمسعود وحزبه .. ألا تخجل من نفسك يا مسعود وأنت تختبئ وراء هذه الأكاذيب ؟ وهل تظن أنّ الرأي العام الكوردي والعراقي ساذج إلى هذا الحد ليصدّق إنّك منتفض من أجل شرف عوائل شهداء البيشمركة ؟ فإذا كنت حريصا فعلا يا مسعود على شرف هذه العوائل وصيانتها من الانحراف والذّل , فلماذا لا تصرف لهذه العوائل الرواتب من عائدات النفط المصدّر من كردستان ؟ وأين هي هذه العائدات وبأي حساب تنزل ؟ لماذا هذا الخداع والكذب ولماذا لا تكون شجاعا يا مسعود وتقول لأبناء كردستان أنّ سروة عبد الواحد قد فضحت المستور وتعدّت الخطوط الحمراء الذي فرضتها على شعب كردستان العراق ؟ وما كان لها أن تتجاوز هذه الخطوط الحمراء , وهل تعتقد يا مسعود أنّ الشعب العراقي سيصدّق هذه المزاعم التي تحاول أن تخدع بها الرأي العام ؟ وهل تعلم يا مسعود أنّ هذه التظاهرات التي جيّشتها ضد النائبة سروة عبد الواحد قد جعلت منها بطلة بنظر أبناء كردستان والشعب العراقي ؟ وهل تعلم يا مسعود أنّك لو أجريت استفتاء بينك وبين سروة عبد الواحد لتفوقت عليك بهذا الاستفتاء ؟ إلى متى ستستمر بهذا الخداع والتضليل للرأي العام الكوردي والعراقي ؟ .