حسنا فعل موقع كتابات عندما نشر خبر سعي قيادة أقليم كردستان العراق لآنشاء شركة حليب ألابقار مع شركات أسرائيلية في كردستان , فمثل هذه المتابعات تحفز الشعور الوطني تجاه ألاتجاهات الخاطئة التي لاتصب في عملية البناء الوطني والتي تتخذ من أخطاء البعض مبررا للبحث عن حواضن لم تكن يوما مخلصة لمعطيات العمل السياسي لمجتمعات هذه المنطقة ومنها المجتمع العراقي الذي لاتزال خياراته أسلامية رغم كل الشوائب المصاحبة لعملية الحراك بمختلف مستوياته , والمجتمع الكردي هو ألاخر لازالت خياراته أسلامية رغم الشعور القومي الذي أراد البعض تغريبه , ولكن مايجري في المحافظات الكردية العراقية من أيقاعات مثل ” القتل غسلا للعار ” وبقاء المسجد محتفلا بصلاة الجمعة والجماعة مما يشكل تهديدا حقيقيا لكل من تحدثه نفسه بأقصاء مرجعية المسجد كما حدث مع العناوين القومية في العالم العربي التي أستغلت طموح الناس للتحرر والعدالة وتغيير ألانظمة فوجدوا الشعور ألاسلامي يسبقهم الى عقول الشباب ووجدوا المسجد حاضنة لاينافسها منافس .
وأصحاب الهوى القومي من العرب وألاكراد وألاتراك والفرس والبلوش وألامازيغ وغيرهم لم يكونوا على دراية فكرية بأهمية الفارق بين الكينونة القومية والكينونة العقائدية , فألاولى وجود , والثانية رسالة , ولم يعرفوا أن الوجود القومي بحاجة الى الرسالة , وأنه لارسالة للوجود القومي البشري ألا رسالة السماء ؟
وهذا ألاختلاف كلف ألامة ألاسلامية ومنها العرب وألاكراد والاتراك الكثير من خسارة الوقت والجهد .
وأذا كان حدث المنطقة اليوم تتصدره الحركات ألاسلامية التي لم يحسن الكثير منها أدارة التنظيم بمستوى قيادة المجتمع مما أثر على تشتت الولاءات , وهذا التشتت لم تسلم منه الحركات الكردية , فأذا كان عبدالله أوجلان الزعيم الكردي لآكراد تركيا الذي يقبع في السجون التركية يرى في قيادة النظام السوري حليفا غير قابل للنقاش من الناحية ألاخلاقية , فأن مسعود البرزاني وغيره من قادة أكراد العراق يرون عكس ذلك , وولاءاتهم مع قادة ألانظمة العراقية يسودها المد والجزر مما يجعل الثقة بينهم وبين ألانظمة المركزية في العراق يشوبها الكثير من الشك والريبة التي لم يكن نصيب أنظمة الجوار لاسيما ألايراني والتركي والسوري بأقل من النصيب العراقي .
أن ألاخبار المتسربة عن علاقات لآقليم كردستان العراق مع جهات أسرائيلية تجاوزت مرحلة النفي الكردي , فصفقات السلاح , وألادوية , وأخيرا أنشاء مصنع لحليب ألابقار تتولى أمداده شركة أسرائيلية سبق وأن أقامت علاقة مع أمارة خليجية لحليب ألابل , ومطار أربيل الذي أصبح نافذة لكل من لايريد أحترام الدولة العراقية المركزية سوف لن يكون لصالح من يغرد خارج السرب الكردي الذي يغلي بالحدث من القامشلي والحدود التركية السورية التي شهدت تفجير سيارة مفخخة أستهدفت بعض أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض داخل ألاراضي التركية والذي سبق لمسعود البرزاني أستقبال عدد منهم وأصابع ألاتهام تشير الى جبهة النصرة التي وزعت ربطات خبز في بعض مناطق حلب مكتوب عليها سامحونا سنغادركم ؟
وأذا كان بعض جرحى المسلحين من المعارضة السورية قد تم علاجهم في مستشفيات أسرائيل , ومثل هذه المواقف ومواقف قيادة أقليم كردستان العراق مع الشركات ألاسرائيلية ستشكل أختمارا جديدا في مرجعية المسجد الحاضن غير المنافس للتحرك ألاسلامي وعلى ضوء ذلك ستعاد حسابات المنطقة مثلما ستعاد حسابات التظاهرات وألاحتجاجات في المنطقة الغربية من العراق بعد أن يكشف اللثام وسوف لن تكون أسرائيل وأعوانها بعيدة عن الكلام , ولن يكون الشعب الكردي بعيدا عن تلك المراجعة التي ترفع من ترفع وتنزل من تنزل من حسابها ومن تورط مع أسرائيل لن يكون مرفوعا والذين أتخذوا من أربيل دارا للآقامة مثلما تقيم فيها الشركات ألاسرائيلية وأعرضوا عن بغداد وهذا ألاعراض سيكون عارا عليهم في قادم ألايام , والتضاد بهذا النفس وهذا التوجه لن يكتسب وجاهة ولن يفوز بحياة قابلة للآنتقال للمعنى ألاخر واللبيب تكفيه ألاشارة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]