23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

ألاغتراب وأوطان مفخخة في مسرحية جئت لأراك

ألاغتراب وأوطان مفخخة في مسرحية جئت لأراك

صدرت مؤخرا مسرحية ‘جئت ُ لأراك’ للفنان العراقي كريم رشيد ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح في الشارقة في كتاب ضم كذلك مسرحيتين لكاتب من فلسطين وسورية.

المسرحية الفائزة في مسابقة التأليف المسرحي لفئة الكبار عام 2011 التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح في الشارقة

مسرحية ذات فصل واحد ، كل ما فيها من أحداث وشخصيات هي وقائع وشخصيات حقيقية
المسرحية ليست نتاج لحظة تأمل، ولكنها تعبر عن تجربة سليم ورحلة العودة المضنية والشاقة والمحفوفة بالمخاطر والمفارقات مابين المطارات والمدن يلتقي صديق العمر مقدام ،والمسرحية لها أكثر من بعد فهي ليست تجربة الحنين والاغتراب ومحاولة الرجوع الى الوطن والتي يتعرض لها أي إنسان ولكن على مستوى أعمق هي الاغتراب المعنوي والثقافي التي يعيشها الانسان المعاصر وامواج الحلم تتكسر على صخور الواقع

الشخصيات

العائد :سليم عراقي مقيم في السويد
المصور:مقدام صديق سليم في العراق
زوجة سليم:أوروبية
هي حبيبة سليم عراقية
جنديان
صوت نسائي
ممرضة

وقد فازت مسرحية جئت لأراك بجائزة التأليف المسرحي للموسم المسرحي 2011. هذه المسرحية من تأليف الفنان العراقي كريم رشيد فازت في الشارقة كأفضل نص مسرحي تتوزع شخصياتها مابين الشرق والغرب سليم العائد من السويد الى العراق ومقدام المصور والصديق العراقي وزوجة سليم الاوروبية وشخصية هي حبيبته الاولى والحنين الى الوطن أصبحت شوارعه ومدنه كالحة وجدران تفصل مابين سجون البشر بيوت أيلة للسقوط ونفسية وأرواح البشر أصابها الملل والكأبة والضجر والمصير المجهول،مدن تحتضر وتموت مدن تتحول الى حضيرة حيوانات الناس وصراخ الصمت الاخرس وغصة الموت أبواب المدن مقفلة والناس لاتمتلك المفاتيح خيانات واتهامات بالمجان مدن وبشر رقابها بيد المخبر السري وشوارع محفوفة بالمخاطر ،مدن تحترق ونيرون يضحك ويشعل الفتن والحرائق وجلجامش يرثي أنكيدوا ويبحث عن الخلود في مدن أصابها الوهن والاهمال مدن مهجورة ومهجرين وجثث مفقودة الهوية مدن حراسها لصوص وسراق وقطاع طرق بشر وعالم يغرق في سونامي طوفان الجهل والتخلف أنهاره وأسماكه تعتاش على جثث جميلة ولذيذة ،شعب كتب عليه أن يعشق العتمة والظلام .ويبقى مقداد المصور صاحب صاحب الاقامة الجبرية في بلد إسمه وادي الموت والاحزان وهو يخاطب صديقه العائد سليم : إرحل واتركني لوحدي فأنا من صنف القطط حين تتألم تحاول أن تنزوي فعالمنا عالم شديد الوطأة والاحساس بالتعسف والاضطهاد،وأصبحت الحياة موحشة ومملة والناس تحولوا الى قطيع مخدر تمجد أشخاص ،مجانين لوثوا وجه العالم ودمروا كوكبنا الجميل بحروبهم وأنانيتهم وصارت المرأة والحبيبة مثل الارنبة تلد الابناء لكي يجعلوهم وقودآ للحرب ضجر الوحدة وسويداء الحزن والحقد الاسود تسلل الى الاعماق، فجيعتنا من النوع الذي لاينسى لقد أغتيل شبابي وشعب بأكمله إبتلعته العتمة المترهلة والثقيلة فيروسات سرطانية قابلة للانفجار في أي لحظة من اللحظات والصراع بين نسقين ونسيجين والسواتر هي العازل ودوائر مغلقة حول الاخر ونحن نعيش في زمن الخوف ونحتاج ربما الى تأشيرة دخول والانتقال من مكان اومحلة اومدينة الى أخرى وهذا الواقع يجعلني أشعر بشيئ من الخوف،سليم: لقد دمرتني سنين الحروب وكان العوق بسبب الحرب مانعآ لدخولي الى الوطن في المطارات..
تعال اشكو لك عذابي سنين ونحن نعيش في دوامة لاتنتهي ، قتل ، وتشريد ، وجنون،وذل وهوان، ولانفعل شيئآ سوى أننا نمثل المهزلة المأساة … أيدينا مكبلة، والسنتنا منطلقة وبهذا وحده نريد كسب ضمير العالم …هراء… ياصديقي نحن نعيش في كوكب كافر وعاهر لايدعن الا لمنطق القوة والقتل والاغتيالات. ممنوع التجوال في الشوارع بين كل لحظة سماؤنا تمطر دمآ وجراد ,قتلة وكاذبون وواهمون تسلقوا سلم الخيانة عمروا السجون وتحولت بيوتنا الى مقابر للمعوقين وبيوتنا تغرق بالمياه والاوحال بمطر الخير الذي تحول الى مطر الشوؤم وأقوام تسير وترحل على أوهام وسراب وخراب,إرجع الى جنتك وأترك لنا سعير النار،وسليم يصرخ بلادي بلادي يغطيها الثلوج ، المصور أما بلادي تتلحف بالحزن والسواد ويغطيها المقابر كل شيئ فيها مقابر شوارعها وبيوتها وأزقتها. إرحل كما شئت وأترك لي عذاب الغياب ،صرنا نخرج الى الشارع ونتمنى أن نعود بأمان وفي الصباح نشكر الله مازلنا على قيد الحياة، أحلامنا أصبحت كوابيس وأغنياتنا وأبراجنا كوابيس . عد إلى هناك فالحيوانات تعيش بأمان ولها سجلات وتأمين على الحياة ونحن لاأمان لنا تحث سماء وأرض تحترق هنا كل شيئ يحتضر وعلى سرير الموت والاخرين يموتون وجثث مجهولة الهوية في الشوارع والمزابل، أوطان متخنة بالجراح إنقطاع التيار الكهربائي وتعيش العزلة مع كل شيئ إننا أعتدنا أن نسكن الظلام وفوضوية الاحاسيس ووجوه لبشر ممسوخين والحراس واللصوص ونساء ناحبات . أما أنت ياسليم لقد محث الغربة ملامح وجهك بسبب الاضواء الغزيرة في الشوارع وشاشات السينما والمسارح والتلفزيون. المصور أما انا فوجهي بلون رمال الصحراء وذكرياتي رفوف بعد رفوف وصفحات الجرائد والكتب عابرآ جسور الوديان والمدن المحترقة .