23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

ألاِنتخابات ورائحة المجاري

ألاِنتخابات ورائحة المجاري

نُسِبَ لِعلي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال” كن من خمسة على حذر: من لئيم إذا أكرمته، وكريم إذا أهنته، وعاقل إذا أحرجته، وأحمق إذا مازجته، وفاجر إذا مازحته.
كان يوم الجمعة 4/5/2018 صادماً, حيث كان يعتقد بعض الساسة, أن يتم الإفصاح عن القائمة الأفضل, إلا أنَّ تِلكَ المؤسسة الدينية, أبت إلا أن تؤكد وقوفها, بمسافة واحدة من كل القوائم والمرشحين, كي تفسح المَجال واسعاً, أمام المواطن العراقي للاِختيار.

جاء البيان الذي أُعلن من كربلاء المقدسة, فاضحاً لمن يدعي الاتصال بالمرجعية, من ساسة الفساد ورواد الفشل, فلم تُساند المرجعية يوما ما, فاسداً أو فاشلاً من الساسة والمسؤولين, بل كانت الناصح لهم, بتقديم الخدمة للمواطن, الذي انتخبهم بعد ان وعود, إتضح أنها كِذبة كانوا يضحكون بها, على منتخبيهم للوصول إلى سِدة الحكم, والفوز بالامتيازات الخاصة.

 شُنَّت حملاتٌ مسعورةٌ, ضِدَ المرجعية العليا, مُتناسين فتوى الجِهاد الكفائي, التي لولاها لما بقي العراق, لم نجد لها تبريرا سوى, أنها محاولة إعادة تكرير مياهٍ قذره, زكمت أنوف الشعب ولا يزيلها, إلا رميها خارج حدود العملية السياسية, فالمرجعية أكدت على التداول السلمي للسلطة, مستعرضة بعض الإخفاقات, للحكومات السابقة خلال 15عام, و إعتماد التنافس ضمن برامج, إقتصادية وخدمية وتعليمية قابلة للتنفيذ, بعيدا عن الشحن الطائفي والمزايدات الإعلامية؛ واصفة مشاركة المواطن بالانتخابات, أنه حق للمواطن الذي تتوفر فيه الشروط القانونية, تاركة المشاركة من عدمها, حسب القناعة الشخصية, وأنقل هنا نصياً رأي المرجعية, لمن يقول أن البيان, لم يحث المواطن, على المشاركة ولكن بشروطها” ينبغي ان يلتفت الى ان تخليه عن ممارسة حقه الانتخابي يمنح فرصة اضافية للآخرين في فوز منتخبيهم بالمقاعد البرلمانية وقد يكونون بعيدين جداً عن تطلعاته لأهله ووطنه”.

أما آنَ الأوان لإنصاف من يقول الحق؟, وأن يكف كل إمرءٍ لسانه, عن مضغ لحم أخيه, لا سيما من يدعي التدين ويعمل بالغيبة, ومساعدة الفاسد والفاشل, هو أكثر محاسبة من غيره, فالعتب عليه ليس كما هو, على السياسي الدنيوي, المعروف بالسعي وراء ملذات الدنيا, أما آنَ الأوان, كي يفرقَ شعب العراق, بين الأدعياء وأهل الدين؟.

قال رَجُلٌ لإبنه يا بني” إذا رأيت الليل يسود ويسود, فاعلم أنَّ الفَجر قريب, وإذا رأيت الحَبل يشتد ويشتد, فاعلم أن إنقطاعه باتَ قريب, وإذا رأيت الكرب يحتد ويحتد, فاعلم أن الفرج قريب, وصبر جميل”.