23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

ألامور .. في غير مكانها

ألامور .. في غير مكانها

أن اللعب مع الكبار , هو حرفة ومهارة قبل ان يكون منصبا منح لمجاملة ما , او بفعل صدفة من صدف التاريخ المبهم .

ان تلعب مع الكبار وأنت في طور الطفولة , لهي مخاطرة كبرى لاتحمد عقباها ابدا , ففارق التفكير سيجعل الامور فوضوية ومبهمة التأويل والتفسير .

لا اعرف لماذا تذكرت قصة ذلك الثعلب الجائع , الذي وضعه سؤ حظه امام مدخل عرين اسد فتاك يرقد في قيلولة بعد وجبة غداء دسمة لم يبقى منها سوى العظام والجلد والأحشاء.

سال لعاب الثعلب اللعوب , لبقايا وجبة الاسد , فقرر اغتنام الفرصة مهما كانت النتائج , فتقدم نحو الاسد النائم بخطوات (ثعلبية) وبادره السلام , تفاجأ الاسد من جسارة الثعلب الذي لم يهاب الموت بين فكي ملك الغابة , لكن الاسد عرف السبب بعد ان رأى مظهر الثعلب البائس وقد التصقت بطنه على ظهره من شدة الجوع حتى غدا وكأنه مجموعة عظام يغطيها الفرو , ابتسم الاسد ورد السلام , وسأل الثعلب عن مبتغاه .

فأفصح الثعلب عما يريد , ألا وهو بقايا الطعام , صمت الاسد وهو يفكر بطلب الثعلب , فلم يجد ان هناك مانعا من ان يتناول الثعلب الجائع بقايا الطعام , فهو على الاقل سيقوم بتنظيف المكان , فسمح للثعلب بما يريد .

هجم الثعلب وهو غير مصدق نفسه فراح يلتهم ماتبقى بشهية المحروم , والأسد يراقبه .

بعد أن شبع الثعلب , شكر الاسد على كرمه وعطفه , وقدم عرضا للأسد بأنه اي الثعلب يستطيع ان يعمل بخدمة الاسد عرفانا منه على جميله.

فسأله الاسد(وماذا تستطيع ان تعمل عندي , وأنت لست مقاتلا بارعا؟)

فأجابه الثعلب , بأنه سيجلب الماء للأسد وينظف العرين , ويعمل مخبر للأسد!

فهم الاسد العرض كله إلا مسألة (المخبر) , فشرح الثعلب مهمة المخبر وهي مهمة جدا لملك الغابة , فبدلا من التجول في الغابة ما على الاسد سوى الاستلقاء والنوم ,

والثعلب هو من يقوم بالمهمة ,والمنفعة متبادلة , رحب الاسد بالفكرة لأنه كسول بطبعه.

في اليوم الثاني وبينما الاسد يرقد في باب عرينه , صاح الثعلب المخبر ( ايها الاسد هذا غزال كبير يمر من هنا) , فما كان من الاسد إلا ان يتمطى وهو يقول للثعلب

هل عيوني حمراء من الغضب؟

هل ذيلي منتصب للوثوب؟

هل شعري كأنه الاشواك؟

فأجابه الثعلب , نعم عيونك حمراء لأنك ملك الضواري , وأن ذيلك منتصب كرمح بيد فارس, وان شعرك كأنه النبال .

هجم الاسد وجاء بالغزال , وكانت وليمة شبع منها الاسد وخادمه.

تمر الايام والتعاون مستمر مابين الاسد وخادمه الثعلب , وقبل كل صيد يسأل الاسد اسئلته التقليدية عن عيونه الحمراء , وذيله المنتصب , وشعره الذي يشبه الاشواك , ويأتيه من الثعلب نفس الاجوبة المتملقه.

وفي يوم نظر الاسد للثعلب فوجده قد اصبح سمينا جدا ومعافى بعد كل هذا الطعام المجاني فقرر الاسد معاقبته , فأقترح على الثعلب ان يتبادلا الأدوار فيصبح الثعلب هو الصياد ويصبح الاسد هو المخبر , قبل الثعلب بالاقتراح وهو مرغم لأنه لايملك خيارا بالرفض او عدم القبول .

جلس الثعلب مكان الاسد , وأخذ الاسد يراقب الغابة , وماهي الاساعة وبينما كان الثعلب نائما , ايقضه الاسد وهو يقول ( ايها الشريك قم للصيد فهناك فريسة قادمة واليوم هو يومك الاول)

نهض الثعلب وهو يتساءل عن الطريدة المطلوب صيدها , فقال له الاسد ( هناك عند الشجرة نمرا ضخما اسرع وآتينا به كي نتغدى به)

تفاجأ الثعلب وارتعد خوفا , لكنه لايملك التملص او الهروب من الأمر فقال للأسد وهو يعيد مايقوله الاسد قبل كل صيد,

هل عيوني حمراء من الغضب؟

هل ذيلي منتصب للوثوب؟

هل شعري كأنه الاشواك؟

فأجابه الاسد وهو يبتسم بخبث ( نعم كل ماقلته هو صحيح , فما عليك إلا الهجوم واصطياد النمر)

فما كان من الثعلب إلا ان قال للأسد , وهل تريدني انا الثعلب ان اصطاد هذا النمر ألشرس وبدون مساعدتك ؟ فأجابه الاسد بالإيجاب , فما كان من الثعلب إلا ان قال للأسد , ارجوك ان تنادي على النمر كي …… ينكحني !!